الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخط الثالث وهم .... يا عزيزي ياسين

كامل عباس

2004 / 10 / 7
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


نشرت " كلنا شركاء " مقالا للكاتب ياسين الحاج صالح في 3 / 10 / 2004 منقولا عن جريدة الحياة اللندنية تحت عنوان – ماضي الخط الثالث ومستقبله في سوريا – اختتمه الكاتب كما يلي ( إن إحياء الخط الثالث هو الاستمرارالحقيقي لرهان يوسف العظمة قبل 84 عاما ) .
بداية لا أريد من تعليقي على مقال الصديق العزيز أن أضع نفسي بمواجهة هذا الفهم , على العكس أريد تعميقه انطلاقا من رؤيتنا الصحيحة للواقع وليس من الرغبات السياسية .
أستند في تحليلي هذا على جدلية هيغل ومادية ماركس , حيث كل ظاهرة طبيعية كانت ام اجتماعية في لحظة ما يتحكم في حركتها طرفين متناقضين أحدهما يشد الى الوراء والثاني الى الأمام , بالطبع محصلة الصراع هي التي ترسم وتحدد جهة الحركة , وعندما يتغلب أحد الطرفين على الثاني نهائيا تنتقل الظاهرة الى طور جديد وطرفين جديدين وهكذا دواليك . وكل طرف يحوي تناقضات ثانوية تؤثر فيها عوامل داخلية وخارجية , وما هوثانوي قد يتحول الى رئيسي في الطور الجديد .
استنادا الى هذا الفهم أحاول ان أحاكم أصحاب الخط الثالث الذي عبر عن نفسه في أزمة الثمانينات كما يقول المقال .
إبان أزمة الثمانينات كان الطرفان الرئيسيان المتصارعان هما السلطة والاخوان المسلمون ولكل طرف اصطفافاته الداخلية والخارجية . كان المطلوب من الرئيس الراحل أن يصلي في القدس, وكان حكمه ديكتاتوريا, ولكن في ظل نظام عالمي يحتمل الى حد ما وطنية أساسها توازن استراتيجي عسكري , في حين كان البديل أسوا بكل المقاييس , كان المطلوب من القوى الوطنية الديمقراطية الاصطفاف الى جانب الأسد ( بالطبع ليس على طريقة بكداش ) بل بشكل متمايز وهذا الاصطفاف كان يؤهلها لكي تنمو وتصبح ذات شأن عند انتهاء الأزمة .
ماذا جرى على الأرض ؟ التجمع الوطني الديمقراطي بعموده الفقري – الحزب الشيوعي : مكتب سياسي : - رأى ان الصراع هو بين سلطة وشعب والمخرج في إعطاء الديمقراطية للمجتمع ونقاباته وأحزابه .
أما رابطة العمل الشيوعي فقد رأت أن الاخوان ومن وراءهم اسوأ بكثير من السلطة فجمدت شعار إسقاط السلطة وطالبت بنقل البندقية من كتف الى آخر ولكنها مع الأسف الشديد لم تنسجم مع روح تقرير آب الشهير وتصطف بشكل صحيح . بل دعت الى قطب ثالث يخلص الشعب من بين أرجل الجهتين وحددت القوى الوطنية التي لها مصلحة بالقطب الثالث المستقل في ماعرف بدعوتها الى جبهة شعبية متحدة مذكورة فيها تلك الفصائل التي تدعوها اليها .
أخطا حزب العمل في تحديد مكان اصطفافه وأصاب في تحديد اتجاه الضربة الرئيسة .
( أذكر أنني كنت أحمل مداخلة لاجتماع مركزية الحزب الذي نتجت عن مؤتمره والمحددة في 26 آب 1981 جوهرها الدعوة الى الانسجام مع روح تقرير آب والخلاص من وهم الخط الثالث ولكنني اعتقلت صدفة في 25 آب 1981 )
أخطأ التجمع في تحديد اتجاه الضربة الرئيسية لأن القوى القادمة كانت فاشية ولن تعطي ديمقراطية وأصاب في تحديده مكان اصطفافه ضمن فهمه لاتجاه الضربة الرئيسة . والنتيجة خرج الفصيلان منهكين بعد الأزمة .
( عتبي هنا على الأستاذ ياسين وهو المشهود له بموضوعيته كونه لم يذكر حرفا عن الرابطة صاحبة الدعوة الى الخط الثالث . ربما اعتقل من أول حملة على تنظيمه في آذار 1980 وإذا كان الأمر كذلك أحيله الى أرشيف جريدة السفير وما كتب فيها الراحل ميشيل النمري أواخر عام 1980 حول الخلاف بين خط الرابطة وخط التجمع ضمن ملف موثق ومحدد بمقابلات مع رموز من الجهتين ) .
إذا انتقلنا الى الأزمة الحالية والتي يمر بها المجتمع السوري والتي لاتقل عمقا عن أزمة الثمانينات ولكن في ظروف مختلفة كليا . الأزمة الحالية تأتي في ظل نظام عالمي جديد على الرغم من كل سيئاته هو خطوة الى الأمام في سبيل تحرير الجنس البشري ومتقدم على النظام السابق, ولو لم يكن كذلك لما فرض وجوده . في ظل هذه الظروف , الطرفين الرئيسسن هما الاستبداد والديمقراطية .
طرف الاستبداد يقف في صفه قوى عديدة من بينها القوى الأصولية إسلامية أو قومية او شيوعية داخل السلطة وخارجها تريد ان تلعب لعبة الوطنية على طريقة المرحوم حافظ الأسد بعد أن ولى أوانها .
طرف الديمقراطية والفاعل فيه خارجي لم يعد له مصلحة بدعم أي ديكتاتورية ومصلحته مع ديمقراطية بالحد الأدنى تؤمن له اسقرارا لاستثمار رؤوس أمواله , في مقدمة هذا القطب امريكا وقوى عديدة في داخل السلطة وخارجها وبينها تناقضات شديدة .
إين نصطف وبشكل متمايز كي نخرج أقوياء عند انتهاء الأزمة ؟
هل تصح دعوتك يا استاذ لاستيعاب الخارج حيث البديل الوحيد لتغيير يفرضه الخارج . من نحن حتى نستوعب الخارج ؟ . كل القوى محور الخط الثالث التي تشير لها بأخطائها وموروثها الاستبدادي كما تقول بحق مع جماهيرها لا تعادل قوى وجماهير جامع في مدينة حلب . فهل تصح الدعوة لخط ثالث كي يواجه طرفين عندهما من القوة والنفوذ في السلطة والمجتمع الكثير .؟
ختاما أقول لصديقي إن القوانين الاجتماعية تعمل بهمجية اشد من همجية القوانين الطبيعية على حد تعبير بليخانوف وما علينا سوى فهم آلية عملها وكيفية التأثير فيها بما يجنبنا شرها انطلا قا من فهمنا لتوازن القوى على الأرض وحجم ووزن كل قوة , وإن لم نفعل فسنجد نفسنا بعد انتهاء الأزمة أضعف مما نحن عليه الآن .
_ اللاذقية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل قامر ماكرون بحل الجمعية الوطنية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. حل الجمعية الوطنية، سلاح ذو حدين محفوف بالمخاطر




.. كولومبيا تقرر وقف بيع الفحم لإسرائيل حتى وقف الإبادة الجماعي


.. قوات الاحتلال تنشر فرق القناصة على أسطح وداخل عدد من البنايا




.. فيضانات تجتاح جنوب النمسا والسلطات تناشد السكان بالبقاء في ا