الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثقافة التغيير بين القبول والرفض.. الشعب يغيير والرئيس والحاشية يرفضون

أحمد صقر

2011 / 2 / 11
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


الأستاذ الدكتور / أحمد صقر- جامعة الإسكندرية
لا ينكر أحد أن ما يحدث علي الساحة المصرية حقيقة أقرتها كافة فئات الشعب مع اختلاف مستوياتهم الثقافية ’ بل وصل الأمر إلي تفهم كافة الفئات البسيطة ممن لم يحملون درجات علمية جامعية إلي فهم ما يحدث الآن علي الساحة المصرية , وتخطي الأمر حدود مصر ووصل إلي جل أرجاء المعمورة . ولكن .. وهنا تستخدم كلمة ولكن ليس كما استخدمت من قبل من أجل إلغاء ما قبلها أو التحفظ عليه ,ولكن هنا تعني أن النظام هذه المرة هو الذي يرفض قبول ثقافة التغيير , ليس من منطلق أن الشعب علي خطأ لا يعي خطورة ما يحدث أو أن الأخطار تحدق بالشعب .. لا , هذه المرة تعني ولكن أن قلب الرئيس والحاشية وأصحاب المطامع وبمعني أدق ( أسس الفساد )في مصر هم الخائفون علينا لأننا – كما ظنوا – بحاجة إلي كبير يرعانا – كما أوهمونا عقود طويلة- ... لا هذه المرة أدرك الشعب ماهية ثورة 25 يناير 2011 فهي ثورة بالشباب وللشباب تكتمل عندما يتشكل برلمان شعبي من الشباب الواعد وليس من المتسلطين الذين تربوا في أحضان فاقدي الضمير والأخلاق ,تكتمل الثورة عندما تتشكل أحزاب من الشباب المدرك لخطورة هذه المرحلة دون إقصاء كافة الكبار من رجالات السياسة المحترمين ,وإقصاء المستفزين من المنتفعين الضالين المضللين .
سخر الرئيس من قبل من الذين شكلوا حكومة ظل , وما اتعسها من سخرية أكدت أن الفاسدين والبطانة المارقة هي التي اعمته بهذه الأكاذيب ,ووصل به التعالي إلي وصفهم أنهم مجموعة تلعب وعلينا أن نتركها تلعب في نبرة استعلاء مستفزة وفي تحقير غريب لا ينم إلا عن شخصية تعاند ثم يتبع ذلك في مناسبة لاحقة ليعلنها في كبر وخيلاء أنه حاصل علي دكتوراة في العناد ؟؟؟ وصل الحال بهذا الرجل إلي اصراره علي ممارسة السياسة التي مارسها من قبل الظلمة والظالمين من ديكتاتورية العالم القديم والمعاصر , وهو علي اصرار ومكابرة بضرورة أن تنهار كافة مؤسسات الدولة وتتهدم البيوت والجسور وتشتعل الشوارع وتتفجر آبار النفط لكي يتركها في خراب , محققا مقولة المستهترين بمصائر الشعوب : عليه وعلي أعدائي .
ولكن من هم أعدائه ؟ هل هم من وصفهم من قبل طوال عقود ثلاثة بأنهم أبنائه وأن عليهم أن يتحملوا المسؤلية وعليهم أن يصبروا ولا يطالبوه بالمأكل والمشرب والمأوي لأنه لا يملك عصا سحرية تمكنه من تحقيق كل ذلك , ولكن – وتستمر كلمة لكن في الظهور- نكتشف أن العصا السحرية التي اخفاها الرئيس عن الشعب حققت له ولأسرته الملايين من الدولارات هو ومن معه من كبار السارقين الذين لا يعرف لبعضهم أصل ولا نسب هل هم مصريون أم أبناء القردة الخنازير ؟؟؟
يا لعجب العجاب .. مصر التي في خاطري.. وعظيمة يامصر.. ويا حبيبتي يامصر .. ومصر هبة النيل .. وكل الأغاني الجميلة التي ابكتني وابكت أولادي وزوجتي وجعلتنا نشعر , بل ونتيقن أننا أصبحنا في أعلي درجات العزة والرفعة بين شعوب العالم المختلفة , فقد قادتنا الثورة المعلوماتية – التي ارادوا بها قتل أحلام الشباب – إلي أن نصبح جامعة ثورية ستعلم كافة شعوب العالم الساعية إلي التغيير , ولكن ؟ أين الحاشية والظلمة والجلادين ومعهم زعيمهم , الذين لا تتحرك مشاعرهم حيال شعب مصر الذي حرم عقودا طويلة من أساسيات الحياة الكريمة .
لذا عليه أن يقبل وحاشيته ثقافة التغيير , بل وفي ظل هذا التعالي فعليه أن يمتثل اليوم أو غدا إلي ما سوف يقرره الشعب ولن يكون كريم. أصبح شعبنا يعي وبحق معني ثقافة التغيير في ثورته السلمية البيضاء التي نحرص - بعد أن يتنحي ويحاسب من قبل الشعب –علي ألا تتلوث بأيدي الخونة واتباع النظام الذين كانوا يظنون ويصدقون في دوام الحال ونسوا أن دولة الظلم ساعة وأن دولة العدل والخير باقية إلي قيام الساعة .
وأختتم كلمتي بحكم تخصصي في العمل الأدبي والنقدي فأقول إن اردتم أن ترصدوا ثقافة التغيير فراجعوا الشعارات والعبارات التي كتبها ثوار مصر ورافعي روؤس المصرين التي تشهدها ميادين مصر ومحافظاتها, وسوف تطلعكم علي دلالات ومعان ومقاصد هي صلب ما تحقق في ثقافة التغيير عند أبناء الشعب الواحد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجبهة اللبنانية تشتعل.. إسرائيل تقصف جنوب لبنان وحزب الله ي


.. بعد عداء وتنافس.. تعاون مقلق بين الحوثيين والقاعدة في اليمن




.. عائلات المحتجزين: على نتنياهو إنهاء الحرب إذا كان هذا هو الط


.. بوتين يتعهد بمواصلة العمل على عالم متعدد الأقطاب.. فما واقعي




.. ترامب قد يواجه عقوبة السجن بسبب انتهاكات قضائية | #أميركا_ال