الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حضارة العقل وجهالة النقل ...؟

مصطفى حقي

2011 / 2 / 11
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


الفصل دينياً : كما أنتم يولى عليكم ، وفي الأمثلة : الطيور على أشكالها تقع ، وكيف يمكنك أن تحصل على رأي موحد لشعب 40% منه أمي جاهل والبقية تائهة تعلمت الكتابة لتتوظف ، وتعلمت القراءة حتى لا تقرأ ، وتؤمن بحفظ ما يملى عليها وترددها آلياً وحتى بدون فهم ، ويزداد سرورها عندما يتواجد فيها من يهتف بعبارة منمقة ليرد الجميع وراءه العبارة ذاتها ، وهم في أوج سرورهم وفرحهم ، وأكثر من الكثير الذين يندفعون عاطفياً اندفاع القطيع للمشاركة في مظاهرات وهم لا يفهمون تلك الشعارات المرفوعة ولا التي يرددونها وحتى الحرية لا يعرفون معناها وانها بنظرهم مطلقة وغير محدودة إلا في نطاق الدين والعبادة ، وان شعوبنا مثقفة بثقافة الهتاف عبر الماضي وكفهمهم للحرية أي ثقافة نقلية تاريخية تعود الى ماقبل 1400 من الأعوام وحاليا عبر الفتاوى الشرعية وما يشاهدونه في الفضائيات والتي أغلبها مسيسة وموجهة للانقياد العاطفي لشعاراتها وتوجهاتها وبتقليد ببغائي كما يرددون وهم نائمون وأطيعوا الله ورسوله وأولي الأمر منكم ..وكما يفتي شيخ السعودية في هذه الأيام بوجوب إطاعة ولي الأمر وعبادته ...! وبالنتيجة هل يمكن إقامة دولة حضارية وبكل معنى الكلمة بواسطة مظاهرات غوغائية وبواسطة جماهير جاهلة حتى العظم ، قد يتغير الحاكم ، بل سيتغير ، ولكن هل تتبدل ثقافة الدولة من عالم ثالث إلى عالم أول ، والتي لم تصل إلى تلك الأولية إلا بعد تضحيات عظام وعبر قرون طويلة والتضحية بالملايين من شعوبهم وآخرها ضحايا الحربين الكونيتين الأخيرتين والتي تجاوزت الخمسين مليوناً من البشر ، وتدميراً واسعاً في المباني والممتلكات الخاصة والعامة ، ان واقع الشعوب العربية هو واقع بدايات الشعوب الأوربية والتي تعود إلى أكثر من خمس قرون . قد يسألني سائل : وهل السكوت عن ظلم الحكام لشعوبهم وبشكل جائر ونحن نسمع بثروات مرعبة لأولئك الحكام هو الحل .. وألا يحق لتلك الشعوب برغم مآسيها أن تحتج على الجور اللاحق بها بمظاهرات على الأقل ، ألا يحق لها أن تنفث عن كبتها ولو بمظاهرات وهتافات ..؟ وأرد على نفسي : من حق الشعوب المظلومة وحتى العظم وعبر ديكتاتورية إسلامية وفاطمية وأيوبية وعثمانية على امتداد أكثر من 1400 عاماً من حقها أن تحتج وتتظاهر عبر مجتمع مهلهل ومازال في العربة الأخيرة من قطار التقدم والحضارة وفي كافة المجالات الاقتصادية والسياسية وفي مجال التقدم العلمي .. قد تحصل هذه الشعوب على وقف للتوريث وعلى تحديد مدة الرئاسة لنفترض على أن لاتتجاوز المدة الثمانية سنوات كما في أمريكا.. وسيمر بذلك النفق الرئاسي جياعاً يصلون إلى ذروة الغنى والثراء في نهاية تلك المدة القصيرة ، ثم يأتي رئيس جديد وجائع أيضاً وتستمر المسرحية ، والشعب يزداد تكاثراً عشوائياً ويتضخم الفقر والبطالة وملايين الجياع ، وينزلون إلى الشارع بشعاراتهم وإلى يوم يبعثون هذا إذا لم تقفز تلك الشعوب إلى مرتبة شعوب العالم الأول أو أن تعود القهقرى إلى العالم الثاني الرائع ...وليسود شعار كما أنتم يولى عليكم ، والشعوب على أشكال حكامها تقع ..! وأترك الأخ أحمد بسمار ليعيد تعليقه كما علق على مقالي السابق وهو يقول سمعت نداءك.. لأنني بعيد عن وادي الطرشان..
لأنني أقرأ باستمرار, ولا أستطيع التخلص من هذا المخدر الناعم
الـحـوار المتمدن...
ليس عندي,أي اقتراح أو حـل, طالما شعوبنا المنبطحة المخدرة بكلمات القرضاوي وغيره من بائعي الجنة, يحثون هؤلاء المساكين على النكاح ثم النكاح..ثـم الصلاة والإنجاب ثم الإنجاب... وربهم يتولى توزيع الفقر والفقر على الـغـلابــة!!!
تحديد النسل؟ .. من يلفظ هذه الكلمة في المجتمعات الإسلامية.. يسحل..يقتل.. وتـجـر أذياله الكلاب النابحة.. لأنه كفر... كفر بأقوال الرسول والرب والشريعة...لهذا نحن محكومون بالفقر والجهل والجهالة من فوق ومن تحت يا صديقي.. ولا تأمل أن نتخلص يوما من فقرنا وعاداتنا وتقاليدنا... ننتظر كل شيء من السماء.. ومن أوامر تجار الدين والسلاطين وما شــابـه. لهذا لا تكتب.. ولا تنصح.. ولا تصرخ... شعوبنا نائمة كلها من زمن طويل طويل.. في وادي الـطـرشــإن.
ستقول لي هذا شعب تونس..قد استيقظ وانتفض... هذه قصة عويصة أخرى.. بانتظار بدايتها الحقيقية ونهايتها..............
أطلب منك أن تعذر كلماتي اليائسة هذا المساء... هل تتابع آخر أخبار الانتفاضة المصرية من محطة ^الجزيرة^ القطرية؟ لآ نسمع من هذه المحطة التخديرية سوى بيانات أساتذة في الشريعة..نعم في الشريعة!.. وليس أساتذة في العلوم السياسية,بالرغم من وجود الآلاف منهم في مصر.. ولا مسؤولين في جمعيات حقوق الإنسان.. لا نرى سوى مناظر الفوضى والعسكر.. ولم نسمع حتى هذه الساعة من هذه المذيعة المحجبة صوت مفكرين أو مطالب عن حقوق الإنسان في هذا البلد الكبير...
وتريد يا صديقي إلغاء دروس الدين في بلادنا؟!
أفكارك جيدة صحيحة كاملة واعية ضرورية.. ولكنها مع الأسف أمل وحلم أفلاطوني بحت.. يا صديقي الرائع...نحتاج كما ذكرت لك إلى مئات السنين من إرادة جدية لإصلاح وبناء فكري وخاصة إلى فصل الدين عن الدولة بشكل دستوري كامل.. حتى نبدأ بتحقيق أحلامك.. بالإضافة أن عامل الزمن والأحداث يفجرا هذه الآمال بكل تحديث وحداثة...ويزيدا من تشاؤمي الإيجابي يوما عن يوم.مع مزيد المرارة والأسف,
ولك مني دائما كل مشاعر الصداقة والاحترام..وأطيب تحية مهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة (تم) وأضيف على رؤيا الأخ أحمد ، عندما تتحضر عقول شعوبنا والقضاء نهائياً على النقل المسيّر لتلك العقول ووأدها في وادي النسيان .. عندها يمكن أن نصل إلى حضارة وفهم شعوب العالم الأول وحكوماتها في ظل حرية الإعلام والصحافة وحرية الرأي والرأي الآخر ، وحرية العقل ونبذ النقل ..لننهي مقالنا بتعليق للسيد مينا الطيبي :
رسالة الى كل مصرى ان يعلم ان البرادعى ماهو الا وسيلة لوصول الأخوان المسلمين الى حكم مصر ويستغلون طيبتة وكهلة لحين وصولهم الى الحكم ثم يطيحون بة فى اى وقت وتصبح مصر عراق ثانية وربما افغانستان اخرى والدليل على ذلك هم الذين قاموا بأقتحام السجون وتهريب اعضائهم وبقية المساجين لتحقيق هدفهم ولتعم الفوضى فى البلاد وعلينا ان نكون حاذرين لهذا الأمر حتى لا نقاسى من المرار الذى يعيشونة البلاد التى يقيمون فيها . كامران عبدالرحمن
تغيير الشعب اولا .. هو المطلوب .. الحاكم المستبد والمرتزقه من حوله وكل الفاسدين والمفسدين سيتغيرون من تلقاء انفسهم بتغيير الشعب لانه المصدر الوحيد الذي ينبع منه كل هؤلاء الغير شرفاء , اما ان نقطع رأس الحاكم ونحيل المفسدين الى ( القضاء ) ( والذي هو بدوره يحتاج الى احاله الى قضاء دولي نزيه ) لن يحل المشكله وسنبقى ندور في حلقه مفرغه
يذهب طاغوت ويحل محله طاغوت آخر , ومثال العراق حاضر امامنا , ويابخت من استفاد من دروس الغير .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مشاركة مع : مصطفى حقي
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 2 / 11 - 13:01 )
يا صديقي البعيد
قرأت مقالك مرتين. وعدت إلى موقع قناة الجزيرة...
ثم نظرت إلى مئات آلاف الراكعين المبتهلين, يسمعون رجل دين يوجه ابتهالاتهم لمنقذ في السماء يسمعهم.. فاختنقت.. وعرفت أن هذه الثورة لو نجحت بتغيير واجهات الحكم المحنطة. لن تنجح فكريا ولا اجتماعيا ولا سياسيا. وسوف تبدل فراعنتها الحرامية أو المخابراتية, بفراعنة غيبية دينية ابتهاليه اتكالية, لن تغير أي شيء من حياتهم البائسة, سوى زيادة الإنجاب والفقر والحجاب وعزل باطوني بين النساء والرجال.
أين هم الثوريون الحقيقيون؟ أين علماء الفكر والمنطق؟ لا أرى سوى الطرابيش والعمائم واللحى.. وميكروفونات الجزيرة!!!...
يا سيد حقي صراحتك الشجاعة, تفجر حقائق كاملة إنسانية, ولكنها لن تفيدك شيئا سوى سيول من المتاعب والشتائم. ولكنني أشاركك هذا الرأي وهذي المتاعب.
التغيير في بلادنا؟.. وهل نستطيع تغيير جيناتنا؟؟؟!!!
آملا لك ديمومة التفكير الحر والكتابة..ولو كانت صرخة في وادي الطرشان.. وحتى نلتقي...
لك مني أطيب تحية حزينة مهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحقيقة الواسعة


2 - مافيش فايدة
محمد بن عبد الله ( 2011 / 2 / 11 - 13:38 )
شعب مغيّب يقوده مهيّجون متعصبون دينيا أو قوميا يفتقدون كل احساس بالواقع المرير ويحاربون طواحين الهواء

المشكلة الحقيقية هي في التناسل المحموم الذي تسبب فيه عبد الناصر الذي حول شعبه إلى جماعة من المتواكلين ..على الدولة أو على الدين

نظام عبد الناصر المخرّب اعتمد سياسة الرشى للشعب أفقده كل احساس بالمسئولية فالحكومة تتولى التموين والتعليم وليس على الناس سوى التناكح

عبد الناصر خرب عقل هذا الشعب البائس إلى أجيال ولم يحاول أي ممن تولوا بعده اصلاحا حقيقيا

لا أعلم إن كان ما نسب لسعد زغلول حقيقة لكنني أرى أن الحال في مصر ميئوس منها

مافيش فايدة يا صفية...غطّيني وصوّتي !


3 - أمــنــيــة
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 2 / 11 - 17:07 )
آخـر خـبـر
تـنـحـى مـبـارك...
والآن..لمن الدور؟ وما بقية الأحداث؟؟؟
آمـل وأتمنى الحرية والديمقراطية الحقيقية لجميع بلاد المشرق والمغرب...جميعها وبدون أي استثناء حتى يعم ويسود سلام حقيقي عادل...ويعود الهناء لشعوبها حتى تستطيع السير على طريق الصداقة والتآخي مع كافة الإنسانية... أمــنــيــة...
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة


اخر الافلام

.. عقوبة على العقوبات.. إجراءات بجعبة أوروبا تنتظر إيران بعد ال


.. أوروبا تسعى لشراء أسلحة لأوكرانيا من خارج القارة.. فهل استنز




.. عقوبات أوروبية مرتقبة على إيران.. وتساؤلات حول جدواها وتأثير


.. خوفا من تهديدات إيران.. أميركا تلجأ لـ-النسور- لاستخدامها في




.. عملية مركبة.. 18 جريحًا إسرائيليًا بهجوم لـ-حزب الله- في عرب