الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لودامت لغيرك ، ماوصلت إليك *

ربحان رمضان

2011 / 2 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


في مقاله نحو التغيير في سوريا لماذا لم يغضب السوريون يتسائل الأستاذ نجيب الغضبان بلسان حال المتابعين لمجريات الأمور في تونس وفي مصر قائلا : هل نحن أمام حالة مثالية من الوئام والانسجام التام بين الشعب السوري ونظامه، تجعلنا ننحرف بتفكيرنا إلى أننا قد نكون أقرب إلى الحالة "السويسرية" المثالية منها إلى الحالة العربية "السورية" المتردية؟
أعقب بدوري على قول الدكتور الغضبان : " فعلا النظام يدعي ويقول عن نفسه بأنه أكثر ديمقراطية ، ووطنية ، وشعبية ، وتقدمية .. ربما يعني بذلك أنه أكثر دديمقراطية بقليل من الحالة الإيرانية ، أو الليبية .. لأنه وكما يقول المثل : وافق شن طبقة ، والطيور على أشكالها تقع .
ولكونه نظام مستبد فقد ساد الخوف لدى السوريين ، فتلكؤوا عن مجاراة الشعبين التونسي والمصري فلم تظهر في السماء غيوم ، ولم تهطل على الأرض المطر .
الخوف فرض على السوريين السكوت و التلكؤ .. الخوف من الاستبداد ، والقمع الذي جاوز كل حدود الظلم لا يقارن لا بالقذافي ولا بديكتاتورية بن علي ، ولا تشبث حسني مبارك بالحكم ..
سكوت ، وسكون السوريين هو نتيجة تردي حالة المواطن المعيشية إلى مايشبه حالة العدم .

لقد جربت مجموعة من النشطاء بقيادة السيدة سهير الأتاسي أن يشجعوا الهبة المصرية في دمشق فما كان من أجهزة الأمن إلا أن سبقتهم إلى مواقع تجمعاتهم ، وألقت القبض على السيدة سهير الأتاسي ..
جعلوها عبرة لمن تعتبر من مثيلاتها النساء خصوصا وحالات مئات ، بل آلاف الرجال الذين أرهبتهم السلطة بجبروت قوات قمعها و عدم حياءها من المجتمع الدولي ، ومن الشعب ..
يدعي هذا النظام في كل مرة يعتقل فيها معارضين على أنهم اسلاميين ، مثله مثل المبارك المنتهية خلافته ، ذلك فقط ليدلل أمام الرأي العام العالمي أنه يواجه خطر الراديكال والقاعدة ، في حين أن نسبة الأحزاب الراديكالية أقل من أن يوصف في بلد يعج بالاشتراكيين ، والتقدميين الأكراد والعرب ، في بلد ورث إرثا ً غنيا ً في مجال التسامح ، والقبول بالآخر الديني ، حيث أنه ومنذ أن تكونت سوريا الجغرافية لم تكن هناك حروبا طائفية إلا في زمن البعث ، ولم تؤجج نارها إلا حماته ، و قوات قمعه .

المواطن السوري الذي يرى ويسمع ما يجري في المعتقلات السورية من تعذيب وإهانة ، ويسمع عن سادية الجلادين وعن ممارساتهم اللأخلاقية ضد المعتقلين ، ويسمع ويرى أن الكثير من المعتقلين يرغموا على الاعتراف بتهم لم يرتكبوها بالأســاس ، التهم التي وجهت إليهم زورا وبهتانا ً من قبل عيون النظام وعسسها المخبرين الذين يحملوا في قلوبهم الحقد ضد الإنسان وحقوق الإنسان ويتذللوا للحاكم ولأجهزة قمعه كما يتذلل الكلب لسيده .

السيدة سهير الأتاسي خرجت في شوارع دمشق تؤيد ثورة الشعب المصري ضد حكم مبارك ، تم عليها " رجال المخابرات " في شارع باب توما بين الناس ، جروها إلى أحد فروع التحقيق ، قالت عن الحادثة مايلي : ا.. " ..
امرأتان مع "البلطجية، ات"... انتقلوا ومن معهم من مرحلة التهديد إلى الشتائم وتوجيه أرذل الكلمات لنا.. وسرعان ما بدأوا بالضرب..

خلعت إحدى الامرأتين "قشاط" البنطال وركضت وراء الصبايا لتنهال عليهن بالضرب وهي تشتم بكلمات لا يمكنني ذكرها...
نحن نركض.. وهم يركضون ويضربون ويشتمون.. والشرطة حيث مخفر الشرطة في نفس ساحة باب توما.. الشرطة تتفرّج..
ذهبنا إلى الشرطة.. وقلنا أننا نريد أن نتقدم بشكوى... كانوا يتفرجون..
وتتابع قائلة : وبعد مرور بعض الوقت (تقريباً نصف ساعة وربما أقل) دخل رجل بملابس مدنية ومعه اثنين آخرين.. رفض التعريف عن نفسه.. وأغلق عليّ باب الغرفة.. وبدأ بالشتائم.. سمعت كلمات بعمري لم أسمع بها..
كلمة واحدة قلتها وأنا أخرج.. يا لبؤس الشرطة "التي في خدمة الشعب".. أتينا إليها لنشتكي على اعتداء تعرّضنا له في الشارع، وكانت النتيجة أن يتمّ الاعتداء عليّ بالضرب والشتم والتهديد بالقتل داخل مخفر الشرطة!!!!

يا بلدنا يا بلد!!!!!"
ولما السيدة سهير خرجت تقود مجموعة من الناس في شارع العابد تحلقت حولها قوات القمع ذوات الخوذات النحاسية .. وأجبرتها على التوجه إلى مقهى الروضة لتقيم حولها جدارا ً من أجهزة الأمن والمخابرات لتمنع اتصالا بالجمهور من الناس الذين كانوا ورغم مصادرة بطاقاتهم الشخصية يلتحقوا بالتجمع داخل المقهى الشعبي ..
بلدنا الذي قالت عنه سهير بألم : " آه يابلد" .. ليس فيه إلا ديك واحد حدثنا عنه المرحوم نزار قباني ، وكل الشعب إنما هو دجاجات تبيض لتأكل الديكة ..
ديك لم يكن بوده أن يصبح ديك ، لكن أقطاب النظام ، جعلوه ديكا ً من ذهب ، ديكا ً مثقفا ً ، متعلما ً ، تحول إلى مارشال فشابه أباه ، وأصبح الحكم المدني في خبر كان .
وسائل الإعلام المرئية ، والمسموعة ، وكل جرائد السلطة " البعث ، والثورة، وتشرين" تمجد بالديك ، حتى في مدارس الطفال ، ورياض الأطفال ليس هناك إلا ديك ، وقائد واحد يجب ذكره صباح ، مساء ..
وسائل الإعلام لاتكتب إلا عن عن البطولات ، وعن الانجازات ، متجاوزة تاريخ كل السادة الذين حكموا البلد ، من اغريق ، ورومان وتتر .. حتى وقتنا الحاضر .
لكنهم يغضوا الطرف عن مقــــولة يجب أن يفهمها الحاكم قبل الجمهور تقول : " لو دامت لغيرك ، ماوصلت إليك " .
لكن في حالة عدم التجاوب مع المقولة ، ومع مطالب الناس المعيشية والوطنية لن يكون هناك حل إلا بثورة سلمية لن تكون نتائجها بأحسن حال من ثورة بوعزيزي تونس ، ولا مسيرة شعب مصر المليونية .
= = = = = = = = = = = = = = =
* افتتاحية العدد 101 بعد الصفر من الخطوة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رفح: هل تنجح مفاوضات الهدنة تحت القصف؟ • فرانس 24 / FRANCE 2


.. مراسل شبكتنا يفصّل ما نعرفه للآن عن موافقة حماس على اقتراح م




.. واشنطن تدرس رد حماس.. وتؤكد أن وقف إطلاق النار يمكن تحقيقه


.. كيربي: واشنطن لا تدعم أي عملية عسكرية في رفح|#عاجل




.. دون تدخل بشري.. الذكاء الاصطناعي يقود بنجاح مقاتلة F-16 | #م