الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيناريوهات مرتقبة للقاء ال نهيان ومبارك

فؤاد ابو لبدة

2011 / 2 / 9
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


زيارة غريبة ومفاجئة لمصر بادرت بها دولة الإمارات العربية لم ترتقي إلي مستوي التمثيل بالمثل , فهي أوفدت وزير خارجيتها عبد الله بن زايد ال نهيان ليلتقي مبارك دون ان يصرح الطرفان عن مدلول و أسباب ونتائج تلك الزيارة السريعة في الوقت الذي تحفظت جميع الأنظمة العربية بالتوجه لمصر ومقابلة مبارك وارتضت لنفسها ان تقف موقف المتفرج لما ستؤول إليه الأمور بمصر , وسارعت بعد نجاح الثورة في تونس والزلزال السياسي الذي ضرب مصر إلي تضميد جراحها الداخلية التي أنزفتها ملامح التغيير التي ترتسم علي وجوه شعوبها كل حسب رؤيته وطريقته الخاصة في عملية التضميد وبما يتناسب وطبيعة حالة الاحتقان الداخلي والتي تختلف من مجتمع لآخر وفقا لشدة حالة الدكتاتورية المفرطة وتعزيز النظام البوليسي والأمني ليخدم رأس النظام الرئاسي القائم علي التمليك والتمديد او التوريث وتقييد حرية الصحافة والكتابة والتعبير عن الرأي و القهر والظلم الاجتماعي وانتهاك صارخ لحقوق الإنسان والحرمان ومصادرة الحريات والحقوق الأساسية للافراد والفساد الذي بات ينخر في جميع مؤسسات الأنظمة العربية والرشاوى وعدم الشفافية والضبابية التي تطال جميع الدول العربية وان كانت بنسب متفاوتة من بلد لأخر , إن رياح التغيير التي عصفت بالمنطقة العربية ابتداء من الشمال الإفريقي ومرورا بعمق الوطن العربي ومرورا إلي شرقه وغربه وشماله وجنوبه جعلت من هذه الأنظمة في حالة انعقاد دائم لقادة الأجهزة الأمنية وتواصل دائم مع المستشارين لتعمل علي تغيير ورسم استراتيجيات جديدة وفقا للمسارات التالية : المسار الأول - لباس قناع الديمقراطية الزائف عبر جملة من التغيرات الشكلية وتبادل الأدوار في بعض الدول كالأردن التي إقالة حكومة سمير الرفاعي وأمرت معروف البخيت بتشكيل حكومة جديدة , والكويت التي إقالة وزير الداخلية جابر الأحمد الصباح وتعيين بدل منه احمد حمود الجابر الصباح كخطوة لثني الشباب عن تنظيم مظاهرات احتجاجية لمقتل مواطن كويتي قضي تحت التعذيب علي أيدي قوات الشرطة والجزائر التي أعلنت انها ستعمل علي إلغاء قانون الطوارئ المعمول يه منذ تسعة عشر عاما إضافة إلي السماح بالتظاهرات خارج حدود الجزائر العاصمة فقط واليمن التي أعلن رئيسها علي عبد الله صالح عن عدم ترشيحه نفسه للانتخابات الرئاسية القادمة وانه لن يورث الحكم لأي من أبنائه وهناك ما أعطي الأوامر لوزارتي العمل والشؤون والرفاهة الاجتماعي بالإسراع في وضع الخطط اللازمة لحل مشكلة الفقر والبطالة وذلك في محاولة منها لتفادي الإعصار القادم ومحاولة السيطرة عليه فبل حدوثه وسرعان ما يعود النظام إلي سابقته بعد أن يكون قد تأكد أن ثورة البركان قد هدأت وبقائها مشتعلة في باطن الأرض .
المسار الثاني - تمتين وتصليب وتفعيل دور الأجهزة الأمنية ولكن بتغيير طبيعة عملها والتخفيف من سياسة القبضة الحديدية والعمل لتستبدل في الفترة الحالية سياسة القمع والبطش الأمني المستبد واستبداله بسياسة استخباراتية جديدة لفسخ وتشتيت قوي المعارضة واللعب علي التناقضات بين أحزاب العارضة ومحاولة احتواء أفراد أو جماعات منها عبر وعود وإغراءات مالية او اللجوء لأساليب التهديدات المبطنة إضافة لافتعال أزمات داخلية .
المسار الثالث - ستعمل الأنظمة العربية الرسمية علي توحيد المواقف والتقارب والتعاون في مجالات عديدة قيما بينها كونها تعتبر إنها ستلاقي نفس المصير الذي واجه الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي وما سيواجهه مبارك اذا ما استمرت رياح التغيير بالسرعة التي مرت بها المنطقة العربية والتي تعتبر سريعة مسبيا من وجهة نظرها وستعمل جاهدة علي تجنيد الآلة الإعلامية وفقا لرؤيتها لتكون البوق الإعلامي الوحيد لمواجهة أحزاب وقوي معارضة ذات امتدادات جغرافية وستحاول قدر الإمكان علي تجنب إعلامها الرسمي نقل ما تناقله محطات فضائية خاصة .
ان طبيعة الزيارة السريعة التي قام بها وزير الخارجية الإماراتي والتي جاءت متماشية مع الموقف الرسمي الإماراتي ومتعارضة مع الموقف الشعبي والتي يرجح ان تكون لها مدلولات خاصة كونه يحمل رسالة من رئيس دولة الإمارات للرئيس مبارك , وتأتي هذه الزيارة بعد اتصال اوباما لمبارك ودعاه بانتقال سلس ومنظم للسلطة وتغييرات تبدا حالا دون تأخير وتلاه اتصال اخر ما بين اوباما ولي عهد ابو ظبي الشيخ محمد بن زايد ال نهيان متناولين الأوضاع بمصر وسبل الحل , علي ضوء تلك الزيارة التي عقبت الاتصالات الأمريكية – المصرية – الإماراتية نكون إمام اكتر من سيناريو .
1_ في الوقت الذي تحركت فيه الإدارة الأمريكية لإيجاد بديل لحليفها الاستراتيجي علي مدار ثلاثين عاما بعد أدركها ان الجماهير لن تقبل بالتمديد لمبارك او التوريث لابنه جمال وعدم قابلية الجماهير لأي من قيادة الحزب الوطني لتولي الرئاسة بعد مبارك , بدا الأخير باستغلال التصريحات الأمريكية وتصوير نفسه بأنه النظام الوطني غير المرغوب فيه أمريكيا والتشكيك بفصائل المعارضة وقيادتها بأنها جاءت وفقا لمطلب أمريكي , بالتالي فقد يكون الإدارة الأمريكية مررت خطابها بطريقة عربية مقبولة ووجدت في الإمارات خير رسول في ظل غرق باقي الأنظمة في حل أزماتها الداخلية وعجز السعودية عن الوقوف إلي جانب حكومة الحريري في لبنان تلك المحطة السياسية الوحيدة التي لعبت فيها السعودية دورا محوريا لعدة سنوات قبل أن يسحب البساط من تحت أقدامها لتبسط قطر إقدامها علي هذا الملف الذي تغيرت قواعد اللعبة فيه , ولهذا رأت الإدارة الأمريكية في الخطاب الإماراتي مقبولا بوصفه خطابا عربيا .
2 _ أن تكون تلك الرسالة احتوت علي قبول وترحيب إماراتي لمبارك وأسرته وتقديم المساعدة وتامين عملية النقل الي الإمارات والقيام بالإجراءات اللازمة في حال اشتدت المطالب الجماهيرية وأجبرت مبارك علي الرحيل من مصر .
3_تخوف الأمارات من صعود الإخوان المسامين للحكم وانفتاح للعلاقات مع إيران التي باتت تسيطر علي العراق وتقيم علاقات متينة مع سوريا وقطر وتحرك الأوضاع باليمن وقلبت موازين المعادلة وغيرت قواعد اللعبة بالساحة اللبنانية وجعلت من البحرين تلتزم الحياد بفعل الأغلبية الشيعية فيها , وهذا يعني انه الأمور تزداد تعقيدا أمام الإمارات التي تطالب إيران أن تنسحب من ثلاث جزر احتلتها عام 1971 جزر طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسي .
ايا كان الهدف من الزيارة علي الجماهير المصرية ان تكون يقظة وحريصة من أي خطاب يمرر عليها وان ترفض جميع الخطابات السياسية تهدف للنيل منهم ومن ثورتهم الشعبية المجيدة وتتمسك بخطاب واحد وهو الاستمرار بالثورة حتى تحقيق مطالبها العادلة والمشروعة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اجتياح رفح.. هل هي عملية محدودة؟


.. اعتراض القبة الحديدية صواريخ فوق سديروت بغلاف غزة




.. الولايات المتحدة تعزز قواتها البحرية لمواجهة الأخطار المحدقة


.. قوات الاحتلال تدمر منشآت مدنية في عين أيوب قرب راس كركر غرب




.. جون كيربي: نعمل حاليا على مراجعة رد حماس على الصفقة ونناقشه