الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنبذوا الإنعزاليّة وأدعوا للديمقراطية

ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)

2011 / 2 / 9
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


أسفي من طغيان وشمولية الفكر الديني الطائفي والقومي العنصري ، حيث أصبح اللغة الوحيدة التي يستخدمها الناس في تحديد مواقفهم وشرح ملابسات أوضاعهم المتردية . ليس عامة الناس البسطاء فقط بل حتى المثقفون الذين تُعقدُ الآمال عليهم ليكونوا المنائر التي تنير الطريق للجماهير من أجل خطوات ثابتة إلى أمام، بتوحيد صفوفها ونبذ كلّ ما يفرّقها إلى كتل وجماعات منعزلة عن بعضها . واحدٌ منهم ينحازُ إلى الشيعة ويعزف على أوتار ما نال الشيعة من ضيم طوال قرون دون أن يعزف لحناً واحداً لمكونات الشعب الأخرى ، وكأنما لم يذق المرار غير مَن ينتمي هو إليه . وآخرٌ يبكي على المسيحيين على نفس أسلوب ذاك . وغيرهما يبكي كل واحدٍ على طائفته ، فالصابئيُ يظن أن الوضع العام هو ضد الصابئة المندائيين وعليه يجب أن يلتجئ إلى جماعته للحماية . وكذا يفعل الكردي الفيليّ ، واليزيدي والشبكيّ . إستشراءٌ عامٌ وشامل للإنعزالية ، يساهم في تأجيجها المحسوبون على الثقافة ، سواء عن علمٍ أو جهلٍ ، سواء بحسن النية أو سوئها . كاتبٌ تقدّمي يكتب عن وجوب إستحداث محافظة في سهل نينوى للمسيحيين متصوّراً أن ذلك هوالحلّ القويم لتحقيق حقوق المسيحيين جميعاً في العراق . بينما أغفل هذا الكاتب ما سيؤول إليه حال المسيحيين في أنحاء العراق الأخرى . هل يفترض بهم ، أو يفرض عليهم الإنتقال إلى هذه المحافظة ؟ ونسى أيضا أن كانت لنا تجربة مريرة سابقة بعد ( بيان أو إتفاقية ) الحادي عشر من آذار والتي بموجبها منحت الحكومة الحكم الذاتي ( للأكراد ) وفي التطبيق العملي نصّبت بيادق من مواليها ( وقد كانوا أكراداً ) لتشكيل وزارة لمنطقة الحكم الذاتي ومجلساً تشريعياً ، وكان هؤلاء ألعَن على الأكراد من غيرهم . إن الدعوات والحملات ( التثقيفية ) التي يبثها أمثال هذا الكاتب والقائمون على وسائل الإعلام الأخرى من صحف ومجلات وقنوات فضائية إنما هي دعواتٌ صريحة للإنعزالية التي تكرّس الفرقة بين أبناء الشعب الواحد ويلهي كل فريق بأمور ذاتية تعتبر ثانوية نسبيّاً تجاه الحقوق العامة الضائعة للجميع . لقد كنا دائماً في صفوف المشجعين لمنظمي التيار الموحّد في الدفاع عن حقوق الأقليات وإنخراطهم في التيار الديمقراطي لتوحيد وتكثيف كافة الجهود لبناء جبهة صلبة تواجه التيار العارم لقوى الردّة التي تعمل لإعادة العراق إلى مجتمعات القرون الوسطى . إن النضال من أجل الديمقراطية واجب على كل فرد وكل جماعة بعيداً عن الإنعزالية ، بعيداً عن عبارة ( نحنُ وهُم ) . عراقٌ ديمقراطيّ سيحقق للجميع مطامحهم . حق المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات في النظام الديمقراطي يحقق العدالة في حصول كل مواطن على العمل ، بدون التمييز بسبب دينه أو مذهبه ، قوميته ، جنسه أو لغته . يكون لكل مواطن الحق في التعبير عن رأيه بحرية والتبشير به ؛ التعلّم في جميع مناحي العلم والثقافة سواء بلغته أو أية لغة يختارها ، يكون لكلّ فئة الحق في تأسيس المدارس والمعابد الخاصة بها لتؤدي دورها في الحفاظ على تراثها الذي هو جزءٌ لا يتجزأ من تراث العراق . يكون لكل فرد الحق في بناء ذاته بما هو مؤهّل له بحرية والعيش بكرامة وعزة دون خوف أو وجل . إن النظام الديمقراطي هو الذي يحقق آمال الشعب بجميع فئاته وشرائحه ، وبناؤه يستوجب توحيد الصفوف وجعله الهدف المركزي الوحيد في هذا الوقت بالذات .

جميع المثقفين مدعوون للقيام بحملة مركّزة لمكافحة الإنعزالية والدعوة لتقوية التيار الديمقراطي الذي يمثل الأمل لبناء الحياة الأفضل للعراقيين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كلام جميل عسى ان يقرن بالعمل
علي النقاش ( 2011 / 2 / 10 - 08:45 )
كل ما جاء في المقال كلام جميل وهو حل للإشكالات التي تعترض وحدة العراق التي لا انفصام لها فهو دوله منذ اكثر سبعة الاف عام ..هذه هي بلاد ما بين النهرين , وكل الذي مر عليها من محن كان هامشيا وان ادمى بنيتها لحين ,لم يأخذ العبرة من هذا الكثير لقصر النظر الذي ينظرون به الى تاريخ الشعوب ...ان الحقوق الانعزالية لكل مجموعه ممن يصطفون خلف واجهات سياسيه عرقيه او طائفيه في العراق غايه في التعقيد ! لا اعرف سبب ان لا ينضوي الكل تحت هدف واحد وهو اقامة العدل والمساوات لجميع من يسكن بلاد الرافدين دون اقامة امارات هامشيه يريد من يدفع بهكذه اجندات ان يتوج ملكا هو وعائلته من بعده مدى الحياة على اي بقعه من الارض ومهما كان عدد سكانها ليحقق داء العظمة الذي تقمصه , وهنا نسال اليس النضال غايته العيش بكرامة ؟ ان اقامة دويلات ضعيفة ستخلق تناحر من جديد بين العراقيين فهل الغاية حصول ترانسفير جديد للأقليات ليرحلوا الى بقع مجتزئه ومحاصره لا يمكنها الاستمرار الا بان تكون تابعه لدول اخرى فهل فكر الساسة ما مصير اقرانهم ممن يعيش بمناطق اخرى من ارض العراق؟ الذين تشابكت مصالحهم وروابطهم مع من يسكن فيها ..؟

اخر الافلام

.. ماذا يريده الأغنياء من العالم؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مفاوضات -صعبة- بين أحزاب اليسار الفرنسي للاتفاق على اللوائح




.. انتخابات تشريعية في فرنسا: من سيتولى منصب رئيس الوزراء في حا


.. بين -فوضى- اليمين وتحالف اليسار.. من الأوفر حظا في الوصول إل




.. ندوة بيتنا الثقافي لاستذكار قاسم عبد الامير عجام بذكرى مرور