الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحيم الغالبي..جسره من طين لكنه صلب لايلين..قراءه في مجموعه شعريه

رجيم الغالبي

2011 / 2 / 9
الادب والفن


الناقد و الفنان التشكيلي ( عبد البطاط ) قرأت له قبل ان اتعرف عليه ..الان وذلك من خلال ماينشره اواخر الستينات في الصحف والمجلات ذات التوجه التقدمي واليساري.. ومشاركته في النشاطات الادبيه والفنيه في البصره وخارجها على المستوى العراقي... حصلت منه على هذا الرأي الصريح ووالواقعي بدون انحياز
او صداقات او اخوانيات ... فهو من منطقه وانا من غيرها، لكني وجدت طروحاته ادبيه وتحليل ثقافي بتجرد لذا وللامانه ان انشر هذا الرأي.من البصرة ـ عبد البطاط
قائلا :
=(جسر من طين) ديوان للشاعر المبدع رحيم الغالبي كتب مقدمته الشاعر عبد الكريم هداد الذي ورد فيها (ما لدى القصائد هنا، هو خاصية الايقاع الهادئ مع رؤية تختصر جودتها العالية لتسلب مخيلة القارئ والمستمع معا في صورها التشكيلية المختزلة والمختصرة على مساحة تكوينها الثابت انها قصائد جديدة في جدية شاعرها الملتهب في انسانية تجربته الواثقة الرؤية والموقف تحت ظلال فسحات زمن يخبئ لنا قصاصات العشق بين صباحات ورد الجوري القادمة) وكان احتفاء متميزا به للشاعر (رياض النعماني) حيث كتب (خيط من بخور يترنح في كل الاتجاهات ثم يواصل صعود، الابيض الى اعالي الكلام.. انه دائم الالتفات الى حنينه الاول.. لا ليكرر نفسه وعلاقات لغته الحية بل لكي يلتقط مافاته من اشارات وصور وعبارات توشك على الغياب.. هكذا وفي عينين نصف مغمضتين وبنظرة شغلت باستقصاء الداخل

ـ احتوى الديوان على (22 قصيدة) متنوعة الاهداف والمعاني
صمم الغلاف الفنان محمد الخزرجي وابدع في لوحة الغلاف الفنان كاظم السيد علي
ـ ففي (بطاقة ومضية الى اعياد اذار)
احبك ياوطن مجروح
واحضنك يا وطن بالروح

فالحب هنا متناه ليس له حدود وكم عانى العراقيون بسبب هذا الحب
وجاء حبهم انتهازياً وتملقاً ومتسلطاً وذهب وبقي الحقيقيون الصادقون بحبهم ملح لهذه الارض المعطاءة لهذا الوطن الذي ليس له مثيل حتى في الامة وجراحه وتمر به اعياد شتى ولكن يبقى عيد المرأة له طعم خاص ولون خاص وحاله متميزة

العيد..المرأة لو تفرح
كصايبهه حمامة عله السطوح
تطير ويه الشمس

ـ وعند الغالبي (منارة خوف) في الشطرة الحبيبة اذ يخاطب

أيسن لا تدكن باب
اخاف الرقم متغير
احب هالباب
واعرف رقمه ،
من آنه بعجدهم ألعب ازغيّر

فمنذ متى وهو يعرف رقم هذا الباب ويحبه حتى التفاني من انه

ابعكدهم العب زغير
اجي امبلل الثوب
اسبح بالنهر
وثوبي...فوك عالشباج اشره
شلون ارد لهلي
يعمري ودوم متحير

ويعلن لاحبته للناس القريبين والبعيدين عنه :

اظل وحدي
منارة خوف بالغربة
اريد اجفوف توصلي
اظل غربة وبعد غربة

وكان نهره خاليا حيث ينادي حبيبته :

من كلبي اخذ نهران
لو مامش مطر
واندار الك مثل الشمس تندار
لفياي الشجر اعبر

ويؤكد بكل اصرار وعفوية :

خالي النهر تريد افوجن
ليش..؟ ولك خالي النهر

تساؤل مشروع وتأكيد مابعده تأكيد كيف يسبح الانسان ويفوج والنهر لامياه فيه اليس تساؤله مشروعاً..؟
ـ ويخاطب حبيبته في (دلينه الشمس عالباب ) ويؤكد لها بان حبه علامة في كل بريد في كل ليل.. في القرى والمدن محطة للفرح روحه منارات يفتح دفتر همومه فيراه تعبان تعبان.:
.
من يحفر بروحي محبة ابيار
بجت لك من لكت بيك الحنين انهار
من اتغار
يتبده الحنين بروحي من اتغار

وغيرته هنا محببه ومطلوبة حنين لايام مضت وفرح مشرق لانه وجد اسم حبيبته بشارة في كل محطة وفي كل جريدة وفي كل لحظة من لحظات السنة الحلوة الجديدة
ـ وكانت (ايام البيوت) في مقاطعها الاربعة تعبيراً صادقاً عن معاناة الشاعر علما ان وقت نظمها كان في عام (1974) وكلنا يعرف ماذا عانى الشعراء المناضلون من تعسف وازدراء ومهانه :

اجيتك ارد بالوحشه
مهر وامضيع الواهس
مهر حزنه
يلاكي الدنيه ويعاكس
مهر خله مواعيدك رسن
وعيونك الفارس

ـ وفي (بساتين) قصيدة تعبر عن مضمون بكل اخلاص ووضح :

بساتين..عالشجرة من يلتاف
يشبكها ويطك بيها الجذر
وايورد الطين
خطوات المحبة بريحة اثيابي
اشر كل الثياب
ويابارحة اتسهرين

وتناول في قصيدة (الومضات الاربع) محنة العراقيين ايام الزمن الاسود :

ملّيت المذله وطاحن متوني
يامحله العراق بغير زيتوني

والملابس الزيتونية معروفة عند العراقيين ومن هم الذين يرتدونها..؟
ويصر بكل تأكيد وعزيمة في التعبير عن العام بالرأي الخاص :

ياشعب..اسمك مسافة
من اول عيون البجي
لاخر اشفاف الغنه
ارد اشيل ـ شباط ـ من كل سنة..!!!

وكانت (سعادات) قصص متوالية قصص يريد بها الشاعرأن يتحدث عن زمن ولى ولكن ترك بصماته على جدرانه :

ردت ابوسك..وين خدك؟
مالكيت كبالي خد

واراد ان يزور بيته ليلقاه...ليؤنس برؤيته
ردت ازر البيت اشوفك
بس لكيته بلايه حد

واراد الشاعران يفعل كل شيء في سبيل مبتغاه لكنه يفشل ويصر بعناد ليدخل البيت مهما كانت العواقب والنتائج فيفوز بما يريد :

وشفت صبير البراري
ابيتي ورد
هاي من ذاك الزمان
الجان ضدنه وهسه ضدنه
وما دره حبنه ايتجدد

ـ (لافتات باللون الاحمر) كانت سبع لافتات في كل لافتة معنى وهدف وحقيقة ناصعة :

البوق وابنادم سوه
يموتون لو ماكو هوه

وصوره جميلة ومعناها واضح لا يخفي على من له لب صادق وضمير حي :

صرت حارس عنده حارس
ولمن جاع اكل عيني

ويخاطب ابناء وطنه وخاصة الشباب الصلب الاهداف الحاضن وطنه باهداب عيونه :

مو مثل اسنينه العشناها
واحدنه مجنون..مجنون
خلصنه الشباب الراح
من داخل سجن مسجون
بس مفتون
من حب العراق الماكو مثله ابد بالكون

نعم ياصديقي ليس بالكون مثل وطني بجماله بروعته باصالته
ـ وكانت قصيدة (ماي من نهران اهلنه) المهداة الى الشاعر الرمز مظفر النواب في اروع قصائد الديوان وعلى قارئها ان يعيد قراءتها مرات ومرات ....:

طبع وردة النرجس
لونها من ابعيد
يلطبعك اجيبه
خاتل بروحي ورد صبير
اشمنه اشم حلمان
ضعت بنص حلم بي موكد ودخان

ويمتعنا الشاعر برؤاه :

شفت فوك الخريطة اورام
وشفت فوك الجرح
فوك الذبح اعلام
شفت اقزام
رادت بيدها اتجر الكمر
اقزام وتنوش الكمر..!

ـ وفي (ومضات برتقالية الى سماء العراق)التي اهداها الى الشاعر رياض النعماني :

ذلت حدتي
وذاك الامعارك راح
عله بيبان عمرك.. بس لكيت اصباح
عله بيبان عمرك.. مالكيت الكام يمك.. بس لكيت الطاح...!!

ـ وفي قصيدة (للحلوو ايام اهلنه) غزل صادق معبر يريد به ان يرينا طريق الحب الذي لايخلو من الاحزان والاحلام والوحشة والذنوب :

يالحبك مدينة اووجهي بيها اذنوب
جاهي مدينه..؟
الماتمر بيها سجج ودروب
جاهي مدينه.. دروبها وحشه؟
ولا ضويات وي محبوب

ـ وكانت قصيدة (جسرمن طين) الذي جاء اسم الديوان منها.. حيث روح الشاعر نهر للماء الصافي...لايريد ان تعبر حبيبته لان روحه جسر من الطين وجروحه صديقه في مدينة متعالية ويؤكد لها بان الغربة كلها هو ووجه حبيبته قد ذاب لونه واخذ من وجهه كل اوصافه وهو اغنية حب لا تنتهي ومعها يستطيع البكاء والسهر ومعها يومئ للنجمة ان تأتي بسرعة محملة بحب ليس له مثيل معاتبا قلبه المكلوم :
يكلبي شعلمك بالناس
وتفوج بواجيهه
رسمت الكمر عالغبرة
انطفه باول لياليهه
وكانت اخر قصيدة في الديوان هي (بطاقات للعالم الجديد) يسطر فيها الشاعر امانيه وتطلعاته :

اتمنه اردن للطفوله
والعب براس العجد
خط محبه....
وخط مودة ....
... وخط ورد
ومن نتزاعل كون يومين ونرد

وكانت لوحة الغلاف التي ابدعها الشاعر الفنان والاعلامي المتوهج نشاطا (كاظم السيد علي) ترتيلاً صدى في معبد شعر رحيم الغالبي وضعها ضمن مناشير الروح المتسلقة لامتدادات الامل والتطور.

• عبد البطاط _ البصره








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رد
رحيم الغالبي ( 2011 / 2 / 9 - 23:17 )
انا جسر لايلين امام السراجين والسبهانيين واللفاطين والخماطين المتسترين بالدين ضد اليساريين...سددو السرقات والدين


2 - جميل ورائع
علي البديري ( 2011 / 2 / 10 - 00:16 )
جميل ايها الشاعر السبعيني رحيم الغالبي
والاروع الاستاذ الناقد والفنان الستيني عبد البطاط لاختياره رائد من رواد القصيده السبعينيه
تحياتي لكما


3 - الحرية أولا
محمد نور الدين بن خديجة ( 2011 / 2 / 10 - 16:04 )
تحياتي للأخ رحيم الغالبي ...شعر رائع وليد امالا وعدابات طالت وآن للورد أن يتفتح بتفتح أزهار الثورة العربية على الاستبداد بكل تلاوينه ..مزيدا من الابداع مزيدا من الحرية
صديقك الشاعر محمد نور الدين بن خديجة/المغرب


4 - شكرا
رحيم الغالبي ( 2011 / 2 / 11 - 19:00 )
الشاعر الجميل محمد نور بن خديجه
اقرا لك دائما وكل اعتزازي بتعليقك الرائع

اخر الافلام

.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص


.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض




.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة