الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليلةُ هيجان الاحذية!!

صباح زنكنة

2011 / 2 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


بغض النظر عن قناعتنا من عدمها بشأن (الازمة او الثورة)التي اوقدها حذاء الزيدي يوم ودّع الرئيس بوش بقبلة جلدية من مقاس 42 ! لم تكن مفاجأة ان ترفع الاحذية لتلوّح بتصفيق من نوع جديد،تثمينا للخطاب المبارك لمبارك في ليلة الخيبة العربية كما اسماها بعض المصريين!!.
فلغة الحذاء باتت السائد في عصر انهيار لغة المنطق والعقل، بل انها تكشف عن درجة الملل والاحباط التي وصلت اليها الشعوب العربية المنضوية تحت خط الفقر والدكتاتوريات المتلاحقة والمتوارثة، وهي بالضرورة ليست لغة من لايجيد الكلام بل لغة من يرى انه التعبير الوحيد لكشف حجم الامتعاض والسخط تجاه الحكام ووعودهم الجوفاء الخالية المضامين!.
فقبل نحو ثلاث اعوام وفي خضم البهجة العربية التي اجتاحت الاوساط الشعبية بتوديع بوش بحذاء (اعدم حرقا لاحاقا!)وفي صخب اللهوف وراء تمجيد الحذاء ومدحه والتغني به اكثر من التغني بصاحبة!، طالب برلمانيون مصريون بعد تصفيق حاد للحذاء وصاحبه بحاجتهم الماسة الى استيراد هكذا نوع من الاحذية تثمينا لهذا الجهد الجبار! وكأن الحذاء بات الناطق الرسمي لممثلي الشعب او للشعب نفسة! بل سعى البعض الى التفكير جديا بوضع نصب تذكاري يمثل جدارة واستحقاق الحذاء القومي العربي!.. وربما الحماسة دفعت سعوديا يدعى (حسن محمد مخافة) ان يعرض دون تفكير مبلغ 10 ملايين دولار لشراء الحذاء وقد اعترف قائلا: انا لا املك قيمة بنزين لسيارتي!! نافيا مانسب اليه من انه مليونير بل (مديونير)!وانه سيقيم حملة للتبرعات من اجل شراء الحذاء الذي وصفها البعض بانه تاج على الرؤوس!!.
والسؤال الذي سيوجة الى البرلمان المصري بعد ان اصبح للحذاء لغة مستقلة: هل اياديكم على استعداد لتصفق للملايين من الاحذية التي لاح بريق ارقامها في وجه الرئيس؟؟ ام هل يتمكن سعودي من شراء 3 ملايين (جزمة)وتنصيبها في اشهر ساحات السعودية كتذكير بان مصير الدكتاتوريات الى الزوال لامحال؟؟.
فبعد ان كان(حذاء) سندريلا الرومانسي سائدا في الذهان، برزت في العصر الحديث احذية اخرى ولكنها سياسية ناطقة دخلت التاريخ كحذاء خروشوف و انور السادات و منتظرالزيدي .. فاجاتنا تظارات مصر بثلاثة ملايين حذاء شهرت كالسيوف اللامعة في الهيجاء وتعلن ان لغة الاحذية وحدها تخرس المتجبرين وتنحيهم .. ولسان حال كل (فردة) منها يقول :
(قال الحذاءُ فأُسكت الخطباءُ ***هذي لعمري خطبةٌ عصماءُ)!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس.. كتيبات حول -التربية الجنسية- تثير موجة من الغضب • فرا


.. الشرطة الأمريكية تقتحم حرم جامعة كولومبيا وتفض اعتصام المؤيد




.. بصفقة مع حركة حماس أو بدونها.. نتنياهو مصمم على اجتياح رفح و


.. شاهد ما قاله رياض منصور عن -إخراج الفلسطينيين- من رفح والضفة




.. نتنياهو يؤكد أن عملية رفح ستتم -باتفاق أو بدونه-