الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حلم في ساحة التحرير/ بغداد

شاكر الخياط
كاتب ناقد وشاعر

(Shakir Al Khaiatt)

2011 / 2 / 12
الادب والفن


حلم في ساحة التحرير/ بغداد
ذات ليل كنت عائدا الى البيت..محتدم الافكار التي اتخذت من عقلي ساحة للصراع والجذب والشد.. لم ادر كيف رجعت الى البيت بل كيف وصلت..كنت مطرقا طوال الطريق... وما ان ساقتني قدماي الى حيث يستقر بيتي وافراخي السبعة وبالطبع مع امهم حتى تنهدت قليلا وانا اعدل من هياتي وارتب ما كان مسير الطريق قد اخلّ به ، ولكي ادخل الى باحة الدار معتدلا احمل على جسدي صفة الاب او رب العائلة الذي طالما حلم الصغار باشياء واشياء سيجلبها اليهم بعد حين او عندما يحين موعد اول الشهر..
هكذا كان يحلم الاطفال الصغار..ولقد عرفت بعد عناء البحث عن امور بيتية خالصة كانت اوصتني ربة البيت ان اوفرها عند عودتي...ان الكل يحلم الانسان والحيوان على حد سواء...
الصغار والكبار على حد سواء.. فبينا انا في هذا التعب والضنى ،اوكلت راسي الى صدر الاريكة وكانني اريد ان انام او اسعى الى ان اكون هكذا بعد الغداء او قبله ، لاضير فالامر سيان...
"رايت الناس يتجمهرون في ساحة التحرير- عند نصب الحرية - في الباب الشرقي، كل يرى الاخر صديقه ورفيق دربه وانيس تجمهره، افواج وافواج، تروح وتجيء، اخرى تستقر حاملة بعض اليافطات التي زينتها شعارات لم اسمع عنها او اشاهدها من قبل وكانها جديدة علي وعلى اخرين كانوا يقفون جنبي يرون ما ارى ويستمعون الى ما استمع.. وكنت اقرا كل الذي يمر امامي وقد علقت منها عبارات كثيرة لازلت اذكر منها على سبيل المثال لا الحصر تلك التي كتبت بالخط العريض وبالوان العلم العراقي(( الخبز اثمن من السلاطين)) او اخرى تقول((اموال البطاقة التموينية تبني بلدا افريقيا)) او (( مخصصات المنافع الشخصية للرئاسات الثلاث تسد رمق المتقاعدين العسكرين)) او اخرى كانت عالية وواضحة (( ماحصل في تونس ومصر ليس غريبا على العراقيين)) هذه الشعارات استهوتني كثيرا ورحت اسافر واخطط بعد ان تخفض رواتب هؤلاء كيف سيتحسن وضعي ووضع عائلتي، يمكنني ان اشتري لحمة مثلا اكثر مرات من التي اشتريها الان..وربما سيتعدى الامر الى شراء سمك مثلا كل نصف شهر...شر البلية مايضحك..
نهران والاف الشواطيء والبحيرات والسدود والاهوار وشط العر وشط العجم والخليج الاجربي وامنية ان يدخل بيتي سمك كل نصف شهر..مهزلة ما بعدها مهزلة..ومسكين هذا الشعب الذي عاش وسيموت ولم يتنفس الصعداء لا قديما ولا حديثا ولا مستقبلا... ايقظني صراخ احد الفراخ حتى هممت ان اقطع رقبته بعد ان ابعدني عن هذا الحلم الجميل ...لعن الله الفاسدين.. الا يشبعوا الا يرعووا من الاخرين...الرؤوس تتهاوى تباعا وكأن احدهم قد استلم صكا من رب العالمين فوضه ان يسرق قوت الاخرين.. لعن الله من اسس لسرقة الاخرين ...لعن الله من نام وفي جوفه كسرة خبز من قوت الاخرين..والى ان يحين موعد التظاهرة الموعودة والتي ستطيح بالفاسدين ، ساستلقي في اغفاءة ربما ارى اجمل مما رايت..في حلم جميل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مهرجان كان السينمائي - عن الفيلم -ألماس خام- للمخرجة الفرنسي


.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية




.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي


.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب




.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?