الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مؤشر الشارع العراقي والعقل الجمعي

أبو مسلم الحيدر

2004 / 10 / 6
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


اكتب الأعلامي البارز الأستاذ زهير الدجيلي في جريدة القبس بتاريخ الثالث من تشرين الأول تقريراً أخبارياً بعنوان
"تحول في موقف الشارع العراقي بعد مجزرة حي العامل" حيث جاء في تلك المقالة "... ان تصريح هيئة علماء المسلمين، وهي احدى الجهات المتهمة كثيرا برعايتها للمقاومة، والذي قالت فيه «ان عمليات التفجير وملاحقة رجال الشرطة لا تمت الى الاسلام بصلة ومنفذيها انتحاريون مصيرهم جهنم وبئس المصير»، يعطي مؤشرا واضحا على التحول في الرأي العام العراقي لصالح عمليات فرض سلطة القانون بالقوة العسكرية. "
والملفت للنظر إلى إن الأستاذ الدجيلي قد جعل من موقف "هيئة علماء المسلمين" التي مثلت الواجهة السياسية والأعلامية والتفاوضية لقوى الأرهاب والضلام، قد جعل منها مؤشراً واضحاً على التحول في الرأي العام العراقي.
وهذا القول مجانباً لحقيقة الشارع العراقي والذي أعتبر أستاذنا العزيز إن موقفه الشديد الصلابة في معادات ومعارضة مجاميع القتلة هؤلاء قد جاء نتيجة لأعتراف جماعة "التوحيد والجهاد" بتنفيذها لمجزرة حي العامل. وهذا تجني واضح ضد موقف الشارع العراقي الواضح والصريح من عمليات القتل هذه ومن المنفذين لها وهو الموقف المعارض لمثل هذه الأعمال والمعادي لهؤلاء القتلة منذ البداية. إن العراقيين قد توصلوا الى قناعة تامة منذ بداية عمليات القتل والتفجير والأختطاف هذه إلا ضرورة الوقوف ضد مثل هذه العمليات، أما عن مساهمة الجماهير العراقية في المدن المختلفة بإرشاد أفراد الشرطة والحرس الوطني على أوكار المجرمين ومخابئ أسلحتهم وعن كل ما يجلب الأنتباه والشك فقد كانت هذه الحالة موجودة في العراق منذ شهر أيلول من السنة الماضية (2003) وحتى قبل تواجد أفراد الحرس الوطني في الشوارع إلى جانب رجال الشرطة، حيث كنت في بغداد في تلك الفترة وقد إتصل بي أحد المراقيبين السياسيين من أمريكا إلى بغداد ليسألني عن مدى تطور الوعي الجماهيري العراقي وقد أجبته في حينها بأن الوعي الشعبي قد بدأ بالنهوض وذكرت له هذه الضاهرة (كمؤشر) وتصديق لقولي.
وهنا بودي أن أتحدث عن موضوع لطالما رغبت بالكتابة عنه وإضن إن الوقت قد حان لطرحه خصوصاً بعد أن بدأت بعض التصريحات مثل (إن 90% من الشعب العراقي يؤيد هذه الفكرة أو إن كل الشعب وياك يامجلس الثورة أو كلنا جنود للقائد أو كل العراقيين من زاخو حتى الفاو مع قراركم الحكيم) بالظهور على السطح وبشكل واضح مرة أخرى.
إن طبيعة الشارع العراقي( والتي هي طبيعة الأنسان العراقي) طبيعة مسالمة وادعة هادئة، وبرغم ما قامت به الأحزاب العراقية (وعلى رأسها حزب عفلق الأجرامي) من العمل الطويل لجعل العقل الجمعي هو ما يسيطر على الجماهير ويسيرهم، برغم هذا العمل المتواصل بهذا الأتجاه وإستمراره لسنوات طويلة، فإن العراقيين قد بدئوا منذ فترة مبكرة بعد تحرير العراق من عصابة العوجة وتكريت، بدئوا بالتحرر من هذا العقل الجمعي (والذي أسماه العفالقة بضمير الأمة) وبدئوا بالتفكير جهراً والتعبير عن آرائهم بحرية أكثر بالرغم من إستمرار مجاميع الأرهاب (بأجنحتها الثلاثة البعثيين والضلاميين والخارجين على القانون) بإستخدام نفس الأسلوب البعثي الأرهابي في إذكاء العقل الجمعي وجعله هو المسيطر وتوجيهه لخدمة طروحاتهم.
لوعدنا مرة أخرى إلى هيئة علماء المسلمين، نلاحظ إن أمير منطقة الفلوجة هو عبد الله الجنابي والذي هو أحد أعضاء هذه الهيئة، كما إن الضاري والكبيسي والسامرائي وغيرهم من قادة هذه الهيئة هم من يمثل هؤلاء الأرهابيين في المفاوضات مع أهالي الضحايا والمخطوفين كما إن هذه المفاوضات غالباً ما تتم في مقر الهيئة الرئيسي (مسجد أم المعارك)، أما ما صرح به بعض أعضاء الهيئة من تصريحات معارضة لعملية قتل الأطفال الجماعية في حي العامل فما هي إلا مناورة يناورون بها على طريقة شيخهم يوسف القرضاوي الذي يغير موقعه وموقفه وفتاويه تبعاً للمكان والزمان والمتطلبات السياسية. كم من مرة صرح نفس الأشخاص (مثل أحمد عبد الغفور السامرائي وحارث الضاري وغيرهم ) عن إن هؤلاء القتلة هم الذين يمثلون المقاومة وإنه يجب النزول على رغباتهم ويجب عدم إستخدام القوة معهم، ولم نرى أياً منهم معترضاً (بشكل جدي وصريح) على عمليات القتل الجماعي والتفجير والتعذيب وقطع الرقاب، ولكنهم وعندما تيقنوا من إن الحكومة المؤقتة جادة هذه المرة بإقتلاع جذور الأرهاب وتصفية الأرهابيين (وهذا ما تمناه على السيد على السادة علاوي والشعلان والنقيب) وإن الحدود السورية قد تم السيطرة عليها وإن جثث البعثيين والأرهابيين الضلاميين قد نهشتها كلاب سامراء وإن أهاليهم المقيمين في عمان وسوريا قد نصبوا المآتم لهم وإن العمل سيستمر لتطهير الفلوجة بعد سامراء ومن ثم الرمادي وبعدها اللطيفية واليوسفية وجرف الصخر وإن عناصرهم التي دسوها في مدينة الصدر(الثورة) وبعض مدن الفرات الأوسط والجنوب قد شخصهم أهالي تلك المدن الصامدة وعرفوا نواياهم (يتحركون لآثارة الأضطرابات –في كربلاء أو النجف أو الثورة أو وكما سيحصل قريباً في بعض مدن الجنوب حسب أخبار أشبه بالمؤكدة من الداخل- كلما كان هناك تحركاً لمحاصرة إرهابيي المثلثين والقضاء عليهم) وبدئوا بمحاربتهم والتضييق عليهم، عرفوا إنهم سوف لن يفيدهم البعثيين الذين تسلقوا إلى بعض المناصب القيادية في الدولة الجديدة(عادوا بسبب بعض المراهنات السياسية الضيقة البعيدة عن المصلحة الوطنية)، فكانت تصريحاتهم هذه بالأستنكار على جريمة حي العامل ضانين إن الشارع العراقي سينسى لهم أفعالهم وسيغفر لهم وسيعتبرهم ائمة منزهين ... هيهات من هذا أن يحصل وهيهات من أن يستمر البعثيين القتلة بالأحتفاض بمناصبهم فالعراق الجديد ملك العراقيين وسيأخذ الضحايا وذويهم بحقوقهم من هؤلاء ولو بعد حين.
الشارع العراقي لاتمثله أي جهة من الجهات ولا أي حزب من الأحزاب ولا أي مؤسسة أو هيئة معينة، الشارع العراقي لايمثله إلا الشارع العراقي نفسه، إن بقايا الفكر الشمولي قد تربط راي الشارع العراقي برئيها ولكن هذا مناف للحقيقة على الأرض، فلا أحد ولا جهة ولا مؤسسة ولا حتى مرجعية تمثل الشارع العراقي أو حتى نسبة 30% منه، لقد أنطلق المارد وتحرر العراقيون من العقل الجمعي ومن الشمولية ومصادرة رأي الفرد وحريته.
لثلاثاء 05102004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. باريس تسلم -بري- الورقة الفرنسية المتعلقة بوقف إطلاق النار ب


.. ترامب يواصل تصدر استطلاعات الرأي في مواجهة بايدن| #أميركا_ال




.. الخارجية الأميركية: 5 وحدات في الجيش الإسرائيلي ارتكبت انتها


.. تراكم جثامين الشهداء في ساحة مستشفى أبو يوسف النجار برفح جنو




.. بلينكن: في غياب خطة لعدم إلحاق الأذى بالمدنيين لا يمكننا دعم