الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصيدة : تحولات يناير المعظم

مهدي بندق

2011 / 2 / 10
الادب والفن


تحولات يناير المعظم
شعر : مهدي بندق


أنا راحلٌ ومعي الناسُ
عن بلاد ُيراد لقاهرها الأبدي ِّ
أن ُيحـَب َّ ، وُتحمى كرامتــُه ُ
ولو ظل كل الرجال بلا كبرياء

أنا راحل ومعي الناس ُ
عن بلاد ُيراد لوارثها أن ُتجدد بالمكر بيعتـُه ُ
وتجدد في اللحد ثروتــُه ُ
لتي انتزعت من خلايا الأجنة ِ بين صراخ الجسد
الغلام ُ يشيخ بها قبل أن يتشهى النساء
والصبية ُ قبل تكوّر نهد ٍ على صدرها
تباع بسوق البغاء

راحل ومعي الناس ُ
عن بلاد ُيراد لمن سلسل الخبز معتقلا ً في زقاق التسول ِ
أن تكون الصوامع في يده للأبد
يزحف الخبز بين الخرائب ِ طفلاً يناشد ُ،
يبحث عن أهله ِ التائهين َ،
فيركله المخبرون بأحذية من مسد

إنه الأمر ُ من صاحب الأمر كيف يشاء
يبصق في النهر بلغمـَه ُ، حيث ُ
تلعق بصقتـَه المستدامة َ روما الخليعة ُ،
والنهر ُ يجترع السم َّحينا ً
وحينا ً يقـئ الدماء

من هنا ..
نحن - رمل َ الشواطئِ - قلنا سنرحل من فورنا
إلى ظلمات الثقوب التي تهرس اللحم َ والعظم َ ،
تحت نيوب ِ الفناء

كانت بلادي حليلة َ نبت ِ العرار ِ
فأجبرها عمدة ُ الشوك ِ في قرية الظلم والزور ِ
أن تخالف شرع الإله وشرع البشر
لكي تجتلي في " الدفاتر" فرشا ً سفاحاً
فاجتلت ْ لتنال الأمان الخسيس
وحين أتاها المخاضُ على جذع أمراضها المزمنة
أنجبت ْ بطنـُها الُضبـَع َ الخائنة
ومن ثديها رضع الخازباز ُ اللصوص ُ العسس
الذين على حـِجرها
أشعلوا نار َهم في صليب الكنيسة والمئذنة
فمضت كالضريرة ِ ملتاثة َ الـُلب ِّ ،
تولج الغيم َ في لغة الله حتى
استقال من القول نور ُ الشموس

وطن ٌ ؟! بل خطيئة عمر مضى للهباء
فكيف يجوز الوضوء بحمـّامه ِ ،
والنجاسات ُ مقذوفة ٌ من صنابيره كالرصاصات نحو الرؤوس
وكيف الصلاة تجوز بمحرابه
بعد أن بال َ فيه التيوس
.... .... ....
.... .... ....
فجأة ً
أنت جئت إلينا .. ينايرُ
يا زمهرير الشتاء تحولت دفئا ً سرى في عروق الجليد
كأن الربيع أتى قبل موعده فيغني " فريد ُ " له باسما ً
ويدق على عوده فتصيح الجماهير ُ: أطربنا
وأعد لحنك الحلو يا سيدي من جديد

وطن ٌ ؟! أم يناير ؟
بل هما واحد ٌ في ندى البعث يغسلنا
فاغتسلنا من الرأس حتى القدم
وانتفضنا نحدق في وجهك العربي ِّ الوسيم
القيامة أم ..
أنت من هذه الأرض ِ جئت َ بأسرارها
لتمحو َ كابوس هذا الزمان اللئيم ِ
وذلَّ المكان المقيم ِ ،
ووجه الدنايا الدميم

أيُّ ريح ٍ ُرخاءٍ ُحملت عليها
فالتقيناك نحن العراة على ساحل الكون ِ
ماذا لدينا وماذا لديك ؟
لنا دهشة ُ الرمل ِ والطــْود ُ لك
لنا سبسب ُ القفر ِ والسيـْلُ لك
لنا ما لنا
إنما المـُلك لك

يناير ُ .. يا أيها العبقري ُّ ويا شاعرا ً بالسنا يتهجد
أتيت إلينا وكنا على وشك الانتحار
فما أن رأيناك حتى نسينا قرار الرحيل الفرار
وفي سرعة البرق عدنا إلى شارع البرق ِ
والرعد ُ صوت ونحن الصدى
أو الصوت نحن ورعد المجرات خلف النشيد الممجد
بلادي بلادي
خذينا
وصبي مياهك فينا
ينابيعها أنت ِ والتوأمان ِ: يسوع ُ وأحمد

بلادي وأنت البدايات ُ أنت الغداة ُ وأنت الصلاة ُ
وأنت القـَبول ُ وأنت الحقولُ وأنت الكنوز ُ
فمدي لنا الدهر َ والنهر َ والجهر َ
لنكتب ما قد شهدنا وما سوف نشهد
وهاتي مدادك من قلبنا لا يجف ولا يتبدد
فإن نفاد البحار يجوز ُ
ولكنما ..
حبنا ليس ينفـَد
حبنا ..ليس ينفذ
















التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مهدي بندق شاعر يناير المعظم
علاء مصطفى الديب ( 2011 / 2 / 10 - 09:40 )
هذا هو الشعر الذي ينتزع من القلب الدمع ويغسل الروح ويشعل النفس حماسة للغج المشرق كل هذا دون لجوء للمباشرة التي تخفض من قيمة الجماليات ، وما أروع قول الشاعر الكبير مهدي بندق

أيُّ ريح ٍ ُرخاءٍ ُحملت عليها
فالتقيناك نحن العراة على ساحل الكون ِ
ماذا لدينا وماذا لديك ؟
لنا دهشة ُ الرمل ِ والطــْود ُ لك
لنا سبسب ُ القفر ِ والسيـْلُ لك
لنا ما لنا
إنما المـُلك لك

بخ بخ فما أجملك يا شغعر يناير المعظم


2 - يناير المعظم
هنية حمدان ( 2011 / 2 / 10 - 09:58 )
بكيت وأنا أقرأ هذه القصيدة الرائعة في مضمونها وشكلها الفني المحكم البناء. فهل يجرؤ أي انسان أن يتكلم بسوء عن أبطال يناير وهم الشعب المصري بشبابه وشيوخه ورجاله ونشائه وأطفاله ، بكتابه وشعرائه ؟ مزيدا من هذه القصائد يا شعراء مصر لتشعلوا أرضها وسماءها بالنار المقدسة التي تحرق الطغاة والفاسدين الذين أذلوا الشرفاء وجوعوا الأطفال وانتهكوا الحرمات . نعم هذا هو يوم القيامة كما قال شاعرنا مهدي بندق


3 - دور الشعر في المعركة
عبد العظيم عدوان ( 2011 / 2 / 10 - 15:43 )
تمثل هذه القصيدة العظيمة دور الشعر في المعركة الدائرة الآن بين قوى الطغيان والغدر وبين الشعب المصرى بكامل طوائفة وفئاتئه . النصر قادم لا شك فيه ز وعاشت مصر وعاش شعبها العظيم


4 - رحيل حسني مبارك
عبد العظيم عدوان ( 2011 / 2 / 10 - 18:22 )
لحسن الطالع إن هذه القصيدة النبوءة جاءت في نفس الوقت الذي تشهد مصر فيه استعداد
. ألطاغية حسني مبارك للرحيل
مبروك يا مصر . مبروك يا شاعر يناير

اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا