الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بلا و لاشي: عندما نصاب بلوثة المعرفة-الخطيئة، فيكون القصاص حياة

محمد أبوزينة

2011 / 2 / 9
الادب والفن


بلا و لاشي: عندما نصاب بلوثة المعرفة-الخطيئة، فيكون القصاص حياة
بقلم د. محمد أبوزينة

إهداء إلى روح أجمل الصديقات الرفيقات رجاء برغوثي ـ مكاوي التي رحلت عنا ليلة 29/09/2010

رجاء: لروحك المتألقة أبداً أبى قلمي أن يخط مفردات رثاء ووداع فلا عزاء لنا في غيابك فنقول إلى اللقاء في حضرة الغياب, ا

سال مداد العين دمعا فاستحضر ذكريات جميلات من نقاشاتنا أيام كنا على مقاعد الدراسة، في صفوف حلقات الدراسات الثقافية- قي جامعة بيرزيت، وأيام كانت الشوارع تملؤها مظاهرات ا

ليس الموت حالة لانتفاءٍ الروح ـ الحياة ـ الوجود ـ بل هو تجسيد لحالة ما تتماثل فيها المتناقضات من حيث هي أقطاب تضاد بين أنداد، تتماهى هذه الأخيرة صائرةً حالة هلامية حاصل تفاعلها صفر كلي مطلق، أي صفر، بحركة الصرف الرياضي، لا قيمة له بمفرده، بذاته أو لذاته، بقدر ما يمنح القيم المادية النفعية والروحية الاستهلاكية لعصر بات محكوم ببورصات ثقافات الدجل والدجتال. انه صفر لا قيمة له بقدر ما هو ضروري كنقطة توازن استاتيكي لا ديناميكي لالتقاء حركات الانفصال المتعارضات وقوى العرض والطلب في أسواق التسلع والتسليع الحرة، صفر لملء الخانات الفارغة باتساع الرحيل.

وإن كان للحديث معها شجون مُمتد بين الأخذ التام والمتردد، والنبذ الرافض والمُتشكك، كسطح بلا حدود تعلوه هضاب للكينونة زاخرة بالمعاني، وصحارى شاسعة لارتحال الفكر إلى حيثُ يشاء، ربما إلى حيث الظلُّ ممدودٌ كسطور تملأ الخواء وتسكو العراء، فإن ملكات العقل و مضات بنات الأفكار غاويات فاتنات محركات لرغائبية أيروسية في السبر في كل الأغوار البكر، في اللهو تحت ظل كل أشجار المعرفة العذراء المكسوة بالثلج، تلك التي تأبي الموت إلا واقفةً، فتسقط عنها تهمة احتكار المعرفة الأولى، فيصار الغيب علما، ونصاب عهرا بلوثة المعرفة-الخطيئة، ويكون القصاص حياة اا،،،،،،،،،،،،،

يخرج من بطن الأرض صبار، ينبت بين ثنيّات وطيّات واحات صحارى ممتدّة لا ظل لها إلا ضفائر شعر حواء الرجاء، تحمل آلام المعرفة-الخطيئة وتمضي في دروب الآلام ، لا تأكل إلا التين ألشوكي حتى لا تلتصق بها من جديد تهمة إسقاط أوراق التوت عن ما بقي مستور من عوراتنا وخطايانا، ولا تشرب إلا مرارة عصارة الصبّار البكر، ليس فقط من أجل العناية ببيوت شعرٍ ُجدلت من ضفائرها، بل للحفاظ على نضارة الثنائيات المتناقضات: الحقيقة-الخطيئة، العلم-الغيب، الروح-المادة-العالم، ففي التناقض حياة.... ومن أجل تعليم صغارها الفطام حين يغيب ظلها عن واحات عيون الصحارى العطشى، ونصاب من جديد بلوثة المعرفة-الخطيئة، وتكون الحياة شكل من أشكال القصاص، أما الموت فله في انتفاء التناقض حياة.

الحديث معها، هو حوار في الفكر حقا، يدور كحرب غوار، كر وفر، انتشالات وهروب، هجرات وإيغال، قطائع والتحامات، وتكون الكلمة-الرصاصة دخان كلام يتحور فيتكور ويصير طيّات تخترق الطبقات فلا تحجب رؤية المسارات، ترتدُّ الأصوات ولا تتردَد، تنفلت كوميض شعاع سرعان ما يتبدد بعلامات سؤال المجهول بقدر المعلوم، فنعيد الكرَّ والجريان نحو اللامكان، فالفكر وإن نزع نحو التأرضن، يرفض التوطين والتوطن، لِئَلاَّ يصار إلى سلطةٍ دون هوية، وهوية دون وطن، لِئَلاَّ يكون لِلخطيئة علينا حجّة من بعد موتنا، ولِئَلاَّ تلتبس علينا حروف الفكر فنتهم عهرا بالكفر، فالفكر لا أرض له بل فضاءات ورجاءات... فهو ليس نتاج لملكة بنات أفكار العقل، كما ساجل كانط وهيوم وفورباخ، بل هو نتاج لحالة اشتباكات مستعرة لا تنتهي بين كل ملكات الفكر المتناقضات في تجلياتهم المختلفة: الذاكرة، اللغة، الفكرة، المخيلة، الرجاء، التجربة، الرغبة والنزعة نحو الاحتمالات والاأدريات.

،،،

فإحداثيات الفلسفة-الفكر-المعرفة تتنافى مع الأبسيس الجبري وصفرية ثوابت المجاهيل الكليات، من حيث هي ادعاء يتجاوز حدود المكان والزمان ، ومن حيث هي تفسير ثابت منتهي لسطوح متحركة متحايثة بلا نهايات، ومن حيث هي حضور لموت الفكر في انتفاء التناقضاّت!ااا

ولئَلا ينتحل الموت شكل رجائنا في انتظار ولادات البدايات، وتكون الحياة من دون رجائنا قصاص ااا

،،،
صديقتي الرائعة رجاء الرحمة لك والى اللقاء في حضرة الغياب

La mort comme si vous y étiez….

باريس 30/09/2010

ملحوظة: هذا النص استمرار لنصوصي السابقة كتابة جذمورية هائمة في رائحة العنبر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو


.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : مفيش نجم في تاريخ مصر حقق هذا




.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : أول مشهد في حياتي الفنية كان