الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موت الأحزاب

زياد أبوالهيجاء

2011 / 2 / 10
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية


المخلوقات التي لازمت حياتنا لعقود أو لقرون , يتطلب نعيها وجنازاتها ودفنها وقتا طويلا , لايقل عن سنوات , فما زالت الصحافة الورقية مثلا في مرحلة النعي منذ عدة سنوات , ويكابر معظم رعاتها بالنفي في محاولة لتأجيل التشييع والدفن ,وبالرغم من الموت السريري للكتاب المطبوع, بعد الولادات الماضية في تطور سريع ومذهل للكتاب الالكتروني , فما زال المكابرون ينظرون لخلود الكتاب المطبوع . ويبدو أن الأزمة الاقتصادية العالمية ومايميزها من شح في السيولة المالية , تسرع أكثر في خطى المشيعين للصحافة الورقية وللكتاب المطبوع , فلا مجال للمقارنة بين كلفة المنتجات الاعلامية والثقافية الالكترونية , وبين تلك التي تحتاج الى الورق والحبر والكهرباء والتقنيات المكلفة.

الجديد في عالم موت مخلوقات ومنتجات ألفناها , هو موت الأحزاب , وهو ماتكشفه بشكل واضح ثورتي تونس ومصر , بغض النظر عن ملابسات الشرارة الأولى واختراقات أليات العمل وتدخل القوى الدولية والاقليمية, فقد بدت الأحزاب التونسية والمصرية في حال من الذهول والتخلف والقصور عن تحرك هائل انطلق من المواقع الاجتماعية على الشبكة العنكبوتية , وهي مواقع كان معظم السياسيين يأنفون المشاركة فيها باعتبارها صبيانيات تحط من هيبتهم.
ومثلما توفر البدائل الالكترونية لمنتجات الاعلام والثقافة الكثير من المال والوقت والجهد , فان ظهور الطلائع الالكترونية كقوى حقيقية للتغيير , ستوفر الكثير على الأحزاب والتنظيمات السياسية التقليدية , فمن الممكن الاستغناء عن بيروقراطية تشكيل التنظيم ومصاريف ادارته وحركته , بالعمل من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والحوار والصحافة الالكترونية ورسائل البريد الالكتروني .
ثمانية عشر ألف متفرغ على ملاك الحزب الدستوري التونسي , ومئات المقرات وملايين الدولارات , لم تصمد أمام عمل شبه مجاني قام به شباب تونس من أجل التغيير , وأموال الحزب الوطني في مصر ومسؤوله التنظيمي الملياردير أحمد عز , تمكنت من رعاية عملية تزوير ضخمة في انتخابات مجلس الشعب الأخيرة ....وكانت نتائجها عكسية , ونجحت مجموعات شبابية باشعال الثورة التي تشهدها مصر اليوم .
في الساحة الفلسطينية يبدو التجاوب سريعا , فهاهي فتح وحماس , تجربان تبادل الثورات عبر الانترنت , وتظهر تجمعات الكترونية فلسطينية جديدة يصعب توقع تأثيرها.
وفي جميع الأحوال , فان موت العمل الحزبي التقليدي , يفرض تحديات جديدة , وقد يكون من المناسب أن تبادر حركة فتح الرائدة الى استبدال مفوضية التعبئة والتنظيم بمفوضية الكترونية , وبما يتناسب و حقيقة الفقر المالي الذي تعانيه الحركة , فهل نسمع قريبا عن مفوض للفيس بوك ومفوض لتويتر؟ وهل تصبح البطولات تقاس بعدد زوار موقع الكتروني ما؟ وهل يسقط الشهداء خلال مواجهات الكترونية عاصفة؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. على خلفية احتجاجات داعمة لفلسطين.. مواجهات بين الشرطة وطلاب


.. الاحتجاجات ضد -القانون الروسي-.. بوريل ينتقد عنف الشرطة ضد ا




.. قصة مبنى هاميلتون التاريخي الذي سيطر عليه الطلبة المحتجون في


.. الشرطة تمنع متظاهرين من الوصول إلى تقسيم في تركيا.. ما القصة




.. الشرطة الفرنسية تطلق غازاً مسيلاً للدموع على متظاهرين متضامن