الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كالفرق بين غادة عبد الرازق و نوال السعداوي

لمى محمد
كاتبة، طبيبة نفسية أخصائية طب نفسي جسدي-طب نفسي تجميلي، ناشطة حقوق إنسان

(Lama Muhammad)

2011 / 2 / 11
الادب والفن


إن العبارة المناسبة لما حدث هي (شي بيجلط القلب) و التي من تفسيراتها العلمية: خثرة دموية تسد أحد الشرايين القلبية ، و من تفسيراتها العملية: الخطاب رقم ثلاثة الذي ألقاه رئيس مصر السابق "مبارك"..خلال أيام الثورة المصريّة.

إن التفسير المنطقي الوحيد لهذا الخطاب ( التاريخي) هو أن صاحبه لا يعلم شيئا عمّا يدور خارج قصره (كالمعتاد) أي أنّه في برجه العاجي يتابع ما انتقي له من الأخبار، و يعتبر قناة "الجزيرة" عدواً فلا يشاهدها.

تفسيري ذاك دفعني إلى التساؤلات التالية:
ماذا يفعل رئيس مصر السابق في يومه الكهلي المتصابي؟
كم مرة يجتمع مع حاشيته، وعمّ يسألهم؟
ماذا يعرف عن أبناء شعبه، و هل يعلم أن "اللحمة " في قاموس غالبية المصريين حلم و طموح؟
ما اسم كاتبه المفضل، و هل قرأ الأدباء و الشعراء الذي حلّ غضبه عليهم؟
هل يحسن تصفح (الانترنت)، و هل يعرف كيف يستخدم (الفيسبوك)، أم أنه ترك الحداثة لولي عهده؟

أسئلة كثيرة، و شائعات كبيرة طرقت مخيلتي المذهولة بعد سماعي لذلك الكلام المترهل.. و بعد مشاهدتي لمقاطع التأييد و المعارضة على (اليوتوب) و اطلاعي على تعليقات الأطراف جميعها على (الفيسبوك).. لفت نظري المستوى المادي و الثقافي للمؤيدين، حيث يقبع الجناح المؤيد – على صغره- تحت غطاء الراحة المادية و العقلية، ليصبح همه الحقيقي استتباب ذلك الأمن المزيف القائم على أنين الجائعين و ذل الشرفاء.


كتب أحد المؤيدين للنظام المباركي:
(بابا حسني..مش دي"شريهان " ال.. اللي دعمتها و خلتها تتعالج على حسابك..يا للأسف يا خونة خربتو مصر.)

لا أعلم لماذا ذكرتني الفنانة (شريهان) بوجهها الحزين الذي عانى في حربها مع مرض السرطان، و صوتها الهادر- يسقط يسقط حسني مبارك.-.بشائعة مقتل "سعاد حسني" و التي عزمت أن السندريلا كانت تريد كتابة قصة حياتها المتعلقة برئيس مصر السابق "مبارك" و ب "صفوت الشريف" أحد أفراد الحرس القديم في الحزب الوطني المصري.، مما دفع النظام المباركي إلى قتلها.. سألت نفسي ما الذي يدفع "شريهان" للمعارضة؟

و كتب آخر :
(مش مهم يغور "خالد يوسف" مادام "غادة عبد الرازق" القمر معانا)

و "غادة عبد الرازق" احدى الممثلات المصريات ..والتي أطلت في سيارتها الفخمة ترفع صورة مبارك ذكرتني بلقاء -عرّفني بها- لم تعرف فيه الدكتورة نوال السعداوي، و أعتقد أنّ هذا السبب لوحده – بغض النظر عن السيارة (الفول اوبشن) هو الذي يفسر انضمام غادة و أمثالها إلى الشبعى المطالبين بالاستقرار الآني.


أما ما كتبه المعارضون للنظام سواء أكان خاطرة أو( خبراً)، فقد كان بهياً جميلا، يلعن قبح الغربة و ذل تواريخ مخزية، و يفتح معبر رفح:

- وكالة ناسا الفضائية وافقت على وضع اسم سالي زهران التي استشهدت في مظاهرات مصرعلى إحدى المركبات المتجهة إلى المريخ تكريماً لها. (سهى رحال)
- في بلادنا أشياء عجيبة؛ أن تأكل وجبة كنتاكي فأنت أداة لأجندة خارجية، وأن تمتنع عن أكل الكنتاكي مقاطعةً فأنت عميل لجهة خارجية داخلية، وأن تفتح صفحة في الفيس بوك فأنت عميل خائن... لكن هذا كله لا يقطع رفع (لا) في وجه من قالوا (نعم) ... صباح الخير أيها العملاء الشرفاء.( محمد سليم).

-جنون العظمة.. هو الحاكم . (عبيرعلي)

-تصبحون على حرية و أمل متجدد. (جميل يونس)


الفرق بين الأنانية و الحب.. كالفرق بين قتل الثورة المصرية و استمرارها، كالفرق بين الشبعان حد التخمة و الجائع حد الذل.
الفرق بين المؤيدين للنظام المصري المتداعي و المعارضين له كالفرق بين غادة عبد الرازق تطلّ من سيارتها(الفول أوبشن) السوداء، و بين الدكتورة نوال السعداوي تهتف في وسط ميدان التحرير:

ثورة .. ثورة حتى النصر.

أيها المصري قد مضت سنين و أنت تخاف.. من صوت الجوع، من (دروشة) طفلك، من ذل مرضك، و حتى من الموت إن هو طرق باب أحبتك -على أيدي رجال الأمن-.. لا تجد ثمناً للكفن.
أيها المصري قد مضت دهور و نحن نخاف من تاريخ مذل يحكمنا، جغرافية متسرطنة تنهشنا، رياضيات تسبقنا، ومن أديان تفرقنا.

ردّنا.. ردّنا إلى أزمنة النصر المغيّبة خلف القباب، و فوق السحاب.. ردّنا إلى وطن لنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من الذي قتل سعاد حسني
فادي يوسف الجبلي ( 2011 / 2 / 11 - 12:24 )
مما دفع النظام المباركي إلى قتلها..
.........................................
هل لديك ادلة على ان النظام المباركي قد قتل سعاد حسني
.....................................
والى هيئة تحرير الحوار المتمدن
هل تدققون في المقالات قبل نشرها
كيف تنشرون مقالة في اعلى صفحة الحوار تقول كاتبتها ان النظام المباركي قد قتل سعاد حسني من غير ان تكلف نفسها بألاتيان بدليل من حرف واحد يثبت ادعاؤها
ألا يؤثر هذا الموضوع على مصداقية الموقع


2 - مبارك
نجيم كملي ( 2011 / 2 / 11 - 13:51 )
الطغاة لا يرون و لا يسمعون فشاه ايران المقبور لدى عودته الأخيرة من زيارة خارجية الى ايران و كانت الثورة الشعبية الايرانية مشتعلة راى من نافذة الطائرة شوارع طهران غاصة بالجماهير فسأل أحد ضباطه ماهذا ؟ فأجابه الأخير انه الترحاب الشعبي هكذا الطواغيت لايفهمون لا يقرأون لا يسمعون و حسني مبارك لا يحيد عن هذه القاعدة


3 - الديكتاتورية تخنق 00 الديكتاتورية تقتل000
جابر حسين ( 2011 / 2 / 11 - 13:59 )
قرأت المقال واعجبني , سعدت به جدا كعادتي عندما أشهد المرأة في الصفوف الامامية في معارك الحياة , تؤشر لنا بالغد الآتي الجميل , تربي فينا الأملوتقوينا امام الطغيان وعسفه 000
أتعرفون من قتل مارلين مونرو وعبد الحليم وسعاد حسني وخوجلي عثمان فنانا العظيم في السودان ؟ أنها الديكتاتورية التي تناضل ضدها الكاتبة في إشاراتها الذكية لأجل تثوير الجماهير حتي يتحقق النصر للشعوب الذي حتما سيأتي 0


4 - تحية لشهداء الذين رفعوا اسم مصر
سامي المصري ( 2011 / 2 / 11 - 19:03 )
الدكتورة لمى الفاضلة، لقد وصل حال الأسى بالشعب المصري في عصر مبارك الأسود أن الأطباء المصريين كانوا يُجلَدون بالسعودية. الشعب المصري الذي بنى كل الدول العربية كان غريبا في بلده بينما صار السعودي والأجنبي مالك للأرض والمصنع والأعمال في مصر، يطردون المصري من عمله ويحجمون أجره. أوائل بشائر النصر العظيم هو أن تقوم وكالة ناسا الفضائية بوضع اسم سالي زهران شهيدة الحرية على إحدى المركبات المتجهة إلى المريخ. هذا هو موقعك أيها الثائر المصري العظيم، في عنان السماء وضعت اسمك بمبادئك وقيمك وأخلاقياتك. أتذكر ما قاله عبد الناصر بعد ثورة 1952 -ارفع رأسك يا أخي فقد مضى عصر الاستعباد-. ورفع المصري رأسه حتى أحناها له السادات باجتذاب الوهابية. فحتى بعد النكسة لم تنحني؛
تحية لشهداء مصر الأبرار الذين أعلوا اسمها للسماء
مع تحياتي البالغة للكاتبة العظيمة؛


5 - فنان الشعب مع الشعب
ابو محمد الحلفي ( 2011 / 2 / 12 - 18:30 )
الاخت الفاضله تحيه احترام واكبار الى شباب مصر ام الدنيا
تعلمنا من الشيخ امام كيف نغني ويكيف نرفض تعلمنا من الشرقاوي كيف النضال تعلمنا من محمد منير كيف نكون مع الناس تعلمنا من نجيب محفوظ الحته المصريه تعلمنا من يوسف ادريس دروس في حياة الكريمه وتعلمنا من الدكتور نوال السعداوي ان المراه هي اصل الحياة وهي تعلمنا في وجودها مع الشباب في ميدان التحرير كيف يكون الشيوخ شباب ويغيرون الحياة ولا يهم من ما تؤمن به غاده وباي سلطه تطمئن هل ترضى بان يكون اهل العشوائيات من ابناء ام الدنيا في هذا الحال وهي وابن الدكتاكتور في نعيم لايهم من افكار غاده مادام اهرامات رجع بريقها شبابها البار لتعود مصر حاضره بحضارتها لتنشر ثقافة الحب والفن والجمال


6 - ثورة تثير الذكريات
يوسف ابو شريف ( 2011 / 2 / 15 - 09:37 )
رحل مبارك ـ
سألتني زوجتي بحزن :ـ هل انتهت الثورة؟
قلت لها : على الارجح انتهت, اليس الامر مفرحا؟
ــ بلى يا حبيبي , ولكن اهل ميدان التحرير(حيوحشونا) هؤلاء الذين امضينا الليالي الجميلة نسهر معهم. نبكي على شهدائهم, نشد من ازر جرحاهم , نغضب من جلاديهم , ونبحث عن طرائفهم, الحياة الجديدة التي اهدونا اياها لايمكن لنا الا ان نحزن على فراقها
محزن ان ينتهي مسلسل جميل , و هذا اجمل مسلسل مصري من بين المئات التي تابعتها
لقد نشأت على صوت امي في السبعينات تدندن اغاني الثورة والانتصارات المصرية وهي تعمل في المطبخ وتنثر رائحة الاغاني الجميلة بهارا تبهر به الطعام
وانا على الربابة باغني ..جينا يا سينا باسم الله باسم الله ... ابنك يقولك يا بطل هاتلي انتصار ... فكنت احس بان تلك الاغاني تحولت الى عنصر جميل يدعم كريات الدم البيضاء والحمراء والبرتقالية في عروقي
يوم جمعة الرحيل اتصل بي اخي الاربعيني باكيا
ــ حبيبي افتح على قناة الجزيرة اسمع اغاني ماما
كانت الاغنية تدوي في الميدان وتعيد الى شراييني حيويتها
الله اكبر باسم الله باسم الله
جينا يا سينا..ـ
شكرا اهل ميدان التحرير

اخر الافلام

.. الكاتب علي الموسى يروي لسؤال مباشر سيطرة الإخوان المسلمين عل


.. بيت الفنان الليبي علي غانا بطرابلس.. مركز ثقافي وفضاء إبداعي




.. العربية ويكند | جيل بايدن تقود الرئيس بايدن إلى خارج المسرح


.. سهرة لبنانية بامتياز في كازينو لبنان مع النجم سعد رمضان والف




.. العربية ويكند | ترمب يغادر المسرح وحيدا بعد مناظرة بايدن..