الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورة مصر انتصرت إذاً من المرشح القادم ؟

محمد حسن فلاحية

2011 / 2 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


وأخيراً وليس أخراً انتصرت إرادة الشعب العربي المصري بعد مرورثمانية عشر يوماً من ثورته البيضاء في إرغام الرئيس محمد حسني مبارك بالتنحي عن السلطة وتسليم مهامه للمجلس الأعلى للقوات المسلحة بهذا القرار أصبحت هذه الثورة ملهمة لبقية الشعوب العربية وبرهان واضح على الخطوة الأولى للتحول نحو الديمقراطية في المنطقة وستخلق مناخاً جديداً لم تشهده المنطقة من قبل بسبب دور هذا البلد الريادي ومكانته الجيوسياسية الفاعلة في المنطقة واختباراً حقيقياً لنبذ العنف والتطرف الديني في المنطقة ومشهداً رائعاً في انتصار عزيمة الشعوب العربية التي لا تقهر أمام الأنظمة وقهرها وتعنتها الإستبدادي المتغطرس .
وهكذا أزيل ثاني ستار عن المشهد الأخير لحكم ديكتاتور عربي أخر كلاهما سقطا في أقل من شهر حيث غادر زين العابدين بن علي السلطة في14 يناير 2011وتنحى حسني مبارك عن الحكم في11فبراير2011 وبقيت ساعة الصفر تدق لذهاب الديكتاتورية الدينية الفاشية في إيران .
فبعد أن بدأ العد التنازلي لملحمة الديمقراطية الحقيقية في مصر وتونس تتبلور شيئاً فشيئاً أخذت الأنظار تتجه اليوم نحو بلدان شرق أوسطية أخرى من الممكن أن تشهد ما حدث في مصر وتونس خلال الأسابع أوالأشهر القادمة إن لم نقل الأيام القادمة وعلى رأس الدول المرشحة لثورات عارمة شبيهة لما حدث في البلدين العربيين هي إيران،اليمن،سوريا،العراق وفي المغرب العربي فالدول الاقرب للترشح للثورات هي الجزائر ومن ثم ليبيا ولعل بلداناً عربية وغيرعربية أخرى قد تشهد ما شهدته مصر وهي تنتظر الثورة لكن ولأسباب سوسيولوجية خاصة للمجتمع هناك وطبيعة الظروف وأليات التغيير التي تطغى على هذه البلدان من الممكن أن تبعدها عن التأهل لمشهد مماثل في الوقت الراهن ولربما في مقدمة هكذا دول السعودية ودول عربية وإقليمية أخرى.
المرحلة الانتقالية التي تمر بها المنطقة تتعرض لأكثر من إجتهاد فالتغيير عبر الإنقلاب تم استبعاده وصارضرب من المستحيل بسبب تغيير طبيعة التغيير ورغبة الشعوب في التغيير عبر الثورة والمهم اليوم في ثورات المنطقة أنها قد بددت المخاوف من فزاعة الجماعات الاسلامية وبُعبُهـا وبقي البديل الديمقراطي هو الأكثر ترجيحاً لدى الشعوب العربية الراغبة في التغيير الديمقراطي .
وأما بشأن الحدث المتزامن مع ثورة الشعب المصري و تحديداً ما حصل في السودان من تغيير فهو لايقل أهمية عما يحدث في منطقتنا من أحداث ولكن طغت على الحدث السوداني تغييرات إقليمية غيبته عن متابعة الإعلام فحصول شعب "جنوب السودان "على حقه في تقرير مصيره عبر استفتاء رسمي وقبول النظام هناك بهكذا تغيير هو عبارة عن تسونامي كاسح لم يأخذ حقه في الدراسة و التحليل ولا شك أن ما حدث هناك يعتبر نقلة نوعية في إرادة شعوب المنطقة عبر استحقاقها في الاستقلال وسيمهد ذلك الأمر أرضية خصبة لبقية الشعوب إما عبر القيام بثورات أو تغيّرات وصراع إرادات لا تقل أهمية عما حدث في مصر.
فالمرحلة الإنتقالية التي نتحدث عنها وهي حركة مطلبية قوية سوف تواجه المنطقة بالتزامن مع ثورات الديمقراطية العربية ستترك بظلالها حتماً على الدول المرشحة للثورات في المنطقة وتحديداً في المرحلة القادمة وقد تحضر بقوة في الفترة الأتية لكن ليس حتماً مشابهة تماماً هذه المرة لما جرى في جنوب السودان بل ستكون مدوية وتحمل معها تغييراً في خارطة الشرق الأوسط الحالية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحرية معنى وجوهر
خالد الجعفري ( 2011 / 2 / 19 - 06:43 )
لقد ظلمنا النظام الحاكم حينما قال أننا لا نستطيع تحمل جرعة الديموقراطية كاملة فشعب مصر شعب مثقف وراقي وما غيب هذا الرقي سلفا ما هو إلا شعور المواطن بأنه غريب في بلده

اخر الافلام

.. تونس: ما مبرّرات تكوين ائتلاف لمناهضة التعذيب؟


.. ليبيا: ما سبب إجلاء 119 طالب لجوء إلى إيطاليا؟ • فرانس 24




.. بريطانيا: ما حقيقة احتمال ترحيل مهاجرين جزائريين إلى رواندا؟


.. تونس: ما سبب توقيف شريفة الرياحي رئيسة جمعية -تونس أرض اللجو




.. هل استخدمت الشرطة الرصاص المطاطي لفض اعتصامات الطلاب الداعمة