الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وعن الديمقراطية

أحمد بسمار

2011 / 2 / 12
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


هذا المساء سيرحل عسكري, وسيحل محله عسكري آخر تحت إشراف مجموعة من العسكريين أصغرهم عمره أكثر من سبعين سنة. غالبهم برع بإدارة الأعمال والشركات والمصارف. إعمالهم وشركاتهم ومصارفهم الخاصة...
أحدثكم.. أحدثكم يا أبنائي عن رحيل محمد حسني مبارك وتولي محمد عمر سليمان مكانه..إلى أجل غير مسمى ولمدة رئاسية غير محدودة.
نتكلم ونصرخ ونهتف يعيش يعيش ويسقط يسقط. نهتف تحيا الديمقراطية. نتغرغر بالديمقراطية. نحلم بالديمقراطية. لدينا مائة تفسير وتفسير للديمقراطية. قرأناها في الكتب الـمـمـنـوعـة في كل بلاد المشرق والمغرب طبعا. ولكن هل جربناها مرة واحدة, وهل عرفناها منذ قرن أو قرنين أو ثلاثة.. أو أكثر. هل نعرف ما هي.. وما هي قواعدها وأصولها وتجاربها التاريخية الملونة عبر ثورات العالم والتاريخ. وبالنسبة لشعوبنا وتجاربنا مع حكومات وحكام وطغاة وأنصاف طغاة, وحتى طغاة كانوا أقرب من الضباع الكاسرة, أكثر من قربهم من أغرب الطبائع البشرية.حتى قتلوا أقرب الناس إليهم (صدام مثلا) في تاريخنا الغير مجيد الحديث.
هل منكم من يستطيع أو يتذكر تجربة ديمقراطية حقيقية صحيحة كاملة دامت سنة واحدة على الأقل في أي بلد عربي, خلال المائة سنة الماضية. أتحدى.. أتحدى أن يصنف علماء التاريخ والآكاديميون (ومن تبقى منهم) أن يذكروا لي عن تجربة ديمقراطية عربية صحيحة واقعية, في غير أشعار وخطب خصيان الحكام وزلمهم ووزراء إعلامهم وكتابهم المأجورين, والذين يخترعون لهم كلمات بالروح بالدم نفديك.. والذين هم نفسهم يطالبون بإسقاطهم بعد ساعتين من إزاحتهم بطاغ آخر.. ويهتفون مع نفس الشعب.. يسقط.. يسقط!!!...
هكذا كنا من أقدم العصور.. ودمنا وحافظت جيناتنا على خنوعنا وحرضنا شيوخنا وملالينا على إطاعة الله وأولي الأمر منا, مهما كان (بلطجيا) وناهبا وسارقا لقوت أطفالنا , حتى يطيح به طاغ آخر ماكيافيللي أكثر منه, إذ أنه تربى بين يديه وحريمه وخصيانه وقصوره وجلاديه. وقد يكون سنينا طويلة كبير جلاديه.
هكذا هم حكامنا منذ ولدنا, ولم نعرف سواهم, وهكذا سيكون. لأننا كما ذكرت لكم في بداية كلمتي, لم تكن لدينا أية تجربة ديمقراطية, ولا نعرف عنها أي شيء..أي شيء!!!...
في بلد مشرقي(خقيقي وليس وهمي) يظن أطفال المدارس, وتردد لهم المعلمة كل يوم أن رئيس البلد هو أبوهم. وهو الذي يطعمهم, وهو الذي يجلب للبيت المازوت والزيت والسكر. وليس والدهم الذي يكدح أكثر من 15 ساعة في اليوم حتى يجلب الزيت والخبز, ولم يتبق معه ما يشتري المازوت ولا السكر...ومع كل هذا تردد المعلمة أن الرئيس هو الذي يزود للعائلة كل شيء. لأن المعلمة إن لم تردد هذا لن تبقى في الوظيفة, ولن تستطيع شراء الخبز والزيت, بلا مازوت ولا سكر.. وقد لا تستطيع شراء أي شيء على الإطلاق, في بلد تزين صور رئيسه كل مكان وكل فراغ.. حتى هذا المساء.
كل هذه الشعوب, لا تحلم بالديمقراطية. لأنها لم تعرفها قطعا.. وغالبا أنها تفكر أن الديمقراطية هي فقط إمكانية الأكل و النكاح والنوم والصلاة خمسة مرات في اليوم.. وهتاف يعيش يعيش.. حتى تطلب منها سلطة أخرى تحمل العصا ليصرخوا وليهتفوا : يسقط.. يسقط.. نريد الديمقراطية...
يتبع..يوما ما...........
وكل انتفاضة.. وأنتم بــخــيــر.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحقيقة الواسعة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ردي إلى الأصدقاء المعاتبين
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 2 / 12 - 11:35 )
استلمت البارحة مساء بعد منتصف الليل وهذا الصباح, عشرات المخابرات وعشرات الميلات من أصدقاء وزملاء في أوروبا, غاضبين صارخين معاتبين, يسألونني بلهجة قاضي تحقيق : ما لك؟ هل أنت زعلان لتنحي حسني مبارك؟ فصمت لأنني أشك أنهم فهموا روح وفحوى مقالتي المنشورة.
يا أصدقائي, أيها القارئ المعاتب. أنا لست نادم على الإطلاق لتنحي حسني مبارك. ولن أندم على تنحي أي رئيس أو ملك أو مسؤول عن أية سلطة في أي بلد عربي.. ولكن يا جماعة.. طولوا بالكم..خدوا صفنة..
من يستلم السلطة؟ وهل فهمتم حقا معنى الديمقراطية.. وهل الوالي التالي باستطاعته تطبيق الديمقراطية؟؟؟
تعلموا مبادئها.. تعلموا مبادئها... بالانتظار...مع مزيد من الوعي والحذر...
ولكم جميعا كل محبتي وتحياتي المهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة


2 - اه يا صديقي
عبدالقادر برهان ( 2011 / 2 / 12 - 12:38 )
ياصديقي العزيز احمد ان صرخاتك اعلاه ليست كلمات انها افرازات ,,,نعم انها افرازات
لاتخصك وحدك فهي تخص اجيالا باكملها واكبت احداث منطقتنا ورات بام عينها جراحات
اهلنا وهم يضحون بكل شئ في سبيل هذه الخدعة التي قدموها لنا تحت اسم الديمقراطية
فنحناجميعا عانينا لكي نعمل على تطبيقها في بلداننا وفق مفهومها الانساني السليم ولكننا
جميعا اصطدمنا بالروح الانانية التي كان يحملها ثوارنا العسكر الذين كانوا ياْتوننا تحت
تسميات كنا نعشقها =حرية ديمقراطيةحقوقالانسان عدالة اجتماعيةاشتراكية واذا بهم
ومعهم زملائهم من السياسيين يغدرون بنا ويثبتون انفسهم على كراسيهم مدعومين من
قبل وعاظ السلاطين من رجال الدين المتخلفين واذا بهم مع زبانيتهم اول الفاسدين
انني اتفهم تماما مشاعر القلق والخوف الذي ينتابك الان فهو ينتابني انا ايضا من ان تنقلب ثورة الشباب في تونس ومصر الى كوابيس حقيقية كما حصل في العراق بعد تولي
العسكر اموره بعد ثوارات حمراء اوبيضاء اوخضراء او بنفسجية ,,وبدلا من ان نتمتع
بمعطيات هذه الثورات هربنا لننقذ جلودنا وعوائلنا من وحوش الحرية واليمقراطية والفوضى
الخلاقة,,,معك بصدق

اخر الافلام

.. -السيد- حسن نصر الله.. رجل عاش في الخفاء وحوّل حزب الله إلى


.. عاجل | حزب الله يؤكد مقتل حسن نصر الله في الضربات الإسرائيلي




.. عاجل | الجيش الإسرائيلي: نحن في حالة تأهب قصوى وهذا ما سنفعل


.. القبة الحديدية تعترض صواريخ في سماء رام الله أطلقت من جنوب ل




.. ‏عاجل | حزب الله: استشهاد حسن نصر الله