الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورات والتحولات

حميد المصباحي

2011 / 2 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


من المؤكد أن المجتمعات العربية,التي طالما أجهضت الكثير من التحولات فيها وتعرضت لانتكاسات كثيرة,فحتى استقلالاتها لم تكن إلا بداية وأريد لها أن تظل موسما احتفاليا بالحرية,دون أن تعيشها,بل إن المساهمين في التحرير تعرضوا للكثير من المحن,بل تمت تصفيتهم بعد الإستقلال,بسبب الإختلاف حول الرهانات السياسية أوتاكتيكات البناء الوطني,مما دفع بالكثير من المثقفين إلى البحث عن صيغ نظرية,وجدوها في الفكر الغربي,و أهمها فكر نهاية التاريخ,وأزمة التحولات,والرهان على أن العالم استكمل دورات تغيره,فكان المثقف العربي,أو للدقة الكثير منهم متحمسين للجديد وحاسمين مع أية دعوة للتغيير السياسي من خارج الإصلاحات والتودد للحكام,واعتماد آليات الصراع المؤسساتي التي صار لها أبطالها في الخطابة والأدلجة اللغوية الممزوجة بالكثير من الأمنيات,مع الدعوة لنبد العدمية والفوضى المهددة للسلم والإستقرار,فتحول التظاهر إلى غاية لأجل التنشيط الإنتخابي والتحاملات الإنتخابية على الخصوم والأعداء,كانت هده مراحل من تطور الصراعات السياسية ضد النظم غير الديمقراطية أو المترددة في تطبيق الخيار الديمقراطي وآليات الحكم التمثيلي والنيابي,مع الزمن تآكلت هده الآليات,فضعفت معها الأحزاب السياسية العربية المعارضة واليسارية بالخصوص,وبدأت عمليات التفكير,وزعم الكثير من المفكرين,أن زمن التحولات انتهى إلى الأبد,فصادروا حق الأجيال القادمة في البحث عن مخارج لهده الأزمات ,وكأن الزعماء وحدهم السابقون هم القوة الخارقة والقادرة وحدها على إحداث التغيير بطريقتها,وما عداها ليس إلا مغامرات أو مراهقات سياسية مدمرة مفتقدة للحس الوطني,وهو احتكار مرضي لسياسة المعارضة الحزبية,التي فشل في الثورة عليها شباب الأحزاب السياسية اليسارية فانسحبوا منها وتحرروا من سلطات الزعامات التاريخية ملتصقين بالواقع اليومي والمعاش,فخلقوا علاقات واضحة فيما بينهم من خلال التواصلات الإجتماعية,التي لاترهق نفسها في البناءات الإيديولوجية والنظرية التي غرق فيها مثقفوا اليسار أكثر من اللآزم,وأسسوا بها كيانات فكرية متضخمة ونرجسية حد القرف منها,لكن التاريخ انبعث كما هي عادته من شظايا متفرقة وغير متوقعة,لم تحط به ترقبات المثقفين,وتكهنات المتوقعين,ولا حتى معاهد الدراسات والبحوث العريقة,ولا قلق من دلك,فالتاريخ عصي على الفهم,أقوى من أن يعلب أو يوضع في قوالب جاهزة أو يحقن في عروق الزعماء ليتحقق بهم فيعانقوا به وجودا جديدا يعتقدون أنهم وحدهم صانعوه,فلكل مرحلة رجالاتها وشبابها,وعلى الكهول كيفما كانوا الإنصات لصوته المجلجل المنبعث من حناجر الشباب الطموح والتواق للتغيير والحرية والكرامة,فادخلو أيها الشيوخ جحوركم وكفوا على اقتراح المخارج وهندسة كيفية البناء للمستقبل,فهو حتما ليس لكم,وبإمكانكم المساعدة دون ادعاء أية زعامة أو قدرة خارقة على التحكم في كل شيء,فمن يحركها قادر على إرسائها بكم أو بدونكم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غموض يحيط بمصير هاشم صفي الدين بعد غارة بيروت.. ما هو السينا


.. مصادر طبية: 29 شهيدا في يوم واحد جراء القصف الإسرائيلي على ق




.. خليل العناني: المنطقة العربية في حالة اشتعال بسبب الإدارة ال


.. وزير لبناني يخشى -غزة ثانية- بعد القصف الإسرائيلي العنيف




.. بايدن يحضّ إسرائيل على عدم ضرب المنشآت النفطية الإيرانية