الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نهاية الدكتاتور مبارك ونظامه

رمضان الصباغ

2011 / 2 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


عندما اغتيل السادات فى 6اكتوبر 1981جاءنا بالصدفة – بعد عملية ترشيح واستفتاء صورية قادها الحزب الحاكم الذىاسسه السادات بعد زيارته للعدو الصهيونى – حسنى مبارك رئيسا ليظل كاتما على انفاس الشعب المصرى حتى الان – 30 عاما – قام فيهابمصادرة الحريات، وتزوير الانتخابات وقهر الشعب المصرى ، وفتح الباب على مصراعيه للعدو الصهيونى لينفذ الى كل المجالات ( سياسية واقتصادية –ا وعيرها ) . كماقام بتلبية كل طلبات الولايات المتحدة الامريكية واقام دولة بوليسية تضخمت فيها قوة الشرطة التى فاقت تجاوزاتها كل الحدود . فاهدرت كرامة المواطن فى الداخل وهانت فى الخارج .وفرض النظام ( التهاوى )قانون الطوارىء طيلة ثلاثين عاما ، وغصت المعتقلات بالمارضين لحكمه ،كما لفق زبانيته التهم للبسطاء والشرفاء وزجوا بهم فى السجون ظلما وقهرا .
وفتح النظام الباب على مصراعيه للصوص الاموال المؤيدين له فصار النهب المنظم للثروة منهجا ،واهدار المال العام والثراء غير المشروع واهدار المال العام والفساد نموذجا ، وتم التزاوج بين المال والسلطة . وليس ادل على سوى مات تكشفت عنه فضائح النظام واركانه من استخدام السلطة من اجل الثراء والنهب وانتشار الرشوةفى اعلى قمم السلطة عند بدء التحقيقات الجارية الان بمعرفة النائب العام بناءا على البلاغات المقدمة من افرد وجمعيات وجهات رقابية وغيرها اضطر النظام الترلانح الى فتحها محولا تهدئة الغضب الشعبى وذلك بعد ان كان لايعبأ بذلك من قبل .
وفى ظل هذا النظام سادت المحسوبية والوساطة . وعم الفساد كل شىء . كما عمل على نشر البلطجة ، وتحالف الامن مع الخارجين على القانون واللصوص واستخدمهم جميعا لترهيب الشعب، وتزوير الانتخابات ،وتهديد الشرفاء والاعتداء عليهم . باختصار صار الشعب محكوما بعصابة تملك كل ادوات الاررهاب والقمع والساطة والمال .
ولكى يستتب الامر لهذا النظام الذى ينتمى منهجيا الى العصور الوسطى قام – بالاضافة الى ارهاب الشعب – بنشر البطالة وبيع المصانع والشركات وتسريح العاملين بها ووقف تعيين الخريجين . ورغم ارتفاع الاسعار الا ان المرتبات زهيدة مما يضطر المواطن – فى اغلب الاحيان – الى القيام بأكثر من عمل حتى يستطيع الحصول على جزء من حاجياته الضرورية ليعود الى بيته مرهقا لينام – فقد كان ارهاق المواطن وجعله يكد طوال اليوم منهجا للنظام لتغييب الوعى وعدم اتاحة الفرصة له للاحتجاج أو حتى مجرد التفكير فيه خاصة مع تشر واستعمال كل وسائل الترهيب والقهر – هذا فى الوقت الذى قام فيه برشوة المساندين للنظام وربط مصيرهم به وجعلهم نموذجا يحتذى .وكان ذلك فى جميع المجالات . فقد كون عملاء له فى الصحافة والثقافة والامن والشكات والمصانع والجامعات والتعليم والصحة والنقابات وغيها فكانت تقدم لهم المرتبا المجزية والبدلات وتناط بهم المهمات وغيرها مماينجم عنها ارقاما فلكية وصلت فى بعض الحلات الى الملايين ، وقد كشفت البلاغات المقدمة للنائب العام ما كان يتستر عليهم النظام ، وان كانت الايام القادمة سوف تكشف الكثير.
ولما كان الحال كذلك ، فقد سادت فى السنوات السابقة حالات الغضب والسخط على النظام من كل فئات الشعب فى صورة وقفات احتجاجية ومظاهرات شارك فيها الاطباء واساتذة الجامعة والمهندسون واالعمال والموظفون والمدرسون والصيادلة وغيرهم . ولكن هذا النظام الاصم لم يفهم ، ولم يستطع ان يرى مايعتمل به الواقع ، وعاش فى عجرفته وغيبوبته غير عابىء بكوارثه الفادحة مما اعماه عن تقدير ما سوف يؤدى اليه غضب شعب ضاقت به السيل وفاض به الكيل . ورفض ان يقدم اى استجابة حقيقيةلاى من طلبات المواطنين ؛ سواء كانت مطالب اقتصادية او اجتماعية فئوية , او تتعلق بالديمقراطية وحية التعبير وكرامة المواطن .
كان هذا حتى جاء الخامس والعشرين من يناير وانطلقت الثورة الشعبية العارمة مطالبة بتسقاط النظام برمته، وتحقيق العدالة الاجتماعية ،واستعادة كرامة المواطن المصرى وحريته ،والقضاء على الفساد . ولكن النظامالاصم وفاقد الحس وعلى رأسه ( مبارك ) ظل يتعنت ضد الثورة والثوار وأطلق كلابه ضدهم من الاعلاميين المرتزقة والصحافة الحكومية برؤساء تحريرها متبلدى الحس والتليفزيون والاذاعة ليتم فاصل من التضليل والكذب من جوقة عبدة اصنام النظام الحاكم . وكان التشويه المتعمد واختلاق ادعاءات ساذجة وكوميدية تؤكد ان هذا النظام فقد عقله بل فاقد الاهلية ولايعى مايدور حوله .
كما أطلق هذا النظام المسعور اجمزة القمع والبلطجية والخارجين على القانون ضد المتظاهرين فى محافظات مصر ليسقط الشهداء والجرحى من شعب يقوم بظاهرات سلمية لايحمل اسلحة وكل مايقوم به هو هتافه ضد الظلم والقهر . قام بذلك رغم افتضاح امره وادعاءاته وادانته من كل الشرفاء فى الداخل والخارج .
واستمر النظام بقمعه للمتظاهرين وباعلامه المضللضد الثورة الىان صار سقوطه وشيكا ، فبدأ رأس النظام الملتصق بكرسيه فى تقديم بعض ماكان يطلبه الثوار محولا الالتفاف علىمطالب الشعب الجذرية . ولكنه كنظام فاقد للادراك كان يأتى متأخرا فالشعب لايريد من النظام بعض الفتات بل يريداسقاط النظام والتخلص منه ومن كل مايتصل بحقبته البغيضة وعلى رأسها مبارك واعوانه .
ما يريده الشعب هو اسقاط النظام ومحاكمة مبارك واسرته وجميع الوزراء السابقين وقيادات الحزب الوطنى وحل الحزب وحظره ومصادرةامواله ومقراته . ومحاكمة مزورى الانتخابات ورئيس مجلس الشعب والنواب الذين وصلوا للمجلس بالرشوة واستخدام التزوير والبطجية ومحاكمة قيادات الشرطة وضباط التعذيب والترويع ، ومساءلة المحافظين ومحاكمة من استغل سلطاته للتربح او قهر المواطنين ومساعدة النظام الحاكم المترنح ورموزه بأى شكل وبأى صورة .
اقامة حكومة مؤقتة (حكومة تصريف اعمال ) تشرف على تسيير الامور فى الفترة الحاالية . والغاء الدستور وتشكيل لجنة لصياغة دستور جديد لدولة مدنية علمانية وجمهورية برلمانية يكون المسئول فيها امامالشعب ومجلس الشعب هم الوزراء ورئيس الوزراء أما رئيس الجمهرية فيكون دوه شرفيا ومحدود الاختصاصات وبذلك تنتهى حقبة الظام الرئاسى الدكتاتورية ،وحل مجلسى الشعب والشورى والمجالس المحلية ،واقامة انتخابات نزيهة باشراف قضائى وفق القائمة النسبية
وهكذا يعود الحق للشعب ويتم تداول السلطة ويصير العمل العام خدمة وليس أداة للقهر والسلب والنهب .
تحية للشعب المصرى العظيم وللشهداء الذين دفعوا من دمائهم ثمن الحرية وللثوارالصامدين . وعاش كفاح الشعب المصرى

أ.د. رمضان الصباغ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تبلغ نهائي يوروفيجن 2024 وسط احتجاجات على مشاركتها ب


.. كيف سيتعامل الرئيس الأميركي المقبل مع ملف الدين الحكومي؟




.. تساؤلات على إثر إعلان الرئيس الأميركي وقف شحنات السلاح الهجو


.. نشطاء أتراك أعلنوا تأجيل إبحار سفينة مساعدات إلى غزة بسبب تع




.. محاكمة ترامب في نيويورك تدخل مراحلها الحاسمة| #أميركا_اليوم