الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا تعتذر ابداً للعابرين !!

وفا ربايعة

2011 / 2 / 9
الادب والفن



سماءٌ على ضِفَّتين..
وأنا المنسيّةُ من صوتٍ غاب
كي تُدرَكَ الآخرةُ على مهلٍ
ويُؤجَّلَ الليلُ على الوتر..
وتترتَبَ الأصابعُ على الجسَدِ الحزين.
كانتِ السماءُ مُعدَّةً للجلوس..
النُجومُ تتجمَّعُ حولَنا
والقمرُ فضاءٌ تُدنِّسُهُ جموعُ العابرين..
والمغيبُ، شمعةٌ تتلوّى
وكأننا لم نُصِب الأجراسَ إلاّ..
وقتَ انكسارِ الشمسِ
ووقتَ سُكونِ الآفلين.

لا ليلٌ ولا نهار..
حينَ تتكسَّرُ الأسئلةُ على الطريق
لا يظلُّ في الأجلِ أيُّ طيفٍ
يسرُدُ قصّةَ الشمسِ والوطنِ
على سُلَّمِ الوقت.
والظلُّ فعلُ امرأتينِ تتقمصانِ الغياب
تَركُنانِ الشتيمةَ إلى باعِ الصمتْ
فتُصفِّقُ النسمةُ إعجاباً..
حينَ لا يَتبقّى ما يُوَسِّعُ ممرَّ الرجوعِ
للغابرين.
وأنت..
كُلُّ ما بقيَ من سُلالةِ القدر
وانحداريّةِ الضجرِ اللعين..
تُمرِّغُ حُضنَ المُسافراتِ والغانيات
كُلَّما مَزَقَ الوطنُ صَدرَك َ
وأدركَتَ بمحضِ الكونيَّةِ
اسودادَ البحر..
وتمتمَةَ الموجِ كُلَّما فتحَ الأُفقُ
نافذةً للأمل !

وفي البعيد..
حينَ ترتَسمُ كُلُّ الأحلامِ المؤجّلة
على أرضٍ ما شبعت من النور
تُرجئُ ما تبقى من المسافةِ
إلى الحطام..
وأنا أُترَكُ إلى الشرُفةِ المُكتظَّةِ بالحمَام !!

تسقُطُ عن سفحِ القصيدةِ ..
وأنا أُفصِّلُ الليّلَ حُلماً ، حُلماً
وفي الحلمِ ينكسِرُ الظلّ
وتبقى المساحةُ تتسعُ لفوضانا
وطنٌ ناقصٌ.. وسُعالٌ تعبقُ بهِ
أرضُ السماء..
فأنا لم أكُن قد تعلمتُ - بعدُ - كيفَ يُقرأُ الشعرُ
وكيفَ يُصفَرُ الهواء..
لكنني قد عرفتُ من لونِ عينيكَ
كيفَ أبكي بحرقةٍ..
عندما ينتهي من النصِّ
فصلُ الشتاء !!

وعلى بوّابةِ الشمس..
يموتُ القمحُ قبلَ أن يَجيءَ وقتُ الحصاد
تُفكِّرُ لبُرهةٍ : لو كانَ بوسعي
أن أمنحَ الخُضرةَ وقتاً
خمسُ دقائِقَ أُخرى
قبلَ أن تتكدَّسَ السنابلُ في العراء ..
وتُلوَّنَ الأرضُ بالدماء
وقتَها ..
ستُدرِكُ، كم خسرتَ من النور
عندما عُدتَ إلى بيتِكَ
ساقِطاً..
من قوافِلِ الشُهداء !

و آخرُكَ ..
خبزٌ تنسَّمَ الفجرَ الغريب
وغنّى ..
مُتمسِّكاً بطرفِ خيطٍ يسرِّجُ فَرساً
فِلِمَ الأرضُ تَحتَكَ تنقلِبُ غضباً ؟
وكُلُّ الأنفاسِ من حولِكَ
تزفِرُ شفقاً عنيد ؟
أألمُ الجليلِ سيصفحُ عنكَ ؟
أم تبدأُ حيفا بَحراً ثُمَّ بحراً
يموتُ ويُخلَقُ من جديد ؟

فلا تعتذر أبداً للعابرين ..
إن قلَّموا وجهَ البسمةِ
واختاروا زماناً يُغايرُ
أرضكَ
فانتحب دماً كُلَّما ..
داروا خِفافاً في ظِلِّكَ
وانكسرتَ في عيونِهم
جسداً من حديد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت


.. عاجل.. وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز وتشييع الجنازة غداً




.. سكرين شوت | إنتاج العربية| الذكاء الاصطناعي يهدد التراث المو


.. في عيد ميلاد عادل إمام الـ 84 فيلم -زهايمر- يعود إلى دور الس




.. مفاجآت في محاكمة ترمب بقضية شراء صمت الممثلة السابقة ستورمي