الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إفرحي دموع أمي مصر عادت

هيفاء حيدر

2011 / 2 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


افرحي دموع أمي ,مصر عادت
عادت مصر
مصر حرة من جديد

لم يكن عمري يتجاوز السبع أو الثماني سنوات ,عندما شاهدت أمي (رحمها الله) ومجموعة من جاراتنا في الحي البسيط حيث كنا نعيش ,يبكين بحرقة ,تحلقن على شكل دائرة اتشحهن بالسواد والشالات البيضاء ,كن يبكين في ما يشبه الحزن المقيم في صدورهن منذ أزمان ,على عزيز غالي,لم نكن نحن الأطفال نفهم ما يجري.
أمي.... مين مات؟
تجيب الجارات واحدة تلو الأخرى: أبو خالد مات ,مات عبد الناصر,مصر راحت ورحنا معها.
أم الدنيا, تجيب أمي : راحت.
مين أم الدنيا ؟
كنا نسأل بحس الطفولة وبراءتها,أم الدنيا ماتت؟؟؟
ويأتينا الجواب: ممزوجاً بدموع أمهاتنا, راحت والله أعلم متى ستعود.
كنا أطفالاً ,وكم استغربنا الجواب وشاركنا أمهاتنا البكاء على أم الدنيا لمجرد إنها أم .
وكبرنا وكبر معنا حبنا لهذه الأم فقدنا أمهاتنا اللواتي ولدتنا وبقينا نحب الأم الكبرى.وننتظر لحظة عودتها تضمنا تحت جناحيها وتجعلنا خيط في ذيل ثوبها الغالي.
يا الله يا أمي
قومي اليوم لتري بعد أكثر من أربعة عقود ,
لقد عادت مصر,عادت أم الدنيا وأعادت لنا الروح وحلاوتها ,الضوء الذي كان في آخر النفق ها قد وصل ونور علينا جميعا"
لقد عشنا يا أمي ,أيام ظلام دامس ولم يفارقني الأمل يوماً بأن الشعب الذي يريد الحياة ,قادر على صنعها مهما طال ليل الطغاة لا بد إنهم راحلون .
لم يكن هناك من علم يرفع سوى علم مصر,كان الراية التي استظل بها الشعب جميعه.
لم يملي عليه أحد ما عليه فعله,من أملى عليهم كان الفقر والجوع,,,,
كان كل ذاك الكم من القمع والظلم والتهميش الذي عانوه والطاغية وزبائنه يجمعون ثرواتهم من قوت الشعب وصلوا حتى سحبهم اللقمة من فم الطفل,
النقص الكبير في الديمقراطية التي نعشقها كما الهواء الذي نتنفسه ,
لم يأبه شعب النيل على ما كانوا سيخسرونه ,حيث كان قليل ما عندهم وكثيراً ما يطمحون إليه,,,,
تلك كانت معادلة الشعب الذي صنعها بدمه وصبره وطول ليله وقوة مطلبه وعدالة ثورته,,,,
معادلة يهمل من خلالها الشعب طغاته لكنه لا يمهلهم كثيراً ولا يعطيهم المزيد من الوقت بالرغم من طول سنوات مكوثهم على كرسي العرش التي ربما اعتقدوا إنها باتت قريبة من عرش السموات السبع وربما أعلى.
لم يفلح أحد في ثني عزيمة الشعب المصري في مطلبه في رحيل رمز الفساد وتوقه للحرية.
اليوم بإمكاننا القول أن فجراً جديداً لمصر وامتنا العربية قد بدأ يبزغ من جديد,لكن ليس على طريقة السيد أوباما ليس على طريقته بتاتاً.هذا الذي خرج علينا بالأمس كي يعلمنا دروسه الفاسدة في الديمقراطية ,دروسه الذي رسب بها قبل غيره في العراق وغيرها.
كان بوده بالأمس أن يعلن بكل صفاقة ما على الشعب المصري عمله وما على الطاغية عمله ولقد نسي سيد البيت الأبيض ,أن هذه مصر أم الدنيا,وأن هذا شعب مصر ,شعب التلامذة الذين بدأوا الجد جد ,تفوقوا على أساتذتهم وكبروا وصاروا رجالاً ولا كل الرجال.
أطلق العنان لنفسه أوباما , حين حاول أن يمس مشاعر المصريين بأن يحاول أن يملي ما اعتقد أن باستطاعته إملائه ,بأن يتحدث عن ضرورة التغيير في مصراستجابة لرغبة الشعب,
الشعب الذي صنع ثورته شبابه وكل أطيافه وفئاته لم يكن ليهمه أوباما كثيراً لأنه كان حليف الطاغية كما هو حليف البقية الباقية منهم الراعي الرسمي لعمليات القتل والذبح بأيدي الإسرائيليين ضد الشعب الفلسطيني.
اليوم نحن العرب فرحين بأن مصر راعية وعينا وثقافتنا الجمعية عادت لتشق لنا من جديد طريق الحرية ,عادت لتحيي تعريف الحرية والوطنية والعدالة من جديد,اليوم بالنسبة لنا هو عبور أكبر من عبور خط بارليف نحو فجر عربي سنفتخر إننا بمقدار توقنا له بات بين أيدينا وليس قاب قوسين أو أدنى.
دموع أمي وجاراتها التي لم أنساهم على مدار أكثر من أربعة عقود ها قد أنصفنا التاريخ وكفكف دموع أمهاتنا الثكالى اللواتي متن حصراً على واقعنا الأليم .
حين كانت تقول لي أمي :انكسرنا اليوم ومات عبد الناصر ,ستعيشون ظروفاً صعبة يا ابنتي بعد اليوم ,نحن ما بيدنا أن نورثكم سوى هذا الفقر الذي نملك وهذه اليد النظيفة .عليكم بالعلم .
وبس تكبروا وتتعلموا رايحين تعرفوا كيف بترجع مصر .
أمي
اليوم ها هي مصر تعود لعروبتها ,وشعبها,وكنف أمتها.
ما أجمل لحظات الحرية وما أجمل شعبك يا مصر
يا بهية يا أم ألطرحة والجلابية
الزمن شاب وأنت الشابة هو رايح وأنت جاية
إذاً زمن يمضي وتطوى صفحة من التاريخ الى غير رجعة
وحاضرُ يصنع لمستقبل سيكون حتماً هو الأجمل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من أجل إجاح الثورة
الحسين المغربي ( 2011 / 2 / 12 - 20:52 )

أريد أن أوجه للثوار نداء صريحا و هو : لا تتركو الثورة يعبث بها الجيش.

لقد ظل الجهاز العسكري المصري طيلة 47 سنة في خدمة النظام الديكتاتوري بعد حرب أكتوبر ، و من الصعب جدا أن نجد عسكريين ديمقراطيين لأنهم إعتبروا أنفسهم طيلة هذه المدة فوق الشعب رغم احترامه لهم.

فحذار ، حذار من وضع الثقة في الجهاز العسكري ، لأن عميد المخابرات -سليمان يستطيع أن يدوخ العسكريين و يقوم بعمله لصالح المخابرات الإمبريالية و الصهيونية.

عليكم باحتلال ميدان التحرير رمز ثورتكم.


2 - حضرة الأستاذ حسين المغربي
هيفاء حيدر ( 2011 / 2 / 12 - 21:23 )
بداية لا بد لنا من أن نعبر عن فرحتنا لكننا في نفس الوقت بالتأكيد سنخاف عليها من عدة جهات قد تكون داخلية وقد تكون خارجية لكن علينا ان لا ننسى ان مؤسسة الجيش المصري بقيت حارسة لهذه الثورة ولو من بعيد وسمعة الجيش نظيفة وكان هو كمؤسسة مضطهد كذلك لكنه جيش اكتوبر والعبور
ويجب ان لا نحاكمه وكأنه جيش التحرير الثوري مواقفه حتى اللحظة جيدة وعلينا الحفاظ على المنجزات التي تمت
اشكر لك ملاحظات المهمة ولك كل التقدير والإحترام


3 - النصر للشعوب
رحيم الغالبي ( 2011 / 2 / 13 - 06:05 )
النصر للشعوب والهزيمه للطغاة
http://m1.ankido.net/index.php


4 - مصر تشق طريق الحرية
سامي المصري ( 2011 / 2 / 13 - 08:25 )
الوالدة العزيزة رحمها الله كان عندها حس سياسي فريد يفتقر إليه الكثير من المثقفين المعاصرين. الكل بكى عبد الناصر يوم مماته وكان شعور عارم باليتم ليس فقط لمصر بل لكل من ينشد الحرية. وجاء اليوم لنفرح وليفرح عبد الناصر وكل أحرار العالم بعودة الحرية لمصرلتشق طريق الحرية أمام كل الشعوب المقهورة؛
شكرا للكاتبة على مقالها البديع ولتحيا مصر حرة ومصدرا لبهجة كل الأحرار في العالم ؛


5 - أشكرك استاذ رحيم
هيفاء حيدر ( 2011 / 2 / 13 - 09:00 )
أشكرك على التعليق الشعار الذي نحيا تحت رايته جميعاً وكل التوفيق لمسيرة شعوبنا المقهورة


6 - أشكرك استاذ سامي
هيفاء حيدر ( 2011 / 2 / 13 - 09:04 )
لقد صدقت القول استاذي الفاضل لقد أعادت لنا ثورة مصر بريق النور في عيوننا نحن جيل لم نشهد على مدار اربعين عاما سوى الهزائم والنكسات حتى بتنا في حديثنا عن المبادئ كالقابض على الجمر واليوم عادت الروح من جديد هذه حتمية التاريخ لكل الشعوب التي تعاني لا بد من بزوغ شمس الحرية مهما طال ليل العتمة
أشكرك على مداخلتك وكل الود لحضرتك


7 - إلى الأخت هيفاء
الحسين المغربي ( 2011 / 2 / 13 - 10:23 )
أشكرك على ردك اللبق و المحترم و أقدر احترام الإخوان المصريين للجيش.

ليس فقط الخوق على الثورة هو الذي دفعني للوم الجيش و لكن مواقفه السلبية خلال أطوار الثورة ، خاصة عند هجوم البلطجية على الثوار في ميدان التحرير و سماحه بمغادرة الديكتاتور مبارك للبلاد.

و أكثر من ذلك أخت هيفاء تورط القيادات العسكرية العليا مع الديكتاتور في نهب خيرات البلاد ، بالإضافة إلى تورطها مع المخابرات الأمريكية و الصهيونية ضد إرادة الشعبين المصري ة الفلسطيني في الحرية و الديمقراطية .

أنا لا ألوب أفراد الجيش الشعبيين الذين قاتلوا من أجل مصر و الذين ينتمون إلى الطبقات الشعبية المصرية ، و إنما قيادات الجيش التي تتحكم في تقرير مصير الشعب المصري منذ 60 عاما.


8 - أستاذ حسين
هيفاء حيدر ( 2011 / 2 / 13 - 12:02 )
معك كل الحق فيما ذهبت اليه وأكثر وأتفهم ذلك من منطلق يوحدنا جميعاً في حرصنا وخوفنا في ذات الوقت على كل ما تحقق ومن هذا المنطلق ذاته نقول أن الجيش حتى اليوم يبلي بلاء حسن كي لا ننسى ان الخطر اليوم بالإنقضاض على ما تحقق كبير وليس بإمكاننا أن نقفز بالطموحات والآمال اكثر من قدرة هذا الشعب وامكانيات استقلالية المؤسسة العسكرية في اخذ مزيد من الإجراءات دون ان تواجه كذلك من يترصد بها من أعداء ليس فقط امريكان وصهاينة هناك بقية تجثم قريبة قد تنتهز الفرص إن أتيحت الأمور لم تنتهي والمسيرة طريقها طويل وصعب مخلفات الماضي ستبقى فترة موجودة في الحاضر المهم أن يظل شعب مصر وجيشه صاحي ويده على الزناد كما نقول
وألف شكر لحضرتك من جديد لتعقيبك


9 - XfQAXCQWzr
Fatma ( 2012 / 8 / 7 - 02:31 )
AFAIC thats the best anwesr so far!

اخر الافلام

.. فولفو تطلق سيارتها الكهربائية اي اكس 30 الجديدة | عالم السرع


.. مصر ..خشية من عملية في رفح وتوسط من أجل هدنة محتملة • فرانس




.. مظاهرات أمام مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية تطالب الحكومة بإتم


.. رصيف بحري لإيصال المساعدات لسكان قطاع غزة | #غرفة_الأخبار




.. استشهاد عائلة كاملة في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في الحي الس