الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر : الدم و الحرية أبناء عم !

فريد العليبي

2011 / 2 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


بعد سنوات من النضال الثوري ضد نظام حسني مبارك تمكنت جماهير الشعب في مصر من تحقيق أول انتصار كبير، فقد رحل مبارك و تنحى عن السلطة هذا اليوم 11 فيفري 2011 ، و سرعان ما غنت مدن مصر و قراها أهازيج فرحتها ، و تردد اللحن في دنيا العرب .

النصر الخارج لتوه من بطن التاريخ ، مكتوب بالدم فثمنه آلاف الشهداء و الجرحى و المساجين و المشردين ، الذين لم يسقطوا في الأيام الأخيرة فقط ، و إنما خلال فترة طويلة من حكم مبارك ، الذي استعمل أقسى أشكال الاضطهاد و التنكيل ليحافظ على نفوذه و مصالحه ، و الدم و الحرية كانا دائما أبناء عم .

يضاف هذا الانجاز الكبير إلى ما تحقق في تونس ، لكي يمثل خطوة أساسية على طريق انتصار حركة التحرر الوطنية الديمقراطية العربية ، في صراعها التاريخي ضد أعدائها ، كما يقدم ذلك مساهمة مهمة للثورة العالمية ، في وقت ما فتئت فيه أبواق الإعلام الرجعي و الثقافة البرجوازية تؤكد أن عصر الثورات قد ولى دون رجعة ، و أن التاريخ قد بلغ سدرة المنتهى .

و مثلما حدث في تونس فإن الرجعية التي أخذتها الانتفاضة الجماهيرية علي حين غرة ، مستنفرة لإنقاذ بيتها الذي شبت فيه النيران ، وهي مستعدة للتضحية بمبارك و ألف من أمثاله ، و لكنها لن تسلم سلطتها للشعب على طبق من فضة ، و هو ما يعني أن المعركة ستتواصل بأشكال مختلفة قبل أن يكتب الشعب الفصل الأخير من فصول ملحمته الكفاحية ، و يعزف سمفونية نصره ، لأجل هذا فإن تصوير انتقال الحكم إلىالمجلس الأعلى للقوات المسلحة كسقوط لنظام مبارك هو مجرد نكتة سمجة ، لخداع المضطهدين و إرجاعهم إلى بيت الطاعة .

في العواصم الامبريالية المختلفة تتعالى الآن أصوات حلفاء مبارك السابقين لتحية الشعب العربي المصري على انجازه التاريخي ، بينما كانت تلك العواصم الداعم الأكبر لسلطته خلال عشرات السنين ، و هي مستعدة الآن للنفخ في بذلة العسكر و عباءة الكهان للعبور بمصالحها في مصر إلى بر الأمان ، إنه النفاق الامبريالي الذي لا ينتهي إلا ليبدأ من جديد ، في إنتاج مكرر و مبتذل للسياسة كفن للكذب .

في مصر كتب الشعب صفحة و لا تزال صفحات أخرى بيضاء تنتظر كلماته الفاصلة ، و في زاوية معتمة من المشهد الجاري سيتوافد تجار الثورات و سدنة الظلام على المسرح ، سيقفزون على الركح مشهرين عفتهم ، سيــردد ون المعزوفة التونسية : الرئيس المخلوع و أبناؤه و أصهاره و أصحابه كانوا رأس البلاء ، و قد رحلوا ، و لكننا سنحاكمهم و نسترد الأموال التي نهبوا ، فاطمئنوا ، ستمتلئ قنوات التلفزيون و الصحف و محطات الإذاعة بمرتزقة الكلام ، و باعة الأوهام ، و يبدأ الاحتفال الكرنفالي بانتصار الثورة لكي ينتهي بقتلها ، فهل سيسمح الشعب بذلك ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتهاء الاجتماع الثلاثي بالقاهرة.. و-شرط- لتشغيل معبر رفح| #


.. بعد محاولة حظره.. ترامب ينضم إلى «تيك توك»




.. هيئة البث الإسرائيلية: نتنياهو أبلغ شركاءه في تحالفه أن احتم


.. شرطي أمريكي يعلّق دبوسًا لعلم إسرائيل أثناء تفريقه مسيرة مؤي




.. البطاقة الزرقاء تفضح ازدواجية معايير أوروبا.. ما القصة؟