الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكومونة في طريقها إلى الظهور من جديد

جريدة الكومونة

2011 / 2 / 9
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


في يوم 17/12/2008، أي قبل سنتين بالضبط من اشتعال انتفاضة (البو عزيزي)، انتفاضة طبقات الكادحين التونسيين، كتبنا: "منذ الحرب العالمية الثانية، لم يواجه الاقتصاد الرأسمالي العالمي، أزمة خانقة كهذه الأزمة التي تشمل كافة القطاعات الصناعية والزراعية والتجارية والمالية، وتعاني البشرية من جرائها، فقرا، لا مثيل له في تأريخ المجتمع الراسمالي. وليست الأزمة الاقتصادية المعاصرة، إلا تأكيدا واضحا عن عدم امكانية الرأسمالية إنهاء تناقضاتها الاجتماعية .. عليه لم ولن نصادف تمرد الانتاج من الادارة الرأسمالية، من دون تمرد الشغيلة من السلطة السياسية والبدء بالهجوم على قلعة الرأسمالية .. وان درجة انتصار هذه النضالات مرهونة بدرجة الانتظام الاممي للشغيلة العالمية، وان الوسيلة المثلى الوحيدة لتطور هذه الحركة، هي توحيد القوى الاممية في حركة طبقية متضامنة".

وبعد سنتين من هذا التاريخ، أي بعد سنتين من تعميق الأزمة الاقتصادية العالمية التي تمر عبر كل وريد من الإنتاج الاجتماعي للرأسمالية، إنتقل الصراع الطبقي إلى مستوى أعلى من الصراعات التي واجهتها الرأسمالية العالمية في عام 2008، فإختراق حركة الكادحين حدودها السابقة ومن ثم ظهورها في سلسلة جديدة متلاحقة من الحركات الطبقية في المغرب، وتونس، والجزائر، ومصر، واليمن، والعراق جعل من التضامن والتلاحم الطبقي عملية فعلية لا مناص منها ما بين الطبقات الكادحة. ومع التصاعد في حركة الكادحين، ورص الصفوف في الشوارع، ومجابهة الدولة كجسد اجتماعي واحد، قد تقدمت الحركة الاجتماعية نحو مستوى أعلى مما سبقتها في الاصطدامات السابقة، وأثبتت بأن النتائج الاجتماعية للأزمات الاقتصادية هي التي تؤدي إلى تفعيل حركة الكادحين لا "النظرية الثورية"، أو "الحزب الثوري"، أو "القائد الفولاذي"، فالحركة الطبقية هي مدرسة تاريخية للكادحين، فاكتساب الوعي، والانتظام الطبقي، والانتقال إلى الهجوم، وتهديد مصالح أصحاب الملكية نتاج سلسلة مستمرة من الاصطدامات لا توعية الكادحين. وسوف تتراجع حركة اليوم إلى الوراء دون إختراق حدودها الحالية، فلو بقينا في الموقع الدفاعي، فسنعطي الدولة بأنفسنا وسائل حصرنا في قوقع ساحات المدن مثل ساحة التحرير في القاهرة، فعلينا التخلي عن الأساليب النضالية غير الفعالة في كل مكان، واللجوء إلى أساليب جديدة لمقاومة الدولة، فتضييق مجرى السفن العملاقة في البحار والقطارات على اليابسة والاضراب بوصفه سلاح سريع فتاك، تضييق على مرور الدم في شرايين رأس المال، وان عامل الوقت هو الأهم بالنسبة لطرفي النزاع على الشوارع، فهذا الأسلوب السلمي لمجابهة الدولة هو أسلوب عتيق لإمرار الوقت ما بين الدولة والقوى المتفاوضة معها، فهو مناورات سياسية للدولة للحفاظ على أمن الشارع وحدوث انقسامات وثغرات بين الجماهير المتظاهرة، ولعبة القوى والأحزاب السياسية للضغط على الدولة للحصول على ما يمكن حصوله من المقاعد في السلطة. وهذا الأسلوب يستهدف إعاقة الحركة ومنعها من الانتشار وانتقالها من الاحياء السكنية والساحات إلى المواقع الإنتاجية والتجارية، والمؤسسات الحكومية، ووضع المتاريس على الشوارع، وتطوير اللجان الشعبية، والمجالس، والتعاونيات الاستهلاكية.
وأما تطوير الكفاح فسيطلب منا أيضا توحيد التنظيمات والمناضلين للتعبير عن الطابع التضامني لحركة المناضلين في عصرنا تستهدف توحيد القوى على القواسم المشتركة لا هذه أو تلك من الأيديولوجيات، فمساهماتنا الفعالة في حركتنا الطبقية جزء عملي لا يتجزأ من التوجه نحو الانتظام في قوى موحدة ستعزز أكثر العناصر ضعيفة في حركتنا الموجودة في الشوارع.

أيها المناضلون! ان حركة اليوم بمثابة سراجا ينير درب الثائرين في العالم أجمع، ولكن سيكون من غير الممكن ان نخطو خطوة واحدة نحو التحرر الاجتماعي دون قطع صلتنا نهائيًا مع الأهداف التي تستهدف انتعاش السلطة، بدل تحويلها إلى إدارات مجالسية. وان عدم الانتظام الطبقي، وتوحيد التكتلات والحلقات النضالية الضيقة في اتحاد شمولي، يعني دون شك إنتهاء كفاحنا باستسلام المناضلين أمام جبروت الدولة. ففي القدرة الهائلة لحركتنا الطبقية، ومدها المستمر، سنجد أسس اجتماعية لتجاوز الحلقات الضيقة التي كونت لنفسها طوائف سياسية حسب بعض المفاهيم الأيديولوجية الميتة لهذا المنظر أو ذاك، الحلقات التي تستخلص النتائج بنفسها وفي حدود معارفها الضيقة ومطابقتها مع هذا المفهوم الجامد أو ذاك، فتلك المعارف الغير الناضجة تعكس حالات محلية ضيقة من الكفاح لا حالات شمولية للنضال الطبقي. وأما حركة اليوم جلبت انتباه جميع المناضلين في كل مكان لأداء مهمة ذات أهمية عظيمة بالنسبة للحركة الحالية ألا وهي التحام بعضهم بالبعض الآخر والتخلي عن العقائد السياسية والتمسك بما خلفتها لنا الشغيلة في نضالاتها التاريخية، فلنبدأ من النقطة التي انقطعت فيها الشغيلة في الماضي، ولنوحد قوانا بناء على نقاط ضعف حركتنا لا الأيديولوجيات المختلفة. وان حركة اليوم ذات طابع كوموني جبار بجماعيتها وجماهيريتها وتضامنها، فليصبح هذا الطابع الكوموني أساس التوحيد في حركة واسعة.

نحو إنشاء اللجان الشعبية والمجالس في كل مكان!
نحو إنشاء إدارة مشتركة للمظاهرات والإضرابات!
عدم الاستسلام بالنقابات الرسمية ومطالبها ومصالحتها مع الدولة بأسم الجماهير!
نحو توحيد الأعمال لإنجاز عمل مشترك!
[email protected]
______________________________________________

لقد صدر العدد الاول من جريدة (الكومونة) باللغة الكردية في 18/3/2008 في ذكرى كومونة باريس. أما الغرض من اصدارها هو المساهمة الفعلية في حركة الشغيلة. و(الكومونة) بوصفها جريدة طبقية وليست ثقافية، لا تقوم بنشر الافكار الفلسفية والمذهبية والاخلاقية، بل تقوم بنشر كل عمل يساهم في حركة الشغيلة والتجارب التاريخية لتلك الحركة أينما وجدت.

مواضيع أخرى:
موجة من النضالات الطبقية في كردستان العراق
www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=139065

كلما تتعمق الازمة الاقتصادية العالمية، تتقدم معها الشغيلة نحو مقدمة مسرح الصراع في المستوى العالمي
www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=156650








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيسة حزب الخضر الأسترالي تتهم حزب العمال بدعم إسرائيل في ال


.. حمدين صباحي للميادين: الحرب في غزة أثبتت أن المصدر الحقيقي ل




.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من المتظاهرين من جامعة كاليفورني


.. The First Intifada - To Your Left: Palestine | الانتفاضة الأ




.. لماذا تشكل جباليا منطقة صعبة في الحرب بين الفصائل الفلسطينية