الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجد الثورة المصرية.. إنتصار لفّ الدنيا بأسرها

عصام سحمراني
(Essam Sahmarani)

2011 / 2 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


تبدو التهنئة من خلف الحدود، قاصرة عن الوصول إلى كلّ مواطن مصريّ شريف، هبّ وانتفض وعمل يوماً بيوم حتى وصل إلى نصر قلّ نظيره عبر التاريخ، وانتفى مثيله في زمننا الحاضر. تبدو التهنئة بعيدة ولو عبّرنا عنها بالكتابة والتلاوة وزخّات الرصاص المبتهج وأصوات المفرقعات العالية في سموات بلداننا العربية، وحصار السفارات المصرية، على الأراضي، بمشاهد الإحتفال يمتزج فيها أبناء البلد بأبناء الجالية وهم أخوة كما كان لا بدّ أن يكونوا يوماً وفرّقتهم الأنظمة المتأمركة واتفاقيات الذلّ الصهيونية.

الشعب المصري بشبابه وشيوخه، بذكوره وإناثه، استفاق وانتفض ودكّ عرش طاغيته، فاهتزّت عروش طغاة آخرين بحواشيهم ومحاشيهم وكروشهم وعقالاتهم وأدمغتهم المتيبسة على فكرة واحدة مليئة بالخضوع والخنوع والمذلّة، والتسلّط والتفرّد والإستبداد. الشعب المصريّ أسقط النظام فتبدّلت عناوين الصحف ومانشيتاتها، واستدعى رؤساء التحرير محرّريها، ليقلبوا لغة الإحتجاج لغة انتصار.

تلك هي التهنئة التي ندلي بها اليوم للشعب المصريّ، ومن قبله الشعب التونسي الذي افتتح المسيرة واسقط النظام كما يجب أن يسقط منذ زمن طويل. تهنئة ملؤها التفاؤل باستكمال المسيرة الداخلية المصرية عبر نشر الحريات وإسقاط الفاسدين والعتاة في كلّ أنحاء البلاد، واستعادة مكانة مصر المشرقة كمركز أساسي للفكر وتجدد الفكر في شتّى الميادين. وتهنئة ملؤها الأمل، بل اليقين، باستعادة مصر لدورها الإقليمي الكبير؛ الدور الذي أسقطته كامب دايفيد وساداتها ومباركها ودفع المصريون والفلسطينيون واللبنانيون مستقبل أبنائهم بغيابه.

الشعب المصريّ انتصر فارتجف الصهاينة خوفاً، وهبّ الرئيس الأميركي يتملّق ظاهرياً، ويرسل أعلى ممثليه العسكريين إلى عمّان وتل أبيب تهيئة للمرحلة القادمة. يرفض أوباما التحدّث عن شروط وإملاءات أميركية للمصريين في ما خصّ الصهاينة في هذه المرحلة، لكنّه لا يتورّع عن النطق بها على لسان انجيلا ميركل المستشارة الألمانية هذه المرّة، مطالبة المصريين بعدم المسّ باتفاقية السلام! وما دخلكِ يا ميركل!؟ أليس هذا لسان حال كلّ واحدٍ منّا!؟

"رسالة من خلف الحدود" إلى أحمد فؤاد نجم

تهنئتان خاصتان جداً لا بدّ من الإدلاء بهما؛ الأولى إلى روح الشيخ إمام عيسى الموسيقي المناضل الذي كان يتمنى لو أنّه يعيش يومنا هذا ليصدح بمواويله التي أطبقت الآفاق وانتظمت على نبض الشارع اليساري العربي ونظمته. والثانية للشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم الذي يعيش يومنا هذا ويزهو ويزغرد قلبه أشعاراً ملؤها التفاؤل والثقة بشباب مصر الأبطال.

أحمد فؤاد نجم الذي وصل إلينا رغم كلّ الحدود مع الرسالة المسافرة إلى "عبد الودود" التي فضضناها وقرأنا ما فيها وتمسكنا بآياتها ستراً لنا. وأحمد فؤاد نجم الذي عرّفنا على مصر المختلفة عن السادات ومبارك وزمرتهما؛ بشبابها وفتياتها وتلامذتها وفلاحيها وعمّالها وملاّحيها وصنايعييها، ونيلها وجناينها وعنادبها وأرضها السمراء، وألحان أسابيعها. "عمّي نجم" الذي عرّفنا على الحرّية التي لا يمكن أن تصادر حتى في السجون. الحرية التي تزهر أغاني وأناشيدَ وأصواتٍ صادحة. الحرّية التي ترسم الشمس بكفّ الشعب على صدور أجمل الفتيات.. وأجمل الفتيات بهيّة الشابة أبداً بطرحتها وجلابيتها؛ مصر التي عشقناها في أشعاره وآماله وتطلعاته.

أحمد فؤاد نجم.. تهنئة خاصة إليك من لبنان، من بلد الثورة الفلسطينية، من بلد تلّ الزعتر، والمقاومة الوطنية المستمرّة حتى يومنا هذا، وسناء محيدلي، والجنوب، وزناتي الذي كان منّا وعاد من قيامته وهجره إلينا، من بلد الزعتر ومسعود وسلمان وسلمى وعبلة وعبير الورد وعنتر.. تهنئة خاصة تتحنّى بقصيدة كتبتها قبل سبعة وثلاثين عاماً، تؤكّد فيها أنّ التفاؤل لا يمكن أن يموت، مهما عربد المعربدون ومهما "ناس في المسيرة مشيت، وناس في نص المسيرة خانوا...". وها هي مصر يا "عمّي نجم" تنتشر من قلبك "سمرا نطّاحة" هذه المرة بشبابها الذي ينبع منكم، ونستقي منه على امتداد العالم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدير المخابرات الأمريكية يتوجه إلى الدوحة وهنية يؤكد حرص الم


.. ليفربول يستعيد انتصاراته بفوز عريض على توتنهام




.. دلالات استهداف جنود الاحتلال داخل موقع كرم أبو سالم غلاف غزة


.. مسارات الاحتجاجات الطلابية في التاريخ الأمريكي.. ما وزنها ال




.. بعد مقتل جنودها.. إسرائيل تغلق معبر كرم أبو سالم أمام المساع