الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استباقا لتظاهرات ٢٥ شباط في العراق

محمد سعيد الصگار

2011 / 2 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


أن تقوم في‮ ‬بلادنا تظاهرة احتجاج وطنية على المساويء المستشرية في‮ ‬كل مفاصل الدولة،‮ ‬فهذا دليل عافية على كوننا ما زلنا متمسكين بوعينا،‮ ‬وحرصنا على أن تبقى لنا إلى اليوم مساحة من حرية القول والتصرف بما لدينا من رؤى لمستقبلنا الغائم‮. ‬وهي‮ ‬ثروة ما زالت مفاتيحها بأيدينا،‮ ‬كشعب خبر الخيبة والإحباط وانعدام الثقة والإستئثار،‮ ‬ولديه رصيد من التجارب المريرة ذات التاريخ الطويل قدر أكبر من تاريخه وجغرافيته وتنوعه وثقافته‮.‬
يتظاهر العراقيون ذوو الرصيد التاريخي‮ ‬الأوفى بالتظاهرات،‮ ‬وما تقتضيه وتؤول إليه،‮ ‬ويحشدون لها اليوم حشدا نادر المثال،‮ ‬ويريدون لهذا الحشد أن‮ ‬يعرب عن سخطه وإدانته لكل ما‮ ‬يلوث تاريخه النضالي‮ ‬العريق،‮ ‬ويحرم أهله من حقوقهم الطبيعية الأولى في‮ ‬الحياة الحرة الكريمة والعيش السوي،‮ ‬دون استجداء أو منة من أحد،‮ ‬فهم أرباب وأصحاب ما في‮ ‬هذا البلد من عطاء طبيعي‮ ‬وأريحية إنسانية تستطيع قراءة الواقع دون ما حاجة إلى فلكيين‮ ‬يدلونهم على مواقع الصلاح والفساد،‮ ‬ومتى‮ ‬يغلب أحدهما على الآخر‮.‬
سيكون من الإجحاف نسيان مظاهر الصلاح في‮ ‬العراق الجديد،‮ ‬فهو معروف لكل من ذاق الذلة والهوان والحرمان والغربة في‮ ‬الوطن؛ وهو ليس بخاف عن دعاة هذه التظاهرة الإحتجاجية الكبرى‮. ‬فليس من الإنصاف نكران ما في‮ ‬عراقنا الجديد من مظاهر الصلاح المقطر بمقدار لا‮ ‬يناسب حاجة الوطن وأهله؛ ولا‮ ‬يناسب ما هو متاح من نواحي‮ ‬الإصلاح المطلوب والممكن‮. ‬ولكن من خولهم العراقيون بإدارة أمور البلاد،‮ ‬من خلال انتخابهم لتمثيله في‮ ‬مجلس النواب،‮ ‬جاء بنتائج على‮ ‬غير ما أملوا،‮ ‬حين استأثر عدد،‮ ‬وعدد كبير،‮ ‬مع الأسف والعجب،‮ ‬بمقاليد السلطة وأقدار أهل البلد،‮ ‬وتركوا الناس لأقدارهم وظلام بيوتهم وجوعهم وضياع حقوقهم في‮ ‬موجة الصراع على مواطن الفائدة،‮ ‬واستثمار ما هو متاح دون رقابة أو وعي‮ ‬من ضمير‮.‬
يتبجحون بالشفافية،‮ ‬ويباهون بالنزاهة،‮ ‬ويزعمون الإحتكام إلى القانون والعدل والمساواة،‮ ‬وصار أجهلنا‮ ‬يعرف أن لا معنى لأي‮ ‬شيء من ذلك؛ فالوقت طال والمحنة مستمرة،‮ ‬والحكومة عاجزة،‮ ‬والدولة مهدودة الرباط‮.‬
على أن كل ذلك من مبررات الإحتجاج،‮ ‬لا‮ ‬يعصم المتطاهرين من إمكانية الخطأ وضياع الوقت والإكتفاء بالشعارات النظيفة،‮ ‬فلا بد من رؤية سليمة لواقع الحال والتخطيط لما‮ ‬يلي‮ ‬المظاهرة التي‮ ‬يجب أن تستمر وتخضع للرقابة الدائمة،‮ ‬لكي‮ ‬لا تكون نزهة وطنية تكبحها وعود السلطة،‮ ‬وتكافئها بــ‮ ‬15٪‮. ‬وينتهي‮ ‬الأمر كما بدأ‮.‬
٢٥ ‬شباط فرصة للطرفين،‮ ‬المتظاهرين الذين عليهم التمسك بموقفهم الإصلاحي‮ ‬الصريح والواضح الرؤية؛ والحكومة والدولة معا،‮ ‬لاستيعاب دلالة الغضب،‮ ‬والإستجابة لمطالب الشعب الغاضب‮. ‬وهم الوطن من هموم أهله‮.‬








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ?موقف اصلاحي صريح!!
سمير نوري ( 2011 / 2 / 10 - 12:50 )
السيد الفاضل من يقرأ المقالة في البداية يتصور بانكم تدعون الى الثورة التي بدات يهاجم السماء في كل ارجاء البلدان العربية و بطاقة ثورية لا مثيل لها في تاريخ العالم العربي الحديث. ولكن كيف وصلت الى طرح موقف اصلاح صريح ، وهل برأيكم ان الموقف الأصلاح يحل اي مشكلة للجماهير العاطلة عن العمل و الجائعة و المحرومة من الكهرباء و ماء الشرب و الخدمات الأولية و الانفجارات اليومية و مع ملايين المعوقيين و ملايين الأطفال بدون معيل و ملايين الأرامل الذين يعيشون في اعتقالات و سلاسل الدين الأسلامي وقوانينه و تشريعه المعادي للمرأة والأعدامات بالجملة و التعذيب في السجون وبارقى الوسائل ،هل لك ان تقول لي ماذا يفعل المواطن العادي بموقف اصلاحي صريح؟ حتى يدق باب الحكومة القومية الطائفية الدينية الميليشياتية لكي تقوم ببعض الأصلاحات الكاذبة مثل ما قام به نوري المالكي و يقدم نصف راتبه الى الجماهير كصدقة من صدقات اصلاحاته الصريحة!!!
دوي الشعب يريد اسقاط النظام في كل شوارع مصر و ثورة ثورة حتى النصر هو الجواب و ليعلم كل الحكومات الدكتاتورية و المعادية للجماهير بان مصيرهم لن تكون احسن من مصير مبارك و بن علي


2 - دعوة عقلانية وصائبة
رعد الحافظ ( 2011 / 2 / 10 - 14:24 )
كلنا تقريباً نتفق بالوقوف ضدّ الفساد ورواتب المسؤولين الخرافية ونقص الخدمات في العراق وبؤس الحالة عموماً في تدخّل الإسلاميين في تفاصيل الحياة اليومية للناس بحيث يلغون المهرجانات الفنيّة ويقيمون بدلها مهرجان الغناء الصوفي
ويحجّبون البنات الصغيرات وحتى التماثيل العامة
كل ذلك نعرفهُ والعراقيين لن يسكتوا , لكن لديهم وسيلة رائعة هي صناديق الإنتخاب
فليسقطوا كل تجّار الدين والسياسة ويبعدوهم عن الإستئثار بالوطن والمنافع
وحتى المظاهرات السلمية وسيلة رائعة ومطلوبة
لكن لا للتخريب والدمار ومزيد من الحرائق فقد حصل العراق منها على ما يكفي لقارة كاملة
البعثيون الفاشيون اليوم ومعهم بهائم القاعدة وبعض المؤدلجين الذين باعوا ضمائرهم وأقلامهم بثمنٍ بخس .. دولارات معدودات , يستعدون لتخريب العراق الديمقراطي الجديد
نعم العراق يحتاج الى خطوات إصلاحية وعلمانية ومحاسبة الساسة على رواتبهم وميزاتهم
لكن البلد لايحتاج الى ثورات وإنتفاضات تخلط الحابل بالنابل
البعثيون يعودون من تلك الثقوب السوداء فحذارِ منهم
تحيّة للأستاذ الصكار وكل التنويريين العقلانيين


3 - استاذ محمد مطاهرة 252امتداد ل8شباط فحذاري
د صادق الكحلاوي ( 2011 / 2 / 10 - 15:23 )
استاذ محمد سعيد نحن نعرفك ونعرف معنك النقي ولكن المشهد العراقي معقد جدا
ان مايسمى العالم الاسلامي والعربي واقع تحت هيمنة نظام الاستبداد الشرقي الفاشي البدائي ولقد شاءت ظروف معقدة ايضا ان يفلت العراق عام 03 من هذا النطام الاسود وهي بداية ميمونه ونحن نرى في ثورة تونس ومصر تعزيز وامتداد لحركة التخلص من هذا النظام الاسلامي العروبي الاسود ولكن الجاني الاخر الذي يمثله في العراق القاشيه البعثوهابيه ناهيك عن الخمينية المجرمه لم تخضع ولاتسكت عن تهديم نظامها لذالك وخصوصا بقيادة راءس الافعى السعوديه ومخابرات دول الجوار في حركة وتكتيكات متغيره ومتجدده من اجل اجهاض العملية التاريخيه
نحن نعلم مايعانيه شعبنا لاننا منه ونعيش معه ولكن العقدة الرئيسيه حلت وهو الخروج من نطام الفاشيه العروبيه الاسلاميه وعندنا دستور ونظام قانوني مهما كانت فيه من نواقص فهو عصري ولايمت بصله للنظام السابق وللنظام الاسود المهيمن على المنطقه ويمكننا بعودة الوعي لجماهيرنا التي دمرتها فاشية البعث وديماغوجيته ان نعدل مافيه من اعوجاج فنحن لسنا في وضع بقية شعوب المنطقه وصندوق الانتخابات هو اليتنا وشكرا للاخ رعد الحافظ تعليقه


4 - الاستاذ محمد سعيد
سرحان الركابي ( 2011 / 2 / 10 - 16:50 )
تحية لك عزيزي محمد سعيد الصكار
والشكر الجزيل لهذا الاتزان والعقلانية والرؤية الواقعية للامور
تحضرني هنا عبارة للراحل الكبير علي الوردي
يقول ان نظام الاقتراع العام اي الانتخابات هي نوع من الثورة
لكنها تختلف عما هو متعارف عليه من الثورات المسلحة
ففي الثورة المسلحة تستخدم البندقية والدبابة , لكن في الانتخابات تستخدم ورقة الاقتراع السري بدلا من الطلقة وانوع الاسلحة الاخرى وانا انقل هنا بتصرف عن استاذي الكبير علي الوردي
ولمثلي هذا غاية واضحة تخص ما يعتزمه البعض من القيام باعمال احتجاجية ضد الحكومة , وانا شخصيا اتمنى ان تسقط هذه الحكومة وتاتي حكومة بديلة عنها علها تكون افضل وتلبي حاجة المواطن الذي انتخبها بنفسه , والان هو يان ويتوجع ,
لتكن هذه الحكومة ما تكن , لكن المهم هو ان يعي المواطن مصلحته ويدرك مستقبلا انه هو صاحب القرار وان التغيير والثورة متاحة له من خلال ورقة الاقتراع , وهو ليس بحاجة الى جلب قطاع الطرق والزمر البعثية والوهابية كي تغير له حكومته من جانب وتخرب البلد وتعيث به فسادا ونهبا من جانب اخر
, هو يستطيع ان يغير بيده ولا ينتخب المفسدين والفاشلين
تحياتي مرة اخرى


5 - طائر الفينيق الذي ينهض دائماً
الحكيم البابلي ( 2011 / 2 / 10 - 18:52 )
العزيز الأستاذ الصكار
ليس هناك أسهل من الكلام والأحلام
الحالة التي وصل لها العراق تقترب جداً من حالة الياس
والمشكلة ليست في كل الدول المحيطة به والتي لا تريد له أي نوع من انواع الديمقراطية
بل المشكلة أصبحت أيضاً في غالبية الشعب نفسه ، والذي عاش في الخمسين سنة الأخيرة على تعاليم البعث والدين والطائفية المعممة والحزبية الحربائية البغيضة والركوع لكل خبثاء ومسوخ الدول المجاورة والأجنبية
نعم ... شعبنا فقد بوصلته ، وإلا لما خرج أكثر من ستة أو عشرة - ضاع الحساب - ملايين من هذا الشعب في مسيرات مليونية عبثية للتعبير عن جهل مستأصل ومتحكم يجذبنا بقسرية عجيبة لقعر السلم الإجتماعي كلما حاولنا السباحة والصعود فوق سطح الماء حيث الشمس ، وكل هذا مدعاة لليأس والتأكيد على إننا بحاجة لمعجزة
قلبي معك ومع الأخوة المعلقين والشعب العراقي ، ولكن -الطريق إلى جهنم مرصوف دائماً بالنيات الطيبات- كما يقولون
ومع كل ذلك أيضاً فأنا أُراهن على قيام العنقاء من بين الرماد ، فهو شعبي الحبيب ، وعلى غيره لن أُراهن
تحياتي

اخر الافلام

.. بلينكن ينهي زيارته إلى الصين، هل من صفقة صينية أمريكية حول ا


.. تظاهرات طلابية واسعة تجتاح الولايات المتحدة على مستوى كبرى ا




.. انقلاب سيارة وزير الأمن الإسرائيلي بن غفير ونقله إلى المستشف


.. موسكو تؤكد استعدادها لتوسيع تعاونها العسكري مع إيران




.. عملية معقدة داخل المستشفى الميداني الإماراتي في رفح وثقها مو