الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هكذا عرفنا حسني مبارك

عباس جبر

2011 / 2 / 9
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


برز الرئيس المصري على الساحة السياسية بعد اغتيال الرئيس الأسبق محمد أنور السادات في حادث مشهور وقد سمعنا صوته مع أزيز الاطلاقات التي اخترقت صدر الراحل وهو يقول الريس فين ، وكما في الدستور المصري كان للنائب إن يستلم مقاليد السلطة دستوريا وآليا هكذا برز مبارك ليكون الزعيم المزمن في قيادة الشعب المصري وبتصويت 100 بالمائة لكل مرحلة انتخابية ، وكل ما يجري من إحداث الآن بعد التظاهرات التي بدأت في 25 يناير وحتى ألان ومازالت حديث الساعة في مختلف وسائل الإعلام لا يعني لموضوعي شيء بقدر مايهمني أن أشكل الصورة التي رسمتها مع بعض العراقيين المواكبين للإحداث ، برز مبارك في أحداث الخليج بطلا يقود الأمة العربية بأجندة خارجية وكان عرايا لمنطقة الشرق الأوسط لاسيما بعد انتهاء حرب الخليج الأولى ومحاولة مصر إن تلقي بشباكها على غنائم العراق بعد الحرب مع إيران وكانت الشرارة الأولى في التعارف هو مجلس التعاون العربي الذي عقده الرئيس العراقي السابق صدام حسين والذي لم يرى الضوء رغم الجعجعة الإعلامية والضجة السياسية لزعماء التعاون الأربعة الملك حسين وعلي عبدا لله صالح وحسني مبارك وكانت لزيارته العراق والاطلاع على أسرار الترسانة النووية من صدام الأثر البالغ لما جرى من أحداث دامية جاءت بالويلات لشعوب المنطقة إذ أكد للعالم إن صدام يمتلك القنبلة الذرية التي ستفني العالم مما جعل أمريكا وحلفاءها يعدون العدة لمواجهة الخطر الداهم وكان لصدام إن يفاجئ العالم بدخول الكويت 1990 مما فسح المجال إلى إن يمارس مبارك الدور الأكبر في مواجهة صديقه القديم الذي لم يستحب إلى الإرادة الدولية في الانسحاب ولم يرحل ليجنب العراق الكوارث وكل التماسات مبارك ذهبت أدراج الريح بل تحولت الكلمات الودية إلى تهكمات ومناجزات أخذت روح الدعابة فيها حيز كبير ، يقول مبارك انه اخذ التعهد من صدام بعدم الدخول في الكويت وقال (ألتلو ياصدام ح تضرب فاللي لا مضربش ياحسني وتاني يوم لقيته داخل بالكويت أصلو معندوش كلام ) وبعد فقدان المصداقية بين الصديقين سخر من وزراء صدام إذ شخص احد الوزراء الجدد في مجلس قيادة الثورة إذ أكد انه كان يقدم شاي للضيوف وفي زيارته الأخرى وجده وزيرا يشار له بالتبجيل ، كان مبارك متعصبا لخروج العراق من الكويت عربيا في قمة مصر وقد شهد الصراع الكوميدي بين وزير الخارجية العراقي طارق عزيز مع نظيره الكويتي بالمواعين والخواشيق وما تيسر من أطعمة نقلتها الشاشات العربية كما نقلت صور المؤتمرون وبعضهم كان نائما وآخرون على طريق النوم أما حراس المؤتمر فقد توسدوا الأرصفة مع أسلحتهم وكان ما كان لم يسفر الحدث إلا لمزيد من التعقيدات واصدر المؤتمرون أدانه للحكومة العراقية وتحويل أوراقه إلى التحكيم الدولي والإرادة الأمريكية التي صبت جام غضبها على الجيش العراقي لإخراجه من الكويت ومن المنابزات ما قال صدام على حسني في وسائل الإعلام إن حسني غير متزن وخفيف ، وما أن سمع مبارك هذا الكلام حتى أجابه ساخرا أن خفيف طب أنا وزني أكثر من ميت كيلو وعندما استنقص من أصل مبارك ووصفه بابن الرقاصة رد بمنطق المصري الحشاش وقال طيب أمي رقاصة ياصدام رقصت بعرس أمك الاولاني ولا الثاني ولا الثالث ولا الرابع ، وكان هذا قد جرى موضع النكتة المتداولة بين العراقيين وما يلفت النظر أن ما نصح به حسني لصديقه المقبور بالرحيل لم يتعلم منه ورفض أرادة ملاين من المصريين الذين طالبوه بالرحيل وهم يملؤون ميدان التحرير هتافا وإصرارا لكن العجيب أن مبارك أكثر عنادا ليس كما نظن وليس كما فعل أخيه في الطغيان الرئيس التونسي زين العابدين بن علي فهل في جعبة الأيام مفاجئة بعد هذا الصراع التاريخي بين شعب وطاغية هل سينتصر الشعب أم سيبقى الرئيس على رقابها أبديا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زيارة الرئيس الصيني لفرنسا.. هل تجذب بكين الدول الأوروبية بع


.. الدخول الإسرائيلي لمعبر رفح.. ما تداعيات الخطوة على محادثات 




.. ماثيو ميلر للجزيرة: إسرائيل لديها هدف شرعي بمنع حماس من السي


.. استهداف مراكز للإيواء.. شهيد ومصابون في قصف مدرسة تابعة للأو




.. خارج الصندوق | محور صلاح الدين.. تصعيد جديد في حرب غزة