الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من أقذف بصهارة بركان الثورة العربية إلى الخارج؟

حياة البدري

2011 / 2 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


غليان، مظاهرات، شعارات وهتافات... فخسائر بشرية ومادية فادحة قامت بأقصى سرعة! هنا وهناك، ابتدأت بتونس فانتقلت إلى باقي الدول العربية، اليمن ومصر...! ولانعرف من سيتبع، ودور من سيأتي فيما بعد؟

ذهول وتعجب عربي حول هذا، فمن حرك هذه الموجات البشرية وكيف ومتى؟ وكيف تمت تلبية الدعوات للقيام بهذا في ظرفية جد وجيزة ؟

حيرة كبيرة وتساؤلات كثيرة حول هذه الانتفاضات وقراءات متنوعة لأسباب الثورة؟
فهل هذا مجرد مرحلة انتقالية سيعرفها العالم العربي من أجل التغيير ونتيجة مرحلة فرضت نفسها بسبب تأزم الأوضاع الناتجة عن القهر والبطالة والغلاء الفاحش وزيادة تفقير الطبقات الوسطى و بالتالي ذوبانها وانقراضها فتماهيها في الطبقات االسفلى للمجتمعات العربية، ونتيجة فقدان الثقة في متخذي القرار و العزوف السياسي الذي انتشر في كل بقاع العالم العربي وترك الخريطة السياسية بأياد لاتعرف سوى إحصاء الأموال واكتنازها في الأبناك العالمية وترك المواطن البسيط عرضة التجويع والتفقير والتعطيل عن العمل وغيرها من العاهات الاجتماعية الناتجة عن شساعة الهوة بين طبقتي المجتمع...

وبالتالي فهي نتيجة حتمية لمرحلة انتقالية، لابد منها للتغيير نحو الأحسن وإعادة البناء والهيكلة والثورة على متخذي القرار الذين خذلوهم وتركوهم عرضة للضياع.

أما فيما يخص القراءات الأخرى والتساؤلات التي تروج، فهي ترى على أن المسألة أكبر من هذا بكثير؟ ومن ثمة فهي تروج لتساؤلات أهمها: هل حقا كل هذه التظاهرات والاحتجاجات نابعة بالفعل من كل مواطن عربي واع كل الوعي بكل مايحيط به ويعرف مايريد وما يصبو إليه...؟ ومالهدف الحقيقي وراء هذا إن كان كذلك؟ أم أن هناك أياد خفية تحرك خيوط هذه التحركات وهذا الغليان العربي؟

أياد حاكت الخيوط الأولى في الخفاء وأشعلت شرارة البدء، مع بدء موقع خطيريسمى "الفيسبوك".هذا الموقع الذي شكل بطل الأبطال في عالم الانترنت وفضاء الديجتل وكان البوق الذي ينفخ مايريد و يستهدف ماسيخدم القضية... باعتماده وسائل مخابراتية والتركيز على كل الدراسات النفسية والاجتماعية والقيام بالتحليل والتوجيه ... مع التركيز على اكتساح كل البيوت العربية والعالمية، حيث أصبح أداة ووسيلة لدى الأطفال والشباب وأيضا الكبار...

فأصبح بأدواته وآلياته هاته يعرف عن الفرد وعن كل قطر عربي وغيره أكثر مايعرفه عن نفسه ...توجهه وعمله وديانته وذوقه وآماله...لدرجة أصبح فيها، يقوم بدور المستعمر الذي قبل أن يطأ بأقدامه أي بلد ، يعمل على إرسال وفود من العلماء في جميع المجالات لدراسة الميدان والوسط ومعرفة نقط القوة والضعف ... قبل الاكتساح والغزو فالسيطرة...لكنه هو دون إرسال، بل بالعكس كل المعلومات كانت تقدم له حتى بين يديه وعلى طبق من ذهب.


ومن ثمة كان الفيسبوك والانترنت الفوهة التي يتنفس منها البركان الذي كان في حالة غليان وهياج... وكان الوسيلة الأكبر إيصالا للرأي والتعبير بكل حرية وشفافية...فكان بمثابة البلسم والطبيب النفساني الذي يريح الصدر ويشجع على البوح والتعبير وإخراج الهموم الحبيسة بين الأضلع.

وكل القراءات واردة ومقبولة في ظروفنا الراهنة لكن الذي ينبغي أن يوضع في الحسبان هو حضور العقل لكل فرد منا...حتى نقدم على سلوك حضاري ومتقدم ونتوجه فعلا نحو التغيير وليس إلى الهدم والردم بعد البناء!!

فالاحتجاج شيء مقبول في بلدان، وممنوع في بلدان أخرى، لكن الشيء الذي ترفضه كل الديانات وكل البلدان وكل الشعوب وكل عقل لايزال يعتمد الرزانة وحسن التفكير والتبصر بدل الانسياق كالثيران الهائجة، وما ينجم عن هذا الهيجان من فقدان للتعقل... هو الاحتجاج المصحوب بالفوضى التي تودي بالكثير من الأرواح البشرية و تتسبب في العديد من الخسائر المادية...
وتلك الثورة التي تعتمد اللاتبصر واللاوعي وتفضل الانسياق والانصياع مثل ثيران هائجة لأفكار تهدد الصالح العام وتخدم أطماعها لاغير...

فما الجدوى من هذه الانتفاضات المصحوبة بالتكسير والتخريب والتثكيل والتيتيم واغتيال العديد من حيوات العديد من الشباب في مقتبل العمر؟؟؟

إن الاحتجاج ضد القهر والظلم والميز والغلاء ضد التعسف وضد الشطط في استعمال السلط ...أمر جيد والثورة على الأوضاع المزرية أمر أجود ومحطة لابد منها لمراحل انتقالية، ولتصحيح الأوضاع. لكن شريطة التعقل وتجنب التكسيير والتخرييب والقتل والدمار... ولكن شريطة أن نكون في المستوى المطلوب لتحقيق الحرية والعدالة الكونية وعالمية الحق والقانون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القناة 12 الإسرائيلية: المؤسسة الأمنية تدفع باتجاه الموافقة


.. وزير خارجية فرنسا يسعى لمنع التصعيد بين إسرائيل وحزب الله في




.. بارزاني يبحث في بغداد تأجيل الانتخابات في إقليم كردستان العر


.. سكاي نيوز ترصد آراء عدد من نازحي رفح حول تطلعاتهم للتهدئة




.. اتساع رقعة التظاهرات الطلابية في الولايات المتحدة للمطالبة ب