الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بربوكاندا عراقية

عباس داخل حسن

2011 / 2 / 11
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



في مقال سابق تحت عنوان شر البلية مايفتك لم اراهن على مؤسسات المجتمع المدني وعلى لجان التحقيق التي اضعنا تسلسلها لكثرة النصب والاحتيال والسرقة والقتل والمصادرة في العراق ولاعلى القضاء العراقي وفقهاؤه في تفسير مواد الدستور والقانون العراقي للحكومة وصلاحياتها وهيئاتها ومخصصاتها .
راهنت على خلاف السراق ليظهر ماسرقوا من ثروات وامتيازات على حساب الشعب المكلوم بكل نواحي الحياة والمنكوء الجراح على مر السنيين دون ادنى رحمة اوشفقة اوانسانية ، والكل مسؤول طالما تبوء منصب اوتمثيل فئة اوطائفة اوملة من نحل وملل الشعب العراقي وآسف لهذا التوصيف الواقعي الذي فرض على الشعب العراقي عنوة .
اليوم وبعد ماحدث في ثورتي تونس ومصر تسارع كثير من حكام المنطقة وحكام المنطقة الخضراء في العراق خاصة بعمليات فضح لبعض مااستلبوه من الشعب العراقي وايهام انفسهم بتجميل صورتهم او اخفاء نهبهم البشع الذي لايوجد له مثيل عبر التاريخ الانساني ظنا منهم لتجميل بشاعة افعالهم
فتصريح المالكي ومكرمته (بتوزيع ثلاث حصص غذائية الأسر الفقيرة وحصتين لبقية الاسر ) هذا يعني باستطاعت الحكومة ان تمنح الكثير للمواطن قبل وبعد هذه المكرمة من لدن سيادة رئيس الوزراء وعدنا الى مكرمات القائد الضرورة حتى برغيف الخبز والذهاب الى الحمام والعلاج من المرض
وقرر السيد القائد العام للقوات المسلحة السيد رئيس الوزراء بمنح 15 الف دينار عراقي (15 دولار) عدا ونقدا للتعويض عن النقص في الحصة التمونية علما ان هذا المبلغ لايكفي لشراء كيلوغرام من اللحم المستورد والمسرطن والذي يباع في الاسواق العراقية دون رقيب ولاحسيب ومثل كل القررات الاخرى سيزيدون طين خيباتنا فيهم بله وسيغرقوننا بفوضى تخبطات لها اول ومالها آخر من قررات حكومة متعددة الروؤس
اين كانت الحكومة من مفردات البطاقة وهذا النظام المشؤوم الذي وضع في زمن الديكتاتور السابق نتيجة قررات الامم المتحدة في قرار النفط مقابل الفتات ألأولى ان نجد طريقة مشرفة دون امتهان بضمان اجتماعي لكل العراقيين ممن لم يجدوا سبيلا في العمل بالوقت الحاضر او عاجزين عن اعالة اسرهم وبدل ان يسلبها التجار باستيراد كل ماهو فاسد ومسرطن في بلد تبلغ ميزانيته المعلنة 75 مليار دولار وتدع المواطن ياكل مايشاء ويشرب مايشاء ويصرف حسب اولوياته واهتماماته وبحرية اسوة ببقية الشعوب حتى المحدودة الموارد ، دون عبودية البطاقة التموينية التى الغت كل الاوراق الثبوتية وان سلاطين المنطقة الخضراء باتوا يتاجرون بكل شيء وعلى الملأ (وتجارة الولاة مفسده وللرعية مهلكه) .

وفي تصريح اخر لفتى الشاشة حيدر الملا وبالارقام المدموغة بالمهر الميري كشف لنا عن ماهو مسموح من ارقام مخصصات الرئاسات الثلاث والنواب السابقين واللاحقين وكانت من الضخامة لاتصدق في بلد لاتوجد فيه ادنى متطلبات الحياة من كهرباء وماء ومجاري صرف صحي وبنى تحتية مخربة وهروب لمن يقتل ويرهب العراقيين من السجن دون معرفة المتورطين ومن يقف وراء هروب هؤلاء الارهابين
وبالمقابل هذا الوضع المزري يستكثر النائب حيدر العبادي ان يتظاهر الشعب العراقي مشوها المتظاهرين وتلطيخ مطالبهم الانسانية بان جهات دعمتهم بالمال لاجل التظاهر من اجل ارباك المناطق الشيعية وهذا التوصيف الذي اعتذرت عن استخدامه ، يدفعوننا اليه في كل صائحة ونائحة .
احيله الى خطباء الشيعة يوم الجمعة بدءا من السيد وكيل السيستاني عبد الصاحب الكربلائي والسيد عمار الحكيم والسيد مقتدى الصدروالمرجع الشيخ النجفي ذهب ابعد من المطالبة بتوفير الخدمات والمطالبة بالغاء الراتب التقاعدي للنواب المتقاعدين هل من ذكروا من السادة الاجلاء مدفوع لهم مال ؟ ام هم من اعلام وعلماء وقادة الوسط الشيعي وغيرهم الكثيرين
ان بربوكاندات المستفدين من الوضع القائم والحكومة المتحاصصة بكل شيء حتى في الاملاك التي اغتصبها الديكتاتور السابق والعقارات التي شيدت من دماء ومأسات العراقيين استولوا عليها مقرات لاحزابهم وبدل ان تعود مدارس ومستوصفات ودوائر حكومية لخدمة الشعب . بل ذهبوا ابعد من ذلك باستيلائهم على المدارس وتحويلها مقرات حكومية كما حدث في مدينة الناصرية ومدن وقصبات اخرى .
بكل اسف اصبح بعض المتفوهين ، يصمتون دهرا وينطقون كفرا من اجل التشويش وبث دعايات كاذبة على الشعوب واصبح من المؤكد ان النظرة الى الشعوب كسوقة او دهماء او رعاع ، قد انتهى وولى في زمن الانترنيت والفيس بوك ووسائل الاتصال والتطور العلمي ودولة المؤساسات والعدالة الاجتماعية وهي مقياس الحكم الرشيد
اليوم بدات صفحة جديدة تشرق على المنطقة العربية ولايمكن اخفاءها بالرشى والاشاعات والتضليل من قبل الحكومات ووسائل الدعاية الرخيصة من قبل ضعفاء البصيرة والعقل
ممن يسوقون اشاعات واباطيل حول مطالب الشعوب وحقوقها ويربطوها باجندات خارجية هي التي جلبتهم الى سدة الحكم ولازالت نظرية المؤامرة تعشش في رؤسهم لانهم فاقدي الثقة في الشعوب وفيما بينهم
وسيدور الزمن دورته يوم لاينفع فيه مال ولابربوكاندا معلوسة ومملة حد الغثيان من كذبهم وانظروا ماحدث لزين الهاربين ولحسني النحس من مصير بعد ثلاثين عام من الحكم الجائر والصارخ بكل الموبقات
افهموا الدرس على بساطته ... والعاقبة للمتقين

عباس داخل حسن








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات القاهرة بين الموقف الاسرائيلي وضغط الشارع؟


.. محادثات القاهرة .. حديث عن ضمانات أميركية وتفاصيل عن مقترح ا




.. استمرار التصعيد على حدود لبنان رغم الحديث عن تقدم في المبادر


.. الحوثيون يوسعون رقعة أهدافهم لتطال سفنا متوجهة لموانئ إسرائي




.. تقرير: ارتفاع عوائد النفط الإيرانية يغذي الفوضى في الشرق الأ