الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نداء إلى ثوار مصر إني أحذركم فاسمعوا

عبدالجليل الكناني

2011 / 2 / 12
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


مصر شرفتنا وأعطتنا درسا بالكرامة وروعة الفكر الثوري الواعي وقدرة المثقف على الحسم حين يكون التحدي . انتهت مرحلة صعبة مرحلة المخاض العسير . إلا أن القادم أكثر صعوبة . فغضاضة الوليد الجديد تتطلب رعاية بالغة في بيئة موبوءة بفيروسات تختبئ في طيات الظلام وسموم تبث بجرعات صغيرة في علب ملونة أنيقة تحمل شعارات الصداقة والمشاركة بالفرح والآمال المغلفة بالمكر والدهاء العظيمين .
الشعب المصري الذي اثبت روعته وقدرته العالية على إدارة الثورة بأجمل صورها . ثورة بيضاء تهدر بصوت أعلى وأقوى من دوي الرصاص والقنابل . ثورة له الشرف فيها وحدة . ثورة أذهلتنا جميعا ورسمت وجها عظيما لمصر وأبنائها . أمامه تحد كبير عليه أن يخوضه بذات الحكمة والوعي والإصرار . كي يجني ثمار الدم والعرق الذي نزفه على ارض مصر .
احذر إخواننا في الإنسانية قبل المواطنة من أفاع دست سمومها الملونة وارى أن البعض قد جعل يتذوقها بحسن نية وصفاء قلب . احذرهم من أن هناك من يتربص بهم لسرقة ثورتهم . بعد أن قرأ سقوط مبارك ونجاح الثورة كما قرأ ذلك الكثيرون من أصدقاء وأنداد ولا أقول أعداء . فثمة وسائل إعلام ودوائر منحرفة تديرها مؤسسات كبيرة مهمتها أن تبدد طاقة الشعوب المتطلعة للحرية والكرامة بخلق تيارات غير واعية تعصف بصورة عمياء لتهدم ما يبني الأحرار . وللأسف فان هذه التيارات هي من أكثر أهلنا حاجة للرقي في مستواها الفكري والمعيشي وهي من أشدهم اندفاعا لإسقاط الأنظمة الدكتاتورية . ولكنها بالخديعة يمكن تحويلها إلى قوى هدامة بتحريف أو حرف وجهتها .
ومن المستفيد ؟ انه من خلق هذه المؤسسات وأدارها ، هو ذاته من تزعزع استقراره الشعوب المتحررة الواعية . اليوم قامت وسائل الإعلام ، هذه ، بالعزف على وتر المشاعر الجياشة للشعب المصري الرائع عزفت بنغمات ساحرة تداخل قلوب الناس التي تنشد حريتها وغدا ستبث ، بعد أن ضمنت تجاوب وانبهار الشعب بها ، ستبث بين النغمات الحلوة نغمات نشاز لتسمم أفكار الطيبين والبسطاء وتستخدمهم أداة لحرف الثورة .
أحذركم يا أهلنا بالإنسانية يا أهلنا بالتطلع للحرية . يا أهلنا بالخير والمحبة والسلام ، أن لا تبتلعوا الطعوم الملونة البراقة . فسمها قاتل . وأناشد الواعين والمثقفين وأبطال الثورة أن دوركم القادم اكبر واشد صعوبة . دوركم في التوعية والإعلام دوركم بالتحذير وبإفهام البسطاء قبل المثقفين بمبادئ الحرية الحقة وبمفهوم الدكتاتورية وضرورة عدم مصادرة أفكار وتطلعات الآخرين . لقد حصلتم بدمكم وعرقكم على كنز ثمين فلا تفرطوا به . أن لا تخوضوا تجربة العراق المرة . التي نجحت فيها وسائل الإعلام وقوى الشر المفسدة في خلق دكتاتوريات شعبية أكلت حقها وحق غيرها وراحت تقتل بعضها وتعزز من قوة أعدائها حين أساءت بجهلها الاختيار ولا تزال ، تسيء اختيار ممثليها ، فاتت باللصوص بدل الشرفاء واتت بالانتهازيين والضعفاء بدل المخلصين والعقلاء القادرين على إدارة البلد . وكل ذلك لم يكن بإرادتها الواعية . إنما بالسموم التي بثها أعداء الحرية وسراق الديموقراطية والذين تتضرر مصالحهم حين تعي الشعوب والذين إذا صار الشعب قوة تمتلك زمام نفسها ستهدد استقرارهم . لذا فهم يعملون بجد ويبذلون كل الجهود الإعلامية والتنظيمية من اجل فتح الثغرات وخلق الفتن ليأكل الشعب نفسه وتضعف قواه الخيرة .
لقد رأيت بعيني البداية التي سينفذون منها بداية ليس لها نهاية إلا إذا حسمتم أمرها بوعيكم وتماسككم . بثوا الوعي في صفوف الناس الطيبين وحذروهم أن لا يتناولوا طعاما ألا من صنع أيديهم . أن لا يقولوا نعم لمن يبث لهم نغماته وان بدت أناشيد تمجدهم . فقط قولوا شكرا ولا تقولوا نعم . نعم قولوها لصوتكم فقط واحذروا . إني أحذركم فالمؤامرة ابتدأت .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحت غطاءِ نيرانٍ كثيفةٍ من الجو والبر الجيش الإسرائيلي يدخل


.. عبد اللهيان: إيران عازمة على تعميق التفاهم بين دول المنطقة




.. ما الذي يُخطط له حسن نصر الله؟ ولماذا لم يعد الورقة الرابحة


.. تشكيل حكومي جديد في الكويت يعقب حل مجلس الأمة وتعليق عدد من




.. النجمان فابريغاس وهنري يقودان فريق كومو الإيطالي للصعود إلى