الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المتحولون فى الاعلام المصرى

مصطفى عبيد

2011 / 2 / 12
الصحافة والاعلام


المتحولون

أصعب من الظلم أعوان الظالم ..
وأسوأ من الطغاة ذيولهم ...
وأفسد من المستبدين أبواقهم ...
سنوات وراء سنوات وهم يصفقون للديكتاتور ... يهللون لانجازته التى لا تنقطع ، ويمتدحون حكمته الثاقبة ،ويرتلوّن خطاباته ويرددونها ليلا نهار ، ويزينون له التسلط والتجبر ، ويزيفون له ارادة الشعب ، ويشوهون مخالفيه ، ويطلقون عليهم رصاص الاتهامات وشائعات التخوين والتهوين .
أسماء لها ثقلها اعتلت المنابر ، وتسيّدت وسائل الاعلام ، وأطلّت علينا بكذبها ونفاقها وخستها . رؤساء تحرير ضد الحرية ، وأقلام داعية لقصف الاقلام ، وأصحاب رأى محرضون على وأد الرأى .
عندما كان مبارك حاكما كانوا هم فى مقدمة الصفوف ، والآن يتوارى بعضهم خوفا وطمعا بينما يحاول البعض الآخر التلّون وركوب الموجة والقفز فوق مقاعد الثوار .
أخجل انهم مصريين وأخجل اكثر انهم زملاء .. يكتبون الآن فتندهش الاوراق وتتعجب دواة الحبر وتتساءل الحروف كيف تحولت اللغة تحت أيديهم من لغة العبودية والتزلف الى لغة الثورة ! كيف تحولت أدمغتهم من افكار نيكولا ميكافيللى الى مبادىء تشى جيفارا !
أعرفهم بالاسم وأعلم كيف يفكرون ويخططون ويغيّرون أقنعتهم كما يغيرّون أحذيتهم . لقد ألّهوا حسنى مبارك وهم الآن يشاركون فى تحطيم أصنامه .
أحدهم كتب قبل شهور فى صحيفته " الملاكى " أن الرئيس مبارك هو ضمانة الشعب للحرية ، وهو الآن يسب ويلعن كل ما هو مباركى ، وآخر حمل ميكرفونه لينشر الاكاذيب واتهامات العمالة والخيانة عن شباب الثورة وعندما سقط مبارك هلل لها ودعا الى محاكمة الفاسدين .
لا أطلب حسابهم ، فحسابهم موكول الى رب العباد ، والتاريخ لا يمكن خداعه فالكلمة ما قيلت خالدة لا يمكن شطبها ولا يجوز الاعتذار عنها .
على اى حال أقول للثوار الحقيقيين : أحذروا المتلوّنين والمتحولين ومختطفى الثورات والانتصارات .

مصطفى عبيد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أي إعلام نريد؟
محمد أبو الطيب ( 2011 / 2 / 12 - 14:06 )
أخي الكريم؛
لا شك في ما كتبته.. وقد سال مداد كثير حوله.. السلطة الإعلامية لها دور كبير سواء على مستوى الدعاية للأنظمة القائمة وتوفير قاعدة ديماغوجية لها، او على مستوى مناقض يعكس إلى هذه الدرجة أوضاع الشعوب وما تتعرض له من اضطهاد واستغلال وغيرهما. هذا بالرغم من أهمية هكذا نقاش، وهذا هو المهم، أن يتم تأسيس إعلام مناهض للأوضاع القائمة قادر على اختراق سياج الصمت والموصول إلى جميع فئات الشعب ملهما إياها وموقظا لوعيها ومشهرا بالفساد ونهب الشعوب متجاوزا للإعلام الرسمي ومتخلصا من النخبوية.. وللموضوع عودة
للإشارة، طالعنا يومه أحد هؤلاء الأبواق في جريدته المنسوبة للمساء بالمغرب، وهو أكيد مساء نهاية صنف الصحافة التي ينتمي إليها، بعموده في الصفحة الأخيرة يشتم فيه مناضلين يساريين وحقوقيين ينظمون مظاهرات شبه يومية لمسندة الشعبين التونسي والمصري بدعوى غريبة مؤداها أن الشعب لم يوكل لهم - أي المتظاهرين بالرباط، واليوم في المغرب كله- أن يتحدثوا باسمه ... هذا بدون تعليق


2 - لن نسامحهم
السيد عبد العظيم ( 2011 / 2 / 21 - 11:42 )
من الكلام الغريب المتخازل ان نقول نترك هولاء المنافقين المتحولين لحال سبيلهم وندعهم لضمائرهم .كيف ذلك بعد ان افسد هولاء وعى الناس وضللوهم وغيبوا عقولهم فماذا ننتظر من هولاء بعد ان تحولوا الا مزيدا من الفساد والافساد .فهولاء الذين كانوا يسبحوا بحمد الطغاة والظالمين لعدة عقود لديهم من الامكانات والادوات ليفسدوا اى حاكم ويحولوه الى طاغية حتى لو كان هذا الحاكم من الصحابة .فهولاء لايستطيعون ان يعيشوا فى بيئه طاهرة ونظيفة لانهم ادمنوا العفن والقاذورات فلابد ان يعاقبو ليس عقابا جسديا وانما بفضحهم ونشر مقالاتهم وكتاباتهم التى كانوا يصلون ويسجدون لربهم الاعلى الراحل حسنى مبارك

اخر الافلام

.. غزة بعد الحرب.. قوات عربية أم دولية؟ | المسائية


.. سلطات كاليدونيا الجديدة تقرّ بتحسّن الوضع الأمني.. ولكن؟




.. الجيش الإسرائيلي ماض في حربه.. وموت يومي يدفعه الفلسطينيون ف


.. ما هو الاكسوزوم، وكيف يستعمل في علاج الأمراض ومحاربة الشيخوخ




.. جنوب أفريقيا ترافع أمام محكمة العدل الدولية لوقف الهجوم الإس