الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصيدتان إلى مصر

عبدالكريم كاصد

2011 / 2 / 12
الادب والفن


1- ساحة التحرير..
ساحة القيامة



هذه الساحة
يدخلها الناسُ خيمة
الأطفالُ ملعباً
الصيارفة سوقاًً
الجمالُ بادية
الخيولُ ساحة حرب
منْ يمسحُ الدمَ عن عُنُقِ الوردة؟
ويقول للنائم الجميل
"ألا تنهض!"؟


*


انظرْ
المصلّون
حين ينحنون
جباهُهم تلامس السماء


*


ذلك الضرير
القادم إلى الساحة
لا أحدَ يقودهُ
حتى عصاه


*

هلالٌ يأتي
حاملاً صليبهُ
صليبٌ يأتي
حاملاً هلالهُ
والساحة
الساحة
تمتدّ


*

في الساحة
ثمة بحر
وسفائن غرقى
ونوتيّ
يصرخ بي:
"هات يديك"


*

مصر!
مصر!
من أقصى الساحة
يأتي الصوتُ إليّ


*


أمواتنا
عادوا إلى الساحة هادئين
لماذا البنادقُ مشرعة؟


*


افسحوا الطريق في الهواء
طائرٌ يمرّ


*


ماذا يفعل الناس؟
تقول الساحة
وهي تستمع الآن إلى وقع الأقدام
وأغاني المحتشدين
وصيحاتِ الباعة
ودعاءِ النسوة
ومن جاء إلى الساحة ليصلّي
وهتافاتِ الناس
ماذا يفعل الناس؟
تقول الساحة


*


للأمهات
في ثياب الحداد
تشعلُ الساحة الشموع


*


أوه..
ماهذا؟
ألمح وسط الحشد يهوذا
مبتسماً
يتقدّم نحوي..
بباقة ورد


*


أوه..
ما أوهى ضلعي!
داستهُ حوافرُ خيلِ الدهماء


*

هل تكفي أحجارُ الساحة
لكتابة أسماء الناس؟


*

إن لم تذهبْ يا ريّس
فستأتي حتى القطط إلى الساحة
لتهتفَ معنا


*

ذهب مع الريح
- تقول الساحة-
وهي تهتزّ من الضحك





2- من برديّات مصر



المهرج والملك:


حين هرم الملك
ودبّ الوهنُ في أوصالهِ
وكاد أن يتهاوى من عرشهِ
قيل لهُ: تنحّ
وإذ لم يفعلْ
قال مهرّجهُ:
" ماذا لو يتنحّى الشعب!"
لكنّ المعضلة القائمة الآن:
إلى أين؟
وبأيّ وسائط يُنقل هذا الشعب
إلى المنفى؟



مالم يحدث:


لا.. لم يفقدوا عقولهم تماماً
فمازالوا يقولون
إنه لم يمتْ منذ خمسين عاماً
عندما اخترق رصاصُ الحرب..
جناحيه
وهو يطير
كملائكة الله
ولو فعلوا
لاحتلّ إذنْ
حتى أضرحة الشهداء



ذيل:


حين ظهر الملك
ولم يرَ ذيلهُ أحدٌ
صاح طفل:
"ذيل..
ذيل"
كان الذيل
طوله سبعون ملياراً



رحيل:


كم يبدو خفيفاً
ذلك الثقيل
في رحيله








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عبدالكريم كاصد
ظافر غريب ( 2011 / 2 / 12 - 10:31 )
انظرْ
المصلّون
حين ينحنون
جباهُهم تلامس السماء

هلالٌ يأتي
حاملاً صليبهُ
صليبٌ يأتي
حاملاً هلالهُ

وأغاني المحتشدين
وصيحاتِ الباعة
ودعاءِ النسوة
ومن جاء إلى الساحة ليصلّي
وهتافاتِ الناس

قيل لهُ: تنحّ
وإذ لم يفعلْ
قال مهرّجهُ:
- ماذا لو يتنحّى الشعب!-
لكنّ المعضلة القائمة الآن:
إلى أين؟
وبأيّ وسائط يُنقل هذا الشعب
إلى المنفى؟

عندما اخترق رصاصُ الحرب..
جناحيه
وهو يطير
كملائكة الله
ولو فعلوا
لاحتلّ إذنْ
حتى أضرحة الشهداء

عبدالكريم كاصد


2 - تحية من وليد معماري
walid mimari ( 2011 / 2 / 12 - 13:12 )
الصديق الغالي، والمبدع عبد الكريم كاصد:أتابع نبض شرايينك منذ نصف قرن، وها أنا أقرأ وجيب قلبك، وتدمع عيناي من فرح بك.. بعد فرحي بالانتصار التاريخي، غير المسبوق، لمصر.. وأبوح لك بأني حين بدأت بتنظيف مكتبتي من ترهات الورق (بسبب ضيق المكان)، بقيت كلماتك تحتل مكانها جنباً إلى جنب مع النابغة الذبياني، وأبي الطيب المتنبي، والشاعر المبصر أبي العلاء المعري، وعمر أبي ريشة، ومعين بسيسو، وبوشكين، وماياكوفسكي، وبول إيلوار، والحبيب إلى قلبي لويس أراغون، من دون نسيان لوالت وايتمان، ولا لمحمود درويش، طبعاً..
قبلاتي لريشتك الرهيفة!..


3 - إضافة من وليد معماري
walid mimari ( 2011 / 2 / 12 - 13:41 )
أعتذر لنسياني اسم بابلو نيروددا الشهيد، واسم معلمي وصديقي الشاعر عبد الباسط الصوفي.. هل تذكر قصيدة عبد الباسط الصوفي: -مكادي.. أنا والشراع غربة وارتحال- إلى قوله: يقولون: هام بإفريقيا عاشق في ضمير البحار وغاب‏
يغلغل في الأفق أسود كالقار، عُريان يلطم صدر العُباب‏
يطير مع الوهم تركض عيناه ينصل من سد في الإهاب‏
أضاع على الموج أيامه فكان رحيلاً بغير إياب.‏


4 - إلى ظافر غريب
عبدالكريم كاصد ( 2011 / 2 / 12 - 15:12 )
أخي العزيز الشاعر ظافر غريب

شكراً لك على اختياراتك المنتقاة برهافة، ولروحك المتيقظة أبداً للشعر


5 - تحية إلى وليد معماري
عبدالكريم كاصد ( 2011 / 2 / 12 - 15:42 )
أخي وليد

شكراً لك . لقد أرجعتني سنوات عديدة إلى تلك الأجواء الحميمة التي عشناها معاً بدمشق الحبيبة
من ينسى الشاعر عبدالباسط الصوفيّ وابياته الريفية وقصيدته الفريدة: مكادي أنا والشراع الصديق غربة وارتحال، وحمص المدينة التي حملها في قلبه في ترحاله .. حمص التي تربطني بأدبائها ومفكريها وشعرائها الرائعين أوثق الصلات وأنت واحد منهم أيها الصديق المبدع
شكراً لك مرة أخرى


6 - عاشت إيدك
فاهم إيدام ( 2011 / 2 / 13 - 02:37 )
هاذا شعر يا أستاذنا
الشعر هو الكلام الجميل
وهذا جميل، ومصر تستحق

تحياتي


7 - إلى فاهم إيدام
عبدالكريم كاصد ( 2011 / 2 / 13 - 10:31 )
شكراً لك يا فاهم

اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي