الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قل هي الثورة أنتم.. وما لكم كفواً أحد

ثائر زكي الزعزوع

2011 / 2 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


تشكل اندفاعة المصريين اليوم وبالأمس ومنذ اندلاع ثورتهم المباركة، بريق أمل لشعوبنا القابعة منذ فجر التاريخ تحت عمامة أمير المؤمنين، الذي يستمد أوامره وتشريعاته وسلطته من سماء سابعة لا يصل إليها أحد.
واليوم بدأت صورة وريث العرش الإلهي تتداعى أمام ضربات معارضة مدهشة لا تملّ ولا تيأس، ولم تدفعها المغريات التي قدمها النظام للتقاعس بل على العكس ازدادت قوة مطالباتها، وارتفع صوت هتافها، ولن تقبل سوى برحيل نظام مبارك عن السلطة، كي تولد مصر من جديد كما قال أحد الشباب لإحدى القنوات التلفزيونية.
هي ولادة جديدة دون طغاة مستبدين، وإن كانت غريزة الحشد قد أقنعت بعض المترددين وجعلتهم ينخرطون في مسيرة التغيير، فإن الوجوه التي خفنا أن تتصدر المشهد بدأت بالانحسار، أمام ضربات ثورة لم تعهدها لا مصر ولا أي دولة من دولنا القانعة بما قسم الله عليها، والمستظلّة بظلال الحكام الوارفة.
أقرأ بشيء من الحسد تعليقات مصريين على ما يحدث في أرض النيل، ثمة استبشار خير مدهش، وعلى الرغم من توقف الحياة المعاشية بشكل كلي تقريباً إلا أنني لم ألمح تذمراً، بل إصرار لا مثيل له على متابعة ما بدأ، وعلى مواصلة السير حتى النهاية، والنهاية تعني زوال نظام مبارك وحزبه الوطني، ولا شك أن هذه النهاية اقتربت.
راهنت منذ البداية على أن مصر لا تشبه تونس، مع شديد إعجابي بتونس وانتفاضتها التي أطاحت الطاغية وحاشيته، ولكن انتفاضة تونس لم تكتمل فصولها، وبدا كأن وجوه النظام السابق قادرة على إدارة الدفة كيفما شاءت، ولعل تطورات الوضع التونسي تشير إلى إسقاط بن علي لكن دون اكتمال الحركة كما ينبغي، بإزالة نظامه إلى الأبد، إذ لا أظن أن الغنوشي والمبزع وسواهما إلا جزءاً من ذلك النظام بكل تمثيلاته.
وبالعودة إلى ثورة مصر، فإن تحطيم هيبة مبارك بهذه الطريقة وهو على رأس السلطة، هو تحطيم لهيبة جميع المحيطين به، ولا أعتقد أن أياً من ضباطه أو وزرائه ما زال يكن له أي نوع من أنواع الاحترام، ولولا خشيتهم من وجود خونة بينهم، إذ إن الأنظمة الديكتاتورية تزرع الشك وتوزع المخبرين حتى بين الرجل وزوجته، أقول لولا خشيتهم لانقلبوا عليه، وأطاحوا به.
ولعل تحطيم هيبة الديكتاتورية، والقضاء على توريث الحكم، على الطريقة المصرية هو الخطوة الأجلّ لهذه الثورة، وهو النجاح الذي لن يتوقف في مصر فقط بل سيمتد إلى دول أخرى.
وسنرى، وهذا ليس رأيي أنا فقط بل رأي الكثيرين، سنرى شرقاً أوسط جديداً يتشكل لا على الطريقة الأميركية، بل على الطريقة المصرية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 10. June 2024


.. الانـتـخـابـات الأوروبـيـة: مـن سـيـحـكـم فـرنـسـا؟ • فرانس




.. -صفعة- عمرو دياب تتصدر المشهد وليدي غاغا تنفي شائعة حملها..


.. هل تكون مقامرة ماكرون.. جائزة لبوتين؟| #التاسعة




.. صفعة عمرو دياب.. بين القضاء وتوقعات -ليلي عبد اللطيف-!| #منص