الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفساد .. عودة الموساد ؟( أفكار

فراس سعد

2004 / 10 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


- تفجير دمشق الأخير 26 أيلول- اغتيال مقاوم فلسطيني في مخيم الزاهرة - رسالة مزدوجة اسرائيلية أمريكية , اسرائيلية كرد على العمليات التي تقوم بها المقاومة الفلسطينية داخل فلسطين و كبديل اسرائيلي على القصف الجوي , فالعمليات الأمنية أقل خطورة على المعادلة الدولية في المنطقة من العمليات العسكرية كما في عملية " عين الصاحب" , رسالة أمريكية أيضاً كرد على تسلل مقاتلين من سورية إلى العراق و ربما كمحاولة لربط اسرائيلي أمريكي مزدوج للأمن الداخلي الأسرائيلي وأمن الجيش الأمريكي في العراق بأمن سورية الداخلي .
- الفساد المتفشي في دوائر و مؤسسات و أجهزة الدولة العادية و الحسّاسة منها( عملية الكشف عن تحركات عبدالله أوجلان في سورية ) يساعد على أختراق الموساد و المخابرات الأمريكية للساحة الداخلية و يساعد على ارتكاب عمليات اغتيال قادمة في سورية , هكذا يلتقي الفساد مع العمالة لأجهزة استخبارات معادية أو غير معادية , هكذا يخدم الفساد أعداء الوطن , هكذا يخدم الفساد السوري العدو الأسرائيلي .
- الفساد يساعد على أختراق مخابراتي أجنبي , و العمليات الأرهابية التي تقوم بها أجهزة مخابرات في سورية تساعد على استفحال الفساد , كيف؟
أجهزة الأمن السورية سوف تجدد استعمال و تفعيل الأجراءات الأمنية الملحقة و التابعة واللازمة و الناتجة عن قانون الطوارئ بحق المواطنين السوريين , و تفعيل قانون الطوارئ يعني مزيداً من الفساد و تكريساً له , لأنه حينما يكون الأختيار بين الأمن و أي عملية أصلاح فسوف يتم تفضيل الأمن على أي مسألة أخرى ,
- العمليات الأرهابية في سورية تعيق عملية التفكير في الأصلاح الوطني لأنها تؤمن المناخ الملائم للفاسدين الكبار في الدولة للتهرب من أي اصلاح موعود باتجاه مزيد من كم الأفواه و بالتالي مزيد من النهب و الفساد و الأرتهان للخارج و بيع سورية بالجملة و المفرّق .

- لم أسمع في عمري تعليقاً أسخف من ذلك الذي بثّه التلفزيون السوري عقب عملية اغتيال قيادي سابق في حماس في مخيم الزاهرة بدمشق , يقول التعليق في مطلعه : قامت " السلطات الأسرائيلية " ... بقية التعليق لا أهمية لها , سأركز على هذه العبارة أو الجملة الغريبة العجيبة و الشاذة في تاريخ الأعلام السوري , بل و الشاذة عن تعابير الأعلام العربي و المندرجة تحت بند التذلّل للأمريكان و سواهم , منذ متى كان الأعلام السوري الذي يصنعه رجل الأمن يصف الجهة التي ترتكب عملاً ارهابياً في قلب دمشق ب " السلطات " ؟

فكيف إذا كان المرتكب جهة اسرائيلية , كيف يمكن أن نخاطب العدو الأسرائيلي ب " السلطات الأسرائيلية " ؟ . ما زال الأمريكيون يستخدمون في أفلامهم عبارة العدو حينما يتحدثون عن الفيتناميين و الألمان !! , أعتقد أن في الخطاب الأمني الأعلامي البعثي اليوم ما يتجاوز السياسة إلى موقع الهوان و الإهانة , إهانة الشعب السوري , ألا يسمع معّدوا أخبار التلفزيون السوري من رجال الأمن ما تقوله وسائل الإعلام الإسرائيلية عقب تنفيذ فلسطينيين عمليات مقاومة ضد الجيش الأسرائيلي أو ضد مستوطنين ؟ أيها السادة تعلموا من عدوكم أو تعلموا من الأعلام الأسرائيلي إذا كنتم توقفتم عن اعتبار اسرائيل عدواً لكم .
- لو عقدنا مقارنة بسيطة بين الخطاب الأمني الإعلامي البعثي عقب أحداث القامشلي و بين الخطاب عينه عقب اغتيال دمشق الأخير لرأينا تناقضا و فرقا و لعرفنا من هم أعداء النظام البعثي و من هم ليسوا كذلك .
- نداء إلى كافة القوى الوطنية السورية المعارضة للنظام لاتخاذ أعلى درجات الحيطة و الحذر و تعقب عملاء الموساد و المخابرات الأمريكية المشبوهين و المحتملين , و هو دور يجب أن تقوم به المعارضة السورية لأنها الأكثر وطنية و وعياً و مسؤولية من أجهزة الدولة المتهالكة و الفاسدة و التي يمكن اختراقها من رؤوسها إلى أسافيلها بالمال و النساء .
- أوجه رسالة خاصة للأصدقاء في الحزب السوري القومي في سورية – الشام حسب تعبيرهم – لاتخاذ دورهم الوطني الهام و هم المعروف عنهم تميزهم بوطنية قومية عالية النقاء و الوعي تصل درجة التصوف الوطني القومي , و هم في رأينا أقل حزب عربي يمكن اختراقه من الموساد أو سواه – إذا استثنينى حزب الله - يشهد لهم دورهم في مجابهة العدو الأسرائيلي في لبنان و فلسطين و مواجهة الأجهزة الصهيونية في كل بقاع العالم التي لهم – للقوميين – فيها وجوداً أياً كان حجمه .

- و عودة إلى موضوع الفساد الذي لا يمكن فصله عن الأداء السياسي العام لأية دولة عربية بينما يمكن فصله بالنسبة للدول غير العربية , لأن الفساد السوري مثلا – و العربي عموماً – يتغلغل في الأعماق و هو يتلازم مع الأستبداد , و كلاهما يغزي الآخر , الفساد و الأستبداد .


- بحسب أحد كتاب صحيفة النور السورية فالنهب يزداد مع ازدياد وتيرة الضغوط الأمريكية لسورية , نهب شركات الدولة الأقتصادية عبر تأجير هذه الشركات لأشخاص و جهات خارج القطاع العام , بهذا يتأكد ربطنا ما بين الفساد السوري و عودة الضغوطات الأمريكية و الأختراقات الأسرائيلية .
- أساساً لو أن الأمريكيون و سواهم من المتربصين بالبلاد لو لم يروا تفشي الفساد و النهب في سورية و استعداد مسؤوليها لبيعها بالجملة و المفرق لما صعدوا تهديداتهم و ضغوطهم على النظام البعثي الفاسد , فالفساد يغري الآخرين للمشاركة بنهب البلاد و ليكون لهم موقع قدم فيها أو مواقع أقدام .
- الفساد ضعف و الكيان الفاسد كيان ضعيف , الضعف يستجلب القوة , و الكيانات الضعيفة تجذب الكيانات القوية, الفساد حالة أولى في الطريق إلى الموت , و الموت جاهز على الدوام ليسهّل على الكيانات الفاسدة موتها , اسرائيل جاهزة على الدوام .







































التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون: أنجزنا 50% من الرصيف البحري قبالة ساحل غزة


.. ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟




.. المقاومة الفلسطينية تصعد من استهدافها لمحور نتساريم الفاصل ب


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل لاتفاق وعلى حماس قبول ال




.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منزلا في الخليل