الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورة الانترنت فى مصر

أحمد سوكارنو عبد الحافظ

2011 / 2 / 11
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


إن ثورة الانترنت التى انطلقت فى مصر فى 25 يناير 2011م تعتبر أول ثورة شعبية تشهدها مصر، ثورة أشعلتها الوسائل التكنولوجية والمعلوماتية الحديثة التى يتقنها شباب هذا العصر. لم يتوقع أحد أن يثور المصريون الذين طالما تحلوا بالصبر خلال السنوات الماضية. من الواضح أن القائمين بهذه الثورة شباب متعلم على دراية بالتكنولوجيا الحديثة ويتواصلون ببعضهم البعض من خلال الفيسبوك والتويترز. لقد كنا نظن أن هؤلاء الشباب يضيعون وقتهم فى عمل غير مفيد وكثيرا ما تحدثت إلى شباب الجامعة عن عدم إضاعة الوقت فى الشات والاستفادة من المعلومات الأخرى التى تتوفر فى الشبكة العنكبوتية التى تمددت خيوطها لتلتف حول أعناق أصحاب الثروة والسلطة. لقد فشل الإعلام الرسمى فى تشويه هذه الثورة الشبابية ومن ثم أدى إلى ازدياد حماس الشباب الذى اتخذ مواقف متشددة. تجدر الإشارة أن استخدام الأساليب القديمة فى التعامل الاعلامى مع الأزمة أسفر عن فشل واضح فى تشويه سمعة المتظاهرين ونجح فى التفاف المشاهدين حول القنوات الأخرى. كما إن لجوء البعض إلى أساليب البلطجة أتى بنتائج عكسية حيث أطاح بالتعاطف الذى عبر عنه البعض بعد سماع خطاب الرئيس عقب تفاقم الأحداث فى القاهرة وبعض المحافظات.

من الملاحظ أن أعلامنا المرىء سواء الحكومى أو الخاص سعى إلى تشويه المتظاهرين فى ميدان التحرير. فمنهم من قال إن هؤلاء يجتمعون فى هذا المكان لتناول طعام كنتاكى وأن هنالك من يقوم بتوزيع الحشيش على الموجودين. الغريب أن هذا الكلام سرعان ما تبين عدم دقته حين أمعنا النظر فى الوجوه التى تتنقل داخل الميدان. صحيح يوجد بعض المنتمين إلى الأخوان غير أن كل فئات المجتمع ممثلة فى هذا المكان. الغريب أن تلفزيوننا لم يشر إلى تواجد شخصيات معروفة مثل عمرو موسى أمين عام الأمم المتحدة وعمار الشريعى الموسيقار المعروف ولاعب الكرة المعروف نادر السيد والفنان خالد الصاوى وغيرهم. هل سيصدق المشاهدون إذا قيل لهم إن هؤلاء ذهبوا إلى ميدان التحرير لتناول الطعام؟

لقد فشل التلفزيون المصرى فى كسب ثقة المشاهدين خلال تعاطيه مع الأزمة منذ اندلاعها.
فالتلفزيون المصرى يأتينا بمنظر لكوبرى قصر النيل أو سطح المتحف المصرى مما ضلل بعض المشاهدين لدرجة أن احدهم جاء لزياراتى قائلا إن الميدان بات خاليا من المتظاهرين فقلت له ما هى القناة التى شاهدنها فقال إنها قناة النيل أو الفضائية المصرية. التقطت الريموت للتنقل إلى قناة العربية أو البى بى سى العربية أو الحرة أو الجزيرة مباشر لنجد المتظاهرين ينتشرون فى الميدان. هذه التصرفات الهستيرية من قبل الإعلام الرسمى أفقدته ثقة الجماهير التى صرفت النظر عن هذه القنوات التى تجيد الفبركة واتجهت إلى قنوات أخرى.

من المؤكد أن الشعب المصرى كان يكن عاطفة خاصة تجاه الرئيس مبارك الذى عرفه كأحد قادة حرب أكتوبر 1973م حيث لعب دورا مهما فى انتصار الجيش المصرى فى هذه الحرب على اعتبار أنه كان يقود قواتنا الجوية ثم تحمل مسئولية البلاد فى ظروف صعبة بعد اغتيال الرئيس السادات فى عام 1981م لكن ما يعيب الحكومة السابقة أنها اعتمدت على الوسيلة الأمنية للتعامل مع الأزمات الجماهيرية. وبالإضافة إلى ذلك فإن انتخابات مجلس الشعب فى 2010م شابها تزوير فاضح فى بعض الدوائر الانتخابية وانتهت نتائجها بسقوط أقطاب المعارضة من أمثال حمدين الصباحى وسعد عبود وعلاء عبد المنعم ومحمد العمدة وكذلك سقوط كل مرشحى جماعة الأخوان المسلمين. وقد تبين أن أحمد عز أمين التنظيم السابق يعتبر مهندس الخطة التى شوهت الانتخابات مما أدى إلى تآكل شعبية النظام وأدى إلى الاحتقان والغضب الذى استبد بنفوس الناس الذين أصيبوا بالإحباط واليأس من عدم تغير الأحوال وصعوبة تحقيق الأحلام. لعل الخطاب الذى ألقاه الرئيس فى يوم 28 يناير بعد جمعة الغضب أحدث انقساما فى وسط الجماهير حيث عبر البعض عن تعاطفه مع الرجل الذى عمل من أجل مصر فترة طويلة غير أن البلطجية أتوا فوق ظهور الجياد والجمال وظلوا طول الليل يلقون بالأحجار والمولوتوف على رؤوس المتظاهرين. وهذا الحدث جدد الغضب فى نفوس المتظاهرين ومن ثم أدى إلى زيادة أعدادهم.

لابد أن يعترف الجميع أننا أمام ثورة شعبية قادها الشباب وهذه الثورة التى اتسعت رقعتها لتعم سائر أرجاء المحروسة لها مطالب واضحة تتمثل فى تأسيس نظام سياسى جديد. وفى ظنى فإن الوقت قد حان للحفاظ على هذا الوطن قبل أن تنهار أركانه ومؤسساته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استعدادات دفاعية في أوكرانيا تحسبا لهجوم روسي واسع النطاق


.. مدير وكالة المخابرات الأميركية في القاهرة لتحريك ملف محادثات




.. أمريكا.. مظاهرة خارج جامعة The New School في نيويورك لدعم ال


.. إطلاق نار خلال تمشيط قوات الاحتلال محيط المنزل المحاصر في طو




.. الصحفيون في قطاع غزة.. شهود على الحرب وضحايا لها