الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بداية التغيير من ميدان التحرير

عهد صوفان

2011 / 2 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


بداية التغيير من ميدان التحرير

هبت رياح التغيير كإعصارٍ يقتلع القديم, ويبدّل وجه الأرض..
هبت الريحُ لتكسر السكون والصمت والجمودْ.. هبت كأملٍ قادمٍ من البعيد إلينا, فبدأت تزرع بذور الياسمين فوق الأرض التي اشتاقت للورود ولهمسات البلابل..
اشتاقت أرضنا للحب والحياة. اشتاقت واشتقنا جميعاً لنرسم الابتسامة ونعلن الفرح في كلّ مياديننا.. لنعلن ميلادَ فجرٍ جديد. لنعلن يوماً جديداً يحمل أحلام الطفولة وأخلاق الرجولة..

بوركتِ يا ثورة ميدان التحرير. يا ثورة المظلومين والمحرومين. يا ثورة المضطهدين.. فقد فتحت نافذة في جدار الطغاة, فاهدمي هذا الجدار..
بوركت الشجاعة والمروءة التي جرفت الخوف من النفوس واستأصلت رعب الطغاة. فتحرر الجميع وبدأنا نستنشق عبق الحرية والفرح الذي كنّا نقرأ عنه دون أن نراه...

ثورة الطيبين قامت. فاهتزت عروش الطغاة وارتعدت أقدامهم أمام هدير الحناجر المطالبة بالحياة..
ثورة الطيبين قزّمت الطغاة وكشفت عوراتهم.. كشفت الخزائن المسروقة والفساد المستشري. ولأول مرة نرى قامة المظلومين أكبر وأشدّ من قامة الظالمين..
بوركتِ يا ثورةً قدّمت الدماء والأرواح فداء للحرية والحبّ. ووصل صوتها كلّ الأنحاء.. بوركتِ يا ثورة هزّت الأرض كلّ الأرض لأنك ثورة الحبّ والحياة..
بوركت يا ثورة قادها الشباب والأطفال والصبايا. قادها الشيوخ والآباء والأمهات.. قادها الضمير والوجدان ورفعت شعار الحياة والأمان...
يا ثورة الطيبين أخاف عليك من السقوط والانحناء. فالطغاة تمرسوا الحروب واعتادوا الصراعات والمناورات تحت ألف ستار وستار... يدّعون الخوف على الدستور والحرص عليه. وهم فصّلوه على قياسهم ومزقوا الكثير من أوراقه. يقولون أنّ الدستور مقدّس وأقدامهم تدوسه بغرورٍ واحتقار.. واليوم عادوا ينادون بقداسة الدستور خوفاً على أنفسهم لا خوفاً على الوطن..

طغاة عصرنا تزوجوا المكر والخداع وتفننوا بالتخفي خلف النصوص. فطوعوا النصوص وأذلوا النفوس. واستحضروا المقدس ليخدم جموحهم وطغيانهم..
غداً سيأتي من يذكركم بالقضاء والقدر.. فالله هو المقدّر لكل شيء. هو من يكتب لكل إنسان مصيره وسلوكه. ولو شاء لنصركم. ولكن إرادة الله هي العليا. وما عليكم إلا بالانصياع لمشيئة الله والقبول بما كتب وقدّر... فلا تنخدعوا بحسن أقوالهم لأنّها نقيض أعمالهم..
ثورتكم هي ثورةٌ على الحاكم الطاغي, وعلى الفكر الذي يخدّر ويستعبد الإنسان. فلا تكونوا عبيداً للنصوص أو الطغاة. بل كونوا أحراراً تملكون زمام الأمور. تقودون الحياة بقوة واقتدار. بعقلٍ منفتح يميّز ويعمل ويدرك ويُحسن الاختيار..

كونوا صوت العقل وليس صدى لأصوات الآخرين.
كونوا المستقبل لا الماضي السحيق العتيق.
اخلعوا التقديس من عاداتكم وسلوككم وأفكاركم. وأطلقوا حرية التفكير والتعبير..
أطلقتم ثورة على النظام لا على الأشخاص, فنعم الاختيار.. فالثورة التي تصبو إلى النجاح هي ثورة الأفكار والقيم. هي ثورة على البالي القديم. هي ثورة على قيم تكرّس وتحمي الفساد والفاسدين. هي ثورةٌ على نمطٍ ما عاد يناسب الحياة. هي ثورةٌ تفتح أبواب المستقبل وتزرع الحبّ بين الجميع. هي ثورة العقل ودعوةٌ للإبداع والإنتاج والعمل والعطاء.. هي قيمٌ جديدة ثبُت نجاحها وتفوقها. هي مناهج جديدة وسلوك وعقلٌ جديد...
لقد قامت ثورتكم فقام الوطن من الموت مولوداً جديداً فاحفظوا المولود.. فهو للجميع وأنتم أخوة فيه.. لا يفرقكم رأي أو اعتقاد. فالحياة صدق وأمانة وعمل وجهد دؤوب..
كونوا أحراراً متحررين... كونوا النور الجديد والفكر الجديد والفجر الجديد..
كونوا الحلم إلى المستقبل فأنتم المستقبل...

لقد اقتنع طغاتنا أنّهم ملهمين ومنزهين وأنّ شعوبهم لا تعي ولا تدرك ولا ترى!!.. سوقوا لذكائهم بمحطاتهم ومجلاتهم وجرائدهم, وهللت لهم جوقات المتنفذين والمتسلقين, حتى صدّق الجميع أنّهم هم الوطن وبدونهم نحن جميعاً إلى فناء.. لكن ثورات الياسمين وثورات ميدان التحرير كانت الإعصار الذي كتب الحقيقة الناصعة التي قلبت مسار التاريخ. فأنتم يا ثوار الياسمين من يدرك ومن يرى ومن يفهم وطغاتنا ومن معهم أغبياء أعماهم المال والعروش. هم أغمضوا عيونهم فظنوا أنّ نور الشمس انطفأ. وكان عليهم أن يفتحوا عيونهم وعقولهم ليروا جيلاً هو المستقبل الواعد وهو الأمل للعبور..
طغاتنا جثث محنطة لا حياة بها ولا أمل منها. هم كتل متحركة خارج الزمان والمكان, ولا ينفع معها العلاج مطلقاً إلا أن توضع في زوايا المتاحف كتاريخ أليمٍ يحكي القهر والظلم والطغيان...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
سيمون خوري ( 2011 / 2 / 10 - 11:20 )
أخي عهد المحترم تحية لك ، نجاح ثورة ميدان التحرير تفتح آفاق ثورة أخرى في عاصمة أخرى . نتمنى أن تحقق هذه الثورة أهدافها برحيل النظام ورجاله .


2 - أخانا الغالي السيد عهد صوفان المحترم
ليندا كبرييل ( 2011 / 2 / 10 - 14:21 )
الثورة تنتظر عودة أبنائها الأوفياء ، وها قد عدت ، ولو لم تعد لكنا ( سنستقرب ) ونفتح الشبابيك عليك ، لكن الله ستر ، هلا والله ، بعد غيبة قلقنا خلالها عليك ، نحن لا نستطيع أن نملأ ميادين التحرير إلا بوجود كافة الأبناء , حضورك سيدفع صوت الثورة خطوة للأمام فأهلاً بك والحمد والشكر أن رأينا الحرية تطرق أبوابنا . بوركت أيها الوطني المخلص ودمت بخير


3 - اذناب الفساد
على سالم ( 2011 / 2 / 10 - 16:00 )
الاستاذ عهد صوفان ,سلاما عاطرا واتمنى ان لاتتغيب فتره طويله ,لى تعليق بسيط وهو ان عاهل السعوديه وطويل العمر وملك الاردن وامير الامارات يضعوا ضغوط هائله على الرئيس اوباما بان يتدخل لكى ينهى الثوره المصريه ,مارايك فى هذه التراجيديا المضحكه والمبكيه


4 - إلى الأخ سيمون
عهد صوفان ( 2011 / 2 / 10 - 17:21 )
أخي العزيز سيمون
إن ثورة ميدان التحرير ستمتد إلى كافة ميادين التحرير في كل المدن العربية لأنها كرست مفهوم الثقة بالشعب وبدوره في رسم السياسات وتحديد القيادات
نعم هذه أمنية لنا جميعا نتمنى ان تتحقق
اليوم نحن امام مفترق تاريخي اعتقد انه سيغير كتابة التاريخ لأنه مع رفع سقف الحريات سنسمع اصوات المقهورين وكل المثقفين والمفكرين وسنكون امام واقع ثقافي جديد
تحية لك اخي العزيز سيمون


5 - تحياتي
نارت اسماعيل ( 2011 / 2 / 10 - 17:29 )
إلى وقت قصير كنا نعيش بحالة من اليأس وانعدام الأمل إلى درجة صرنا متيقنين أننا شعب متخلف بالوراثة وأن ذلك مزروع بجيناتنا، ولكننا اليوم صرنا نرى الفجر يبزغ بسواعد هؤلاء الشباب وعاد الأمل وعاد الاقتناع بأننا لسنا أقل من غيرنا وأننا نستطيع النهوض من جديد
شكرآ لك أخ عهد وتقبل تحياتي الصادقة


6 - إلى أختي العزيزة ليندا
عهد صوفان ( 2011 / 2 / 10 - 17:33 )
عزيزتي ليندا اشكرك على كلامك الرائع وإحساسك الجميل النبيل الذي أعجز عن مجاراته. اتمنى ان تكون الظروف القاهرة قد ولت وأصبحت من الماضي وأنا افتخر ان اكون بجانب الجميع نعمل معا من اجل سعادة ابنائنا واوطاننا
لقد بدأ الأمل يتسلل إلى نفوسنا وبدأت الثقة تكبر فينا جميعا بعد زلزال ثورة ميدان التحرير
الزمن تغير والظروف تغيرت والحياة تبدلت ونتمناها ان تتبدل للأفضل
تحية لك اختي الغالية


7 - إلى أخي علي سالم
عهد صوفان ( 2011 / 2 / 10 - 17:41 )
أخي العزيز علي سالم اشكرك جدا على ملاحظتك وهي توجه طبيعي من هؤلاء الملوك والقادة لأنهم يركبون نفس المركب الذي اختاره مبارك وسقوط مبارك يعني سقوطهم ايضا وان يكن بعد حين
في بلادنا يوجد طغاة ولا يوجد قادة هم لصوص وسارقون والسارق يخاف ضوء النهار لأن الضوء يكشف اعمالهم وفسادهم
وهنا علي الاعتذار عن الغياب القهري الذي لم يكن بيدي ولكني عدت لأكون معكم وبينكم
تحية صادقة لك ايها العزيز


8 - إلى أخي علي سالم
عهد صوفان ( 2011 / 2 / 10 - 17:41 )
أخي العزيز علي سالم اشكرك جدا على ملاحظتك وهي توجه طبيعي من هؤلاء الملوك والقادة لأنهم يركبون نفس المركب الذي اختاره مبارك وسقوط مبارك يعني سقوطهم ايضا وان يكن بعد حين
في بلادنا يوجد طغاة ولا يوجد قادة هم لصوص وسارقون والسارق يخاف ضوء النهار لأن الضوء يكشف اعمالهم وفسادهم
وهنا علي الاعتذار عن الغياب القهري الذي لم يكن بيدي ولكني عدت لأكون معكم وبينكم
تحية صادقة لك ايها العزيز


9 - إلى أخي نارت اسماعيل
عهد صوفان ( 2011 / 2 / 10 - 17:48 )
تحية لك اخي نارت
نعم لقد عادت الثقة للجميع بأن المستقبل يمكن ان يكون جميلا ومشرقا. وخاصة إن تعلم قادة هذه الثورة من دروس التاريخ فلا تقف ثورتهم عند حدود تغيير النظام بل تستمر لتغيير الأفكار والمناهج ومنظومة القيم العتيقة البالية. نتمنى ان تسعى هذه الثورة لقيام دولة مدنية بعيدة عن الدين والأحزاب الدينية دولة علمية تؤمن بالعلم والتطور والديموقراطية
اشكرك مجددا واحييك


10 - الأستاذ عهد صوفان المحترم
سمير سمان ( 2011 / 2 / 11 - 06:36 )
كانت لك مساهمات جيدة وأنقطعت لكنك تعود بصوت مخلص لتدعم ثورتنا جميعاُفي تعليقك رقم سبعة تقول أن الملوكوالأمراء يركبوا نفس مركب مبارك وأنا معك لكني لا أتصور سقوط الأنظمة في بلادهم أو تغييرها لأنها أنظمة عشائرية وأسرية لا دستور ولا قانون يحميها إلا ما يقرره الشيخ أو الحاكم الملك فعلى ماذا اذاً ستستند الثورة .؟لا أحزاب لا برلمان ولا حاجة كيف نتصور مستقبل تلك البلاد في حال قامت ثوراتهم , ؟ سيذهب ملك ويأتي ملك وشكراً


11 - أخي سمير سمان
عهد صوفان ( 2011 / 2 / 11 - 08:15 )
تحية لك أخي سمير سمان
في معظم بلداننا تم تخريب المؤسسات والمنظمات المدنية حتى أصبحت مجرد هياكل أو أسماء فقط وهذا جزء من سلوك الطغاة الذين كان همهم الوحيد الوصول الى السلطة والتمسك بها وهذا لا يتحقق بطلبهم من شعوبهم ان يمتلكوا السلطة الى انقضاء الدهر بل باللف والدوران والخداع وخلق مؤسسات ديموقراطية وهمية تخفي وراءها القبلية والطائفية والمذهبية والتسلط والقهر. نحتاج لقائد أب وأخ ورفيق لشعبه. نحتاج لحاكم يؤمن ان السلطة هي خدمة الشعب والاستماع لأنينه وصراخه. نحتاج مؤسسات حقيقية تخدم الشعب وتعمل لأجله لا ضده
اشكرك يا صديقي واحييك من قلبي
تحية لك

اخر الافلام

.. بلينكن في الرياض.. إلى أين وصل مسار التطبيع بين إسرائيل والس


.. طلاب مؤيدون للفلسطينيين يرفضون إخلاء خيمهم في جامعة كولومبيا




.. واشنطن تحذر من -مذبحة- وشيكة في مدينة الفاشر السودانية


.. مصر: -خليها تعفن-.. حملة لمقاطعة شراء الأسماك في بور سعيد




.. مصر متفائلة وتنتظر الرد على النسخة المعدلة لاقتراح الهدنة في