الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نجحت الأنتفاضة المصرية ... لأنها مستقلة وأساليبها مبتكرة

رفعت نافع الكناني

2011 / 2 / 11
مواضيع وابحاث سياسية



لا يختلف اثنان على ان الانتفاضة المجيدة للشعب المصري بقيادة طليعتة الشابة المثقفة قد خطت خطوات كبيرة نحو تحقيق اهدافها باعلان تنحي الرئيس مبارك ... او بصحيح العبارة اجبارة على الرحيل بالرغم من كبرياءة الاجوف وشخصيتة التي اصبحت مثارا للسخرية والعطف في آن واحد . وأكدت ان الشباب المنتفض في ميادين البلاد كافة قد ابهر العالم بحيويتة المتجددة وانضباطة الكبير وسلوكيتة الرصينة وشجاعتة الفريدة التي واجة بها كافة اجهزة القمع البوليسية والامنية والتي تعتبر من اعرق واكبر واوسع المنظومات في هذا العالم . لقد تميزت الانتفاضة باستقلاليتها ووطنيتها ووضوح اهدافها . وبذلك استطاعت وبنجاح وأد مسرحية الاعلام الرسمي القائم على ( نظرية المؤامرة ) من خلال التهم الجاهزة التي تنظٌر على ان الانتفاضة الشعبية تدار وتدعم ويخطط لها من قبل اجندات لعدد من الدول والاحزاب والسفارات ... تبخرت هذة النظرية التي غالبا ما تقذفها الحكومات المتسلطة بوجة كل حركة او نشاط وطني يطالب باصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية تختلف مع رؤى الحكومة وسياستها ، واضحى الاعلام الحكومي مثار للانتقاد والسخرية لما يحملة من خطاب بائس لم يقتنع بة حتى القائمين علية ، لقد اجهد نظام مبارك نفسة خلال الاسبوعين الماضيين لخلق شلة من الاعلاميين المرتزقة لتزييف الحقيقة الواضحة ، والنتائج تجلت بسقوط مدوي لاعلام النظام ورجالة الذين مارسوا سياسة الكذب واخفاء الحقيقة ووقوفهم ضد اردة شعبهم وثورتة الظافرة .

هذا النجاح والتعاطف والالتفاف الواسع لثورة الشباب المثقف ، قابلة من الجانب الاخر العناد والصلف والتحجر وعدم تفهم واستيعاب متطلبات المرحلة التي اعقبت يوم 25 /1 واصر الرئيس مبارك في عدم تخلية عن رئاسة البلاد ، بل انحدر الى استخدامة لكافة وسائل الترهيب والتنكيل واستعمال القوة المسلحة والتي لم تجدي نفعا امام اصرار الجماهير على مطلبها الاول والاخير وهو اسقاط الرئيس ونظامة ، وسقطت ورقة الارهاب الحكومي وما خلفة من ضحايا وخسائر كبيرة ...مما دفع الجماهير المحتشدة في ميدان التحرير والتي قدرت بالملايين الى اتخاذ خطوات وصفحات اخرى اقتضتها ظروف الايام الاخيرة ومنها الاندفاع الجماهيري نحو مقر رئاسة الوزراء ومجلس الشعب ومجلس الشورى والاحاطة بة ومنع المسؤولين من التوجة الية ، مما اضطر الحكومة من ايجاد مواقع بديلة لها خوفا من غضب الجماهير. وهناك اساليب وخطوات اخرى سوف تتخذ حسب الموقف في الميدان وما تستجد من ظروف لاحداث لايمكن توقعها في هذة المرحلة التي تحمل الكثير من المفاجئات . وفي اليوميين الاخيرين لاحت الخطوات الفعلية لبدء العصيان المدني الشامل وبدأت ظاهرة الاضرابات والاحتجاجات في المصانع والدوائر والمؤسسات تطالب بتحسين ظروفها المادية اضافة لرفع شعارات تطالب مبارك بالرحيل الفوري ، ويعتبر دخول الطبقة العاملة وتاييدها لثورة الشعب مؤشر مهم لما تمثلة هذة الطبقة من ثقل في الساحة بكر في نجاح الثورة .

لقد طغت على المشهد السياسي خلال اليومين ( الخميس والجمعة ) مستجدات جديدة تجلت وتكشفت بوضوح وعلانية بعيدا عن الخوف والتردد ... وهي ان جموع غفيرة من المحامين والاطباء واساتذة الجامعات والمفكرين والفنانين والشخصيات السياسية وعدد كبير من منظمات المجتمع المدني ، قد نزلت بقوة لميدان التحرير مساندة لثورة الشباب ومؤيدة لمطالبة بتنحي الرئيس واسقاط النظام بالكامل . كما ان شوارع العالم بمختلف ثقافاتة قد شهدت مسيرات شعبية تأييد لثورة شباب مصر ونصرتها . وبالمقابل هناك شبة اجماع من قبل حكومات العالم بتأييد مطالب وتوجهات الشعب المصري ومناصرة تطلعاتة نحو الديمقراطية والعيش الكريم والتداول السلمي للسلطة . وهناك مؤشر جديد على الموقف الامريكي بات واضحا ، وهو قناعة واشنطن بنهاية نظام مبارك وحتمية سقوطة بسبب انضمام طوائف مختلفة كانت بعيدة عن الميدان من مختلف الطبقات ، ويجب عليها في ضوء هذة المستجدات الاخيرة التعامل مع الاحداث بواقعية ، ولخصت مطالبها بتغيير فوري يحقق اصلاحات ملموسة وجذرية وشاملة ، والغاء حالة الطوارئ . ان هذا الموقف الجديد اربك قادة النظام المصري واخذ بعض اركانة يطلق التهديدات بحتمية وقوع انقلاب من قبل الجيش او استخدام القوة في النهاية ، وتصريح سليمان نائب الرئيس خير دليل على العقلية المخاراتية التي لايمكنها من التعامل مع الواقع الجديد وما تتطلبة المرحلة الجديدة بعد سقوط النظام واركانة . وفي النهاية وكما هو متوقع ... رحل الرئيس وهوى نظامة ومصر امام مرحلة جديدة.

اليوم الشعب المصري وقواة الوطنية امام امتحان صعب ، يجب ان يثبتوا للعالم انهم شعب عريق متحضر وينبذ العنف والطرق غير الشرعية في التفرد واستغلال هذا النجاح الباهر لمصلحة فئة او حزب او طائفة ... ان هذا النجاح قد جير للشعب بكافة قواة الوطنية بقيادة طليعتة الشابة المثقفة الواعية من خلال اصرارة على تحقيق النصر النهائي ... والعالم ينظر لهذة التجربة الثورية بعين الاحترام والتقدير والاعجاب . اذن يجب ان تهيأ الظروف الصحيحة لهذة المرحلة الجديدة والسير بخطى ثابتة نحو الطريق السلمي لتداول السلطة ... نحو نظام ديمقراطي ومدني يحقق العدالة الاجتماعية ويحترم حقوق الانسان وخياراتة ويقدس حرية الرأي والعقيدة من دون ضغط او اكراة من هذا الطرف او ذاك . كما ان هناك التزامات يجب التقيد بها لطمئنة المجتمع الدولي ، خاصة الولايات المتحدة الامريكية ودول اوربا الغربية ودول منطقة الشرق الاوسط ، منها العمل على المساهمة الجادة في صنع السلام والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط ، الالتزام بالمواثيق والمعاهدات الدولية التي لا تسبب المساس بسيادة مصر واستقلالها ، حماية الاستقرار والعبور الامن في قناة السويس لجميع الدول ، الحفاظ على العلاقات المميزة مع الدول الصديقة التي دعمت ثورة الشعب وتنمية المصالح المشتركة ومنح التسهيلات لادامة التواصل لخدمة مصالح البلدين. العمل بفعالية مع المجتمع الدولي لمكافحة الارهاب والتطرف بكل اشكالة وتجفيف منابعة ومصادر تمويلة ، المساهمة الفعالة من خلال دور مصر كدولة لها وزنها في المنطقة والعالم على ارساء اسس الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الإمارات وروسيا.. تجارة في غفلة من الغرب؟ | المسائية


.. جندي إسرائيلي سابق: نتعمد قتل الأطفال وجيشنا يستهتر بحياة ال




.. قراءة عسكرية.. كتائب القسام توثق إطلاق صواريخ من جنوب لبنان


.. عضو الكونغرس الأمريكي جمال باومان يدين اعتداءات الشرطة على ا




.. أزمة دبلوماسية متصاعدة بين برلين وموسكو بسبب مجموعة هاكرز رو