الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في النظام الجزائري الحالي لا قضية تعلوا على قضية الصحراء.

بودريس درهمان

2011 / 2 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


المملكة المغربية و جبهة البوليساريو يجمع بينهما نفس المذهب السني، نفس اللغة و نفس الشريحة الاتنية التي هي مجتمع البيضان. جبهة البوليساريو لا تقوى مكوناتها الدموغرافية على تشكيل طائفة، كما هو الأمر في لبنان، العراق، فلسطين و حتى في السودان بعد حدوث الانفصال. هذا المعطى الجيوسياسي الذي يخص جبهة البوليساريو يجعلها في آخر المطاف مكون سياسي بداخل المملكة المغربية و ليس بخارجها. القوى الغربية الممثلة بداخل مجلس الأمن، دائما حينما تقوم سياسيا بحل مناطق النزاعات عن طريق اعتماد خيار الانفصال، فإنها تقوم باعتماد هذا الخيار حينما يكون هنالك اختلاف جوهري يخص العرق و المذهب الديني أو اللغة أما الاختلاف السياسي فقط حول كيفية تدبير الثروة المحلية فان هذا الاختلاف لا يدفع المجتمع الدولي إلى تبني خيار الانفصال. و بما أن هذه الثلاثية الجيوسياية التي هي العرق، الدين و اللغة غير متوفرة في الصراع القائم ما بين المملكة المغربية و جبهة البوليساريو فان خيار الانفصال يبقى دائما مستبعدا.
حيثيات نشوء مشكل الصحراء هي في مجملها ثلاثة لا غير. هناك أولا الحيثيات المرتبطة بغياب الديمقراطية و حقوق الإنسان بداخل المملكة المغربية و هنالك ثانيا الحيثيات المرتبطة بأطماع النظام الجزائري في الحفاظ على مناطق الصحراء الشرقية التي استولى عليها بفعل تواطىء النظام الفرنسي المستعمر بالإضافة إلى رغبة النظام الجزائري الملحة للنفوذ إلى المحيط الأطلسي عبر المناطق الصحراوية المتنازع حولها. أما الحيثيات الثالثة فهي مرتبطة بالحرب الباردة.
مادام هنالك تحسن ملموس في كيفية أداء الحيثيات الأولى المتعلقة بغياب الديمقراطية في المملكة المغربية و مادام أن الحرب الباردة قد انهارت فان الحيثيات التي لازالت مستعصية و مرتبطة بمشكل الصحراء فهي أطماع النظام الجزائري في الإبقاء على الوضع كما هو و الاستفادة منه إلى أقصى الحدود. لقد صنع النظام الجزائري لنفسه و لمجتمعه إيديولوجيا، و هذه الايدولوجيا هي قضية الصحراء المغربية. هذه الايدولوجيا فرضت نفسها ليس فقط على النظام الجزائري و مجتمعه بل حتى على إعلامه المتحرر الذي يدعي الاستقلالية التامة عن النظام. جريدة الشروق الجزائرية مثلا من بين الجرائد الأكثر انتشارا و مبيعة بداخل الجمهورية الجزائرية تتابع ثورة الشباب المصري أولا بأول و تختار عناوين قوية توهم القارئ بأن قناعة صحفيي الجريدة و مساندتهم اللامشروطة للثورة الشبابية المصرية هي الدافع الأساسي في اختيار هذه العناوين لكن الدافع الحقيقي هو شيء آخر. الدافع هو دائما خدمة موقف النظام الجزائري في ما يخص قضية الصحراء المغربية. النظام المصري المحاصر حاليا من طرف الثوار المصريين الشباب هو نظام متزن في ما يخص مجموعة قضايا دولية بما فيها قضية الصحراء؛ لم يتخذ هذا النظام في يوم من الأيام موقفا متطرفا اتجاه هذه القضية لقد كان دائما إلى جانب المملكة المغربية في حقها العادل في الصحراء، رغم أن الرئيس حسني مبارك لما كان ضابطا في الجيش و في خضم ما يسمى بحرب الرمال ما بين المملكة المغربية و الجمهورية الجزائرية تم اعتقاله من طرف القوات المسلحة الملكية في منطقة الجنوب الشرقي المغربي التي لازالت الجمهورية الجزائرية تحتل أراضي شاسعة منها. الرئيس المصري تم تسليمه بعد ذلك إلى بلده.
الدبلوماسية المصرية كانت دائما دبلوماسية محنكة في مجموعة من القضايا لأنها تجر وراءها تاريخا لا يستهان به من الحنكة و التجربة. غياب الديمقراطية بداخل النظام المصري الحالي الذي هو على وشك الانهيار لا ينقص بأي شكل من الأشكال من أداءه الدبلوماسي و حضوره المتميز على الساحة الدولية و أي تحول بداخل الدولة المصرية يجب عليه أن يأخذ بعين الاعتبار هذا المعطى و يقوم على تحسينه.
جريدة الشروق الجزائرية بعناوينها القوية المواكبة للثورة الشبابية المصرية لا تعبر عن قناعتها الحقيقية اتجاه هذه الثورة الشبابية بل تقوم فقط بتمهيد الطريق للمخابرات الجزائرية و للدبلوماسية الجزائرية لكي يجدا موطئ قدم بداخل النسيج السياسي الجديد المناهض للنظام المصري الحالي لكي يتبنى موقف النظام الجزائري من قضية الصحراء.
هذه الجريدة المتميزة على مستوى الأساليب الصحافية التعبيرية و على مستوى الانفتاح السياسي لم تستطع أن تواكب انفتاحها هذا بانفتاح آخر على قضية الصحراء و تقدم للقارئ الجزائري قراءة أخرى موازية لقراءة النظام الجزائري لكي تغني و تقوي قدرة هذا القارئ على التحليل و تقبل التأويلات المختلفة للقضية المستعصية على جميع الحلول بسبب تعنت النظام الجزائري.
جريدة الشروق الجزائري واكبت الثورة التونسية بنفس العناوين القوية و بمجرد رحيل الطاغية التونسي الذي كان هو الأخر متزنا في ما يخص قضية الصحراء، تسللت المخابرات الجزائرية و معها الوسطاء التونسيين المأجورين لكي يجدوا موطئ قدم و خدمة النظام الجزائري في ما يخص قضية الصحراء. في النظام الجزائري الحالي لا قضية تعلوا على قضية الصحراء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ومن شر النفاثات في العقد
الشهيد كسيلة ( 2011 / 2 / 8 - 16:14 )
خلاص ابرمت عقدا مع المخزن في تناول الشان الجزائري باسلوب ليس فيع الا المهاترات وكيل التهم والترويج للاغلوطة والشائعة المفضوحة

الجار الوحيد الذي لم يعرف المخزن كيف يتعمل معه حضاريا ويريد ان يصدر اذلاله للشعب المغربي الشقيق الى جاره الوحيد
يا سي درهمان لن تمسوا شعرة في راس الجزائر الشامخة لان الحق يعلو ولا يعلى عليه
ومن يسلك مع جيرانه سلوك الذئاب لا ينتظر منهم خيرا
بالامس كان المخزن يتقاسم مع جاره الجنوبي طورطة الصحراء واليوم يقول الوحدة الترابية من طنجة الى الكويرة
هل يعقل ان يكون ما تنازل عليه المخزن بالامس كما يتنازل اي بخيل عن سقط المتاع هل يعقل ان يتحول الى تراب وطني عزيز ومقدس

في الدزاير كانقولو اللي خاطيك يعييك
والصحراء للصحراويين
وانتينا كاتعيي فروحك
ربنا يشفي

اخر الافلام

.. موقف التنظيمات المسلحة الموالية لإيران من التصعيد في رفح| ال


.. إسرائيل - حماس: هل ما زالت الهدنة ممكنة في غزة؟




.. احتفال في قصر الإليزيه بمناسبة مرور 60 عاما على العلاقات الف


.. بانتظار الحلم الأوروبي.. المهاجرون يعيشون -الكوابيس- في تونس




.. حقنة تخلصكم من ألم الظهر نهائيا | #برنامج_التشخيص