الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق ومسار التغيير

حافظ آل بشارة

2011 / 2 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


اصبح حكام المنطقة يخشون انفجار التظاهرات المليونية في بلدانهم و يواجهون استحقاقات التغيير الحتمي ، اغلب تلك الانظمة مرشحة للانهيار لأنها بنيت على الفردية والظلم و انتهاك الحقوق ومصادرة الحريات وابرز منجزاتها الفقر والبطالة ، العالم العربي بقعة جغرافية لها وضعها الخاص وهي متخلفة سياسيا وتعيش قرونها الوسطى ، والمواطن العربي يبحث عن التغيير متأثرا بالعالم من حوله ، التغيير الامثل حدث في لبنان وقد استخدموا الآليات الديمقراطية لاسقاط الحكومة وليس اسقاط النظام ، وتم تكليف حكومة جديد ستقدم الى البرلمان لنيل الثقة ، لكن عملية التغيير في الدول العربية الأخرى تأخذ اشكالا تراجيدية اكثر خطورة لانها انظمة غير ديمقراطية ، فهناك اسلوب الهجوم العسكري الدولي من الخارج كما فعلت القوات المتعددة الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة لاجراء التغيير في العراق ، وهناك اسلوب التظاهرات الجماهيرية المحمية دوليا فبدل ان ترسل الدول الكبرى قواتها في عاصفة صحراء مكلفة واستفزازية فانها تعلن حماية المتظاهرين وتحذر النظام القائم من استخدام العنف بل تهدده ليفهم فورا بأن التغيير مطلوب ولا فائدة من قمع التظاهرات ، وهذا ما حدث في تونس ومصر وسيتكرر في بلدان أخرى وان كان السيناريو المصري مختلفا قليلا وقد يتطلب خروج الرئيس وقتا اطول ، وهناك اسلوب آخر هو اسلوب تقسيم البلد وهو ماحدث في السودان فالجماهير هناك لم تتظاهر لاسقاط النظام بل شاركت بقوة في الاستفتاء على التقسيم ، واذا كانت الوحدة الوطنية شعارا مقدسا عند العرب فان الغاء الوحدة الوطنية اصبح وسيلة انقاذ في السودان مع ان الخرطوم كانت دائما واحدة من عواصم صناعة الشعار القومي العربي ، لكن السياسات الاستبدادية اوصلت الجمهور الى هذا المدى من اليأس حتى اصبح التقسيم حلا ! ومع ان العراق نال نصيبه من التغيير بغزو عسكري من الخارج واصبح المثال التطبيقي الاول لهذا النوع من التغيير الا ان بعض المتربصين وراكبي الموجة يريدون تصدير التظاهرات العربية الى العراق في اطار محاولاتهم لاعادة النظام السابق الى السلطة مع ان ذلك النظام ينتمي الى المنظومة الدكتاتورية المنبوذة ، ولو اراد هؤلاء المتربصون الاتيان بنظام حكم افضل لوقف معهم الجميع ، النظام في العراق هو الاحدث في العالم وأي تغيير منشود انما يتناول الافراد وليس النظام ، وهناك آليات ديمقراطية معروفة ، التظاهرات وسيلة ضغط وليست وسيلة تغيير ، وهي التي توصل طلبات الجمهور الى الحاكم الذي يتهاوى بسبب عجزه عن الوفاء بتلك المطالب ، هناك فرق كبير بين تظاهرات تطالب بحقوق معينة وتظاهرات تريد اسقاط نظام الحكم ، في العراق قد يجد الناس ان التظاهرات هي الوسيلة الوحيدة للضغط على الحكومة من اجل حل مشاكلهم المستعصية وعندما تعجز الحكومة عن تلبية تلك المطالب المشروعة فسيكون مبدأ التغيير بل التطوير مطروحا بقوة ومستهدفا الفاشلين والفاسدين والمتاجرين بآلام الشعب وليس تغيير النظام الديمقراطي الدستوري الذي كان حلم العراقيين جميعا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا.. مظاهرة في ذكرى النكبة الفلسطينية تندد بالحرب الإسرائ


.. مسيرة تجوب شوارع العاصمة البريطانية لندن تطالب بوقف بيع الأس




.. تشييع جثمان مقاوم فلسطيني قتل في غارة إسرائيلية على مخيم جني


.. بثلاث رصاصات.. أخ يقتل شقيقته في جريمة بشعة تهز #العراق #سوش




.. الجيش الإسرائيلي: دخول أول شحنة مساعدات إنسانية عبر الرصيف ا