الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة والقفز الى الوراء

ستار جبار رحمن
المدير التنفيذي للمركز الأوربي لدراسات الشرق الأوسط

(Sattar Jabbar Rahman)

2011 / 2 / 9
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


عصفت بالمنطقه العربية موجه من الاحتجاجات التي حملت طابعا اجتماعيا وسياسيا، وانتقلت كالعدوى من تونس الى مصر فالاردن واليمن والعراق وباتت حكومات اخرى تشعر بالخطر المتوجه نحوها، ولا شك ان تلك الاحتجاجات لم تكن الا خزينا موضوعيا كامنا من الرفض للاوضاع القائمة تفجر لينتقل من منطقة الى اخرى، فبائع الخضار التونسي المتجول لم يكن الا عود الثقاب الذي فجر برميل البارود، وليضيف هذا الحدث المتسارع والذي لا نستقيه اليوم من الكتب النظرية وانما من الواقع اليومي للعاصفة الثورية دليلاً جديا على ان قراءات اليسار في المنطقة العربية واقعية، وليثبت مجددا ان العامل الذاتي هو الذي كانت الثورة بحاجه اليه، والذي لم يتمثل هذه المره بثوار او منظمة للثوريين كما يرى الديناصور لينين، وانما بشكل عفوى ماسوي للاحتجاج، صاغته الاحداث من احتجاج فردي ذاتي جنيني لا يعي اطلاقا ما ستؤول اليه الاوضاع لاحتجاج جماعي يسعى لتغيير الواقع السياسي والاجتماعي ككل.

فالعمل الثوري بحاجه لعاملين الاول الموضوعي والمتمثل بتفاقم حدة التناقض والصراع وبالحاجه الماسة للتغير واستحالة بقاء الامور على حالها والثاني الفعل الثوري المنظم الواعي فالاول يولد الثاني ولن يكون الاول كافيا لاحداث التغيير الناضج باتجاه سلم التقدم بدون الثاني، اي ان الاول اي العامل الموضوعي يدفع بحدوث الثورة لكنها ثورة ليست ناضجة اي انه غير قادر على استكمال كل مهام الثورة لا بل يدفع الاوضاع احياناً للنكوص، فيقوض السيء ويجلب الاسوأ ومن هنا تكمن اهمية الاستعداد والوعي الثوري في تفجير وادارة واستكمال الثورة.

فالظروف الموضوعية ومزاج الجماهير وانتقالاتها السريعه من اللامبالاة والسلبية لمرحلة العصف الثوري، ليست بحاجه لنظرية او تفسير، وهي كالقاطرة لا تنتظر احدا في المحطه، ومن هنا تكمن اهمية الاستعداد التنظيمي والسياسي والفكري للقوى الثورية ووضوح رؤيتها في تحليل واقع الصراع الدائر وما هو واقع الان وما هو كامن وبامكانه لن يكون واقعا وفي اي لحظة، اقول انه استعداد تنظيمي وسياسي وفكري، اي انه تدريب للكوادر على قيادة الاحتجاجات والنظالات والتعبئة الثورية انه تدريب يومي ليوم ثوري لن يتكرر كثيرا.

واذا ما تلكأت القوى الثورية او انها لم تكن بالقدرة والاستعداد الكافي لقيادة الفعل الثوري فان قوى اخرى قادرة على القفز واصطياد الحدث واخذ المبادرة ستحل محلها لملء الفراغ وتسقفز بالواقع لكن هذه المرة الى الوراء، ومن هنا تكمن المخاوف الحقيقية من ان يقطف الاسلام السياسي ثمار الحدث الثوري في تونس ومصر ومناطق اخرى كما كان في ايران 1979، وتجعل المحتجين اليوم يتباكون غداً على زين العابدين ومبارك.

فالرفض للاوضاع القائمة كان موجودا والثورة كامنه، لكنها بلا فعل ثوري، فتفجرت بشكل عفوي واصبحت كل الاحتمالات مفتوحه وقائمة، والاولوية بالتاكيد ستكون للقوى الاسرع مبادرة والاكثر مغامرة والاصلب تنظيما، فقبل احتجاجات تونس ومصر عمت احتجاجات واسعه الصيف الماضي مدينة البصرة ذات الكثافة السكانية العالية والاهمية الاستراتيجية تطالب بتحسين الخدمات والكهرباء على وجه الخصوص بسبب ارتفاع درجات الحرارة، لكن بعض الفصائل اليسارية والشيوعية واشباه المثقفين الثوريين كانو اكثر حماسه للاحتجاج على غلق النوادي الليلية والبارات من تلك الاحتجاجات المطلبية في البصرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مسطلحات لامعنى لها
بوران العزازي ( 2011 / 2 / 10 - 12:36 )
الاخ العزيز
عذرا ولكن
لعشرات السنين ونحن نسمعكم تتحدثون بمصطلحات لايفهمها غيركم وهي بعيدة عن الواقع الذي تعيشه غالبية الشعوب العربية انزلوا الى ارض الواقع وتحدثوا بحديث العامل والفلاح لا بالديالكتيك ولا بالموضوعية ةالذاتية ولابطيخ انزلوا الى الشارع وتحدثوا بلغة المساكين والا فانكم ستبقون تُنضّرون من خلال ابراجكم العاجية والتي لم تستطيعوا منها حتى مجرد تحقيق مسمار من كرسي في البرلمان
البقاء لحياتكم
المخلصة
يوران


2 - العزيزة يوران العزازي
ستار جبار رحمن ( 2011 / 2 / 10 - 17:21 )
في الوقت الذي احب ان اصحح لكِ معلومة هي انني لم اكتب منذ عشرات السنين لكنني اتفق معك تماما ان التنظير والتحليل يجب ان يلامسان الواقع، ولو تمعنتي بما كتبت جيدا ستجدينني اقول -الظروف الموضوعية ومزاج الجماهير وانتقالاتها السريعه من اللامبالاة والسلبية لمرحلة العصف الثوري، ليست بحاجه لنظرية او تفسير، وهي كالقاطرة لا تنتظر احدا في المحطه-
اما حول كراسي البرلمان فاكتفي باحالتك لمقالي -اتحاد الشعب ... الى اين سائرون؟- والمنشور في موقعي الفرعي بالحوار المتمدن، اما اذا كنتِ تعتقدين اننا نقول كلام لا يفهمه سوانا فبودي ان اسئلكِ، لماذا لا تفمين ما نقول؟
مع خالص المودة


3 - سفسطة
سمير بنيامين ( 2011 / 2 / 10 - 17:46 )
موضوع يتراوح بين التحليل والسفسطة


4 - سفسطة
سوسو رورو ( 2011 / 2 / 10 - 19:29 )
الاستاذ العزيز كاتب المقال المحترم

ان مايجري الان من تراكم كمي بين اللحضي والميتافيزيقي يتربص الى اللحضة الحرجة وبما يتلائم وموقف الديالكتيك التعبوي وبما ينسجم وتطلعات الجماهير المهيجة من الداخل وعليه فان كل من الموضوعي والذاتي يتخبطان في تفسير الياتهما المنعرجة في الافق اللامرئي تماما مثل ماهو حاصل الان على الساحة كمرحلة لابد منها سبيلا في افساح المجال امام المنعطفات التأريخية الحاسمة والتي تتطلع لان تطفوا على ماهو مرئي وغير مرئي من الاحتياجات الانسانية غير المنظبطة ؟


5 - اتفق مع الاخت العزازي
ياسمين ناهي ( 2011 / 2 / 10 - 19:35 )
المقال ومسطلحاته يذكرني بالكتاب الاخضر عندما يدور في حلقة مفرغة من المسطلحات
اتفق مع الاخت العزازي


6 - ازمة يسار ام ازمة جماهير
فاضل عادل ( 2011 / 2 / 11 - 22:51 )
اعتقد ان بعض المثقفين المتحللين لا يفهمون من اليسار سوى انه تحلل وخروج عن القيم، ولكي يبرروا تحلللهم وانحرافاتهم وجذوره الطبقية والفكرية فانهم يهاجمون كل من يحلل تلك الجذور، لذلك ارى التعليقات تصف ما ذهب اليه الكاتب انه سفسطه، نعم لان المجانيين يعتقدون ان العاقل مجنونا.


7 - ثورة الغضب
ليث الناشي ( 2011 / 2 / 12 - 02:05 )
اولا اشكرك استاذ ستار على هذه المقالة انة ما قلتة صحيح واحب ان اضيف شي انة الي جرى في تونس وفي مصر هذا مشروع امريكي وهذا الي كان يريدة جورج دبليو بوش لكن الي جرى بالعراق بعد سقوط النظام اخر العملية ومن اتى باراك اوباما عمل المخطط بس من عمل المخطط جاء في فرصة انة الشعب العربي مضطهد وتعبان بس هذا مايعمل هيج ثورة والشي الاخر ردت اعرفة انة هؤلاء اين كانو طيب لماذا رئيس تونس ورئيس مصر لم يستخدمو القوة انت تعرف انة الحكام عندما تحدث اي ثورة يستخدمون القوة المفرطة والاعتقلات طيب لماذا هذة المرة لم يستخدموها الا القليل والشعوب لماذا بهذا الوقت تضاهروا واحتجو اذا اكو هناك ايادي خفية واحزاب تحركت ووصلت فكرة للشعب ثورو بس حسما انت ذكرت هناك روح ثورية وهناك من حركها والشباب ارادو من يحركهم او يسنادهم بسو هو اكو تغير واحب اضيف شي في ولاية بيل كلنتون عندما كان رئيس نادى بالتغير بالوطن العربي وقال يجب ان يحل الرؤساء الشباب بدل الرؤساء الحاليين لانة نضرتهم علمانيا ويجب ان تحل العولمة واول ما بدا التغير رحل حافظ الاسد بسبب المرض وبوش نادى بالتغير وحتى كولنديزا رايس طلبت بالتغير حتى طالبت في السعوديا


8 - تكملة لموضوع ثورة الغضب
ليث الناشي ( 2011 / 2 / 12 - 02:16 )
طالبت كولنديزا رايس التغير حتى في المملكة السعوديا وملك السعوديا حفظ اللة قام في بعض التغيرات وانتخبات المجالس لكي يهيأ الشعب للانتخبات التي على اساس تجري بعد ثلاث سنوات ورحلة بوش وكولنديزا رايس ولم يحصل شي وها أنذا بدأها اوبا ما واوقع تغير

في ليبيا والسودان والجزائر وايران والشي الاخر انة امريكا واسرائيل تريد الدول العربية متأخرة جاهلة وبنفس الوقت تريد الديمقراطية وخوفي انة مصر تمر بفوضى وتبدا مرحلة العراك على المناصب مثل ما جرى في العراق وتونس

وشكرا


9 - الثورة والقفز الى الوراء
عايدة نور الدين-مصرية ( 2011 / 2 / 12 - 20:52 )
الأخ كاتب تلك المقالة أتفق معك تماما فيما قولته ومع الأخ ليث الناشى بل ما أعرفه سواء يقينا أو تحليلا أكثر بكثير وحينما صرحت به فى فوضى الغصب أتهمنى من يتخيلون أنهم ثوار بالباغية ونصيرة الشيطان طالما كنت معهم فى جميع مطالبهم ولكن مع أنتقال السلطة بالطرق السلمية والتحذير أن تكون هذه هى الفوضى تالخلاقة بالشرق الأوسط التى أنبأتنا بها كونا ليزا ريز لتحقق أمبراطورية أمريكا العظمى هذه هى الديمقراطية التى يريدونها كم أقول للأخت التى لم تفهم مقالتلك ومصطلاحتك كيف سيكون ثوار أحرار وليس عندهم المعرفة التى أصبحت متاحة للجميع وحسبنا الله ونعم الوكيل


10 - ثورات الغضب
ليث الناشي ( 2011 / 2 / 18 - 00:45 )
عزيزتي الاخت عايدة ما تقولينة هو صحيح انة المملكة السعودية تغيير ولاكن اي تغيير الذي حدث والذي عملوة المملكة اتريد تعمل تغير لاك بطيأ بس مع ذالك المملكة ودول الخليج مرفهة الشعب ولاكن هناك امور للتغير واحب اضيلفك شي لو رآيتي اخبار بي بي سي اربيك وسمعتي التقرير بتاريخ 15-2-2011 محدد الدول الي اقل امننا وها انذا اقرا على الانترنت اليوم وعلى صفحت الياهوو بالاخبار انة الا مير طلال يحذر المملكة من الثورات وطالب بالتغير وبالسرعة الممكنة عمل انتخبات ودور المراءة وكثير من الامور ,والشي الاخر انة صحيح ذهب جورج بوش ولكن وضع سناريو على الرئيس الي يلية ينفذة والي يلية هم يوضع سناريو هو ينفذة واذا فشل بالانتخبات ينفذة الرئيس الي بعدة مو بالضرورة هو ينفذة المهم سيناريو يتنفذ وشكرا


11 - السنوات لآتية
khawla alnashie ( 2011 / 12 / 3 - 13:07 )
اوافق الكاتب على رأيه بأن القوى الديمقراطية واليسارية لم تكن مستعدة لآحتواء هده الثورات العفوية وها هي تخسر الانتخابات امام القوى الاسلامية المنظمه بقوة اكثر واعتقد ان الشعوب والتاريخ الآت يتحرك الى الوراء وسوف تتمركز القوى الاسلامية وتسيطر تماما على المستقبل لعدة سنوات أتية وعلى المثقفين الآن العمل لآنتفاضة جديدة لوقف هدا الزحف


12 - الثوره و القفز للوراء
الحقوقي/ مكسيم السعيدي ( 2011 / 12 / 3 - 14:14 )
أنا احيي الاخ ستار على شرحه المفصل للامور التي سوف تؤل اليها حال الثورات العربيه الان فبكل بساطه أذا لم تقوم هذه الثورات على استيعاب المفهوم و ارادة الفرد الذي قام بيها و الشعرات التي من أجلها قامت الشعوب بهذه الثورات فسوف تاتي الطبقات الاجتماعيه الجاهزة و تأخذ ثمار ذلك العامل البسيط الذي نزل الى الشارع و عبر عن مكنونه الثوري بالتغير ..فبالتالي اذا لم تستفيق الشعوب الى ما سوف يؤل اليه الامر من انجرار ثوراتهم الى المجهول فسوف يتقدمون بسرعه البرق ولكن سيتقدمون الى الوراء...

اخر الافلام

.. مدير المخابرات الأمريكية يتوجه إلى الدوحة وهنية يؤكد حرص الم


.. ليفربول يستعيد انتصاراته بفوز عريض على توتنهام




.. دلالات استهداف جنود الاحتلال داخل موقع كرم أبو سالم غلاف غزة


.. مسارات الاحتجاجات الطلابية في التاريخ الأمريكي.. ما وزنها ال




.. بعد مقتل جنودها.. إسرائيل تغلق معبر كرم أبو سالم أمام المساع