الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجزيرة : المهنية في التدليس و أصولية في المنحى

حسن طويل

2011 / 2 / 12
الصحافة والاعلام


يعرف العالم تحولات عميقة تتميزخاصة بثورة الإعلام و الإتصال ,التي أصبحت أساس هذه التغيرات و رمزها.فهي تجسد بالفعل تكثيفا لمايميز هده المرحلة من إستعمال لتكنولوجيا جد متطورة و نهاية الجغرافية وحرية إنتقال المعلومات متحدية الحدود السلطوية المكانية و السياسية و المعرفية.في ظل هذه التطورات ,عرف العالم العربي -مثأثرو ليس مؤثرا- تغيرات على مستوى الإعلام و الإتصال من ظهور قنوات فضائية مختلفة و شبكات الهواتف النقالة وإستعمال للشبكات العنكبوتية.مما لعب دورا محوريا في الإنتفاضات التي عرفتها تونس و مصر ؛فالمواقع الإجتماعية والهواتف المحمولة و الإعلام الفضائي كانت بالفعل معاول لهدم أصنام الديكتاتورية ,بتسهيلها للتواصل و صعوبة مراقبتها و فضحها للأحداث, فأصبحت كابوسا لأي تفكير في الشطط في القمع كما كان يحدث قبل التسعينات.فهي أصبحت بالفعل سلط في يد المواطن العادي للتعبير و المراقبة و الحصول على المعلومة. ومن بين القنوات الفضائية التي عرفت نجاحا على مستوى المشاهدة و التأتير في صناعة الرأي العام قناة الجزيرة. فهل هذه القناة في مستوى المرحلة في لعب دورها في نقل الخبر و السماح لإبراز مختلف و جهات النظردون خدمة أجندة خاصة؟
الجزيرة فعلا إسم على مسمى فهي تلخص البنية الإجتماعية للخليج العربي ؛ تمويل البترودولار القطري ورسالة إعلامية بدوية إسلاموية وإستعمال لتكنولوجيا في غاية التطور بمضمون في غاية التقليد. و لفهم دور القناة لابد من تحليل دور التمويل القطري لها و تفكيك خطابها الإعلامي و أهدافه .
قطر بلد صغير أراد أن يصبح كبيرا في تأثيره ,فأستغلت طبقته الحاكمة بوصلة الإعلام لتظخيمه (ولا أظن ان هذه الفكرة محلية). وليكون الإعلام مؤثرا لابد من مشاهدين كثر من مختلف البلدان العربية يصبحون مع الوقت جيش إحتياطي لخدمة أجندة القناة. أدى تخلف البلدان العربية و محاربة السلطات الحاكمة للفكر النقدي و العقلي و التجهيل الممارس على الشعوب عبر سنوات من النمادج التعليمية الرديئة وقهر الحريات و إستغلال الدين إلى سيادة ثقافة أصولية بدوية و قومجية عروبية تعتمد في مواجهة الأحداث على العواطف السلبية(بعيدا عن ما يسمى الذكاء العاطفي )بدل العقل و تلقي المعلومة في إطار الثمثلات الناتجة عن جهاز معرفي قروسطوي يتخلله علل التخلف من عداء للآخر و إضطراب منهجي و إطلاقية في الأحكام وذهنية التحريم و سلاح إسقاط مشاكل الذات على الآخر و نفي الواقع . التأثير الإعلامي خاصة إدا كانت تموله دولة بدوية خليجية مثل قطر في الجماهير ,يلزم سيادة و تشجيع هذه الثقافة.
قناة الجزيرة تلعب هذا الدور بإمتياز ,فمن خلال برامجها تجعل من الشعوب تقع في الإختيار بين جهنم الأنظمة المسيطرة و جنة الأصوليين . وتعتمد في ذلك على طاقم من الصحفيين و المحللين المعروفين بأصوليتهم و التدليس و تحويل الأخبار و إعادة قراءتها و تأويلها لخدمة هدا المشروع و هذا ما توظح في مجموعة من المحطات ؛مثل الوثائق الخاصة بمفاوضات السلطة الفلسطينية مع إسرائيل حيث تم تأويل و التعسف في قرائتها لخدمة حماس خاصة بعد إعلانها الهدنة مع إسرائيل (هذا يضعف حماس ويفرغ شعاراتها بالمقاومة ومبرر إنقلابها) كما أن نقد السلطة يتوجب نقد مواقفها النهائية و ليس مواقفها في المفاوضات التي هي ساحة للمناورة و الصراع. أو محاولة إظهار حركة النهضة بقوة في إنتفاضة تونس أو تضخيم دور الإخوان المسلمين في الإنتفاضة المصرية حيث أصبحت الناطق الرسمي لهاتين الحركتين.فجل برامجها تنفد وفق هذه الأخندة من بلاحدود إلى الإتجاه المعاكس و الشريعة و الحياة ...
إن خدمة المشروع الأصولي في قناة الجزيرة أصبح بداهة من بداهات إستعمال التكنولوجيا لفائدة التقليد . فالطالباني وضاح خنفر و الإخواني أحمد منصور و داعية الأصولية الملياردير القرضاوي بنقادوي و الرسمال البترودولار القطري من خلال الجزيرة يسعون إلى تحقيق هدفين :أولهما إبتزاز الدول من أجل المصالح القطرية وهذا ما أتبثه تسريبات ويكليكس و ثانيهما الدعاية الرخيصة للخطاب الأصولي.فالسكوت عن الديكتاتوريات مثل إيران و قطر و إظهار البديل الحداثي العصري للأنظمة المستبدة بشكل محتشم و كاريكاتوري( مثلا في برنامج الإتجاه المعاكس ) و تقديم قراءات في الأغلب للأحداث بصبغة أصولية و بتدخل و توجيه سا فل و بمهنية عالية في التدليس و تمرد بعض الصحافيين و خاصة الإناث منهم ضد الوصاية الأصولية على , كل هذا يدل على أن قناة جزيرة بوقا جميلا للإسلاموية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قارن الجزيرة بالقنوات المغربية!
جمال السرياتي ( 2011 / 2 / 12 - 14:48 )
هذا يعرفه المشاهد،ولا تعتقد ان تدليس الجزيرة وتحويرها للخبر لخدمة المشروع البدوي الاسلاموي ينطلي على المشاهدين،لكنها ورغم ذلك تبقى نافذة مهمة تتنفس من خلالها الشعوب المضطهدة.


2 - لنتوقف قليلا ونتمعن
محمد أبو الطيب ( 2011 / 2 / 12 - 14:58 )
لست من المتماهين بقنة الجزيرة.. ولكن
يقولون بأن لأي عملة وجهان.. والأخ المحترم في منطوق حديثه لم يظهر لنا إلا وجها من العملة فكان قصديا في مقالته وانتقائيا.. الإعلام دوما هو موجه وفي حالة الجزيرة ليست الخلفية فقط هي أموال خليجية وبعض من طاقم -أصولي- حسب المزعوم- وإن اتفقنا معه فلن يكون إل جزئيا- بل كذلك جهات خارجية محسوبة على أطراف غربة أيضا
لننظر أيضا إلى ما نزعمه من من صفة أخرى نعتبرها وجه العملة الاخر
تتمثل في معطيين - من المفروض أخذهما بعين الاعتبار - إذا ما كنا نتوخى الدقة العلمية والعملية بعيدا عن كل لغط، ونحن نعيش لحظات الحقائق على جميع المستويات التي يمكن أن نتصورها-؛ المعطيان هما
1.أن لم تكن الجزيرة أيضا منبرا استطاعت معه الشعوب العربية أن تسمع للعديد من المفكرين والسياسيين والمثقفين والنشطاء - الأحرى ان نستبدلها بمفردة المناضلين والمكافحين - السياسيين والنقابيين والحقوقيين. هل سنقول عنهم هم أيضا -أصوليون-؟
2. ألم تمكنا الجزيرة من الاطلاع من زاوية أخرى غير بل حتى مناقض لأبواق الدعاية الرسمية فب بلداننا العربية
3. ألم تكن الجزيرة متنفسا كبيرا للثورتين الدائمتين في تونس ومصر


3 - لنتوقف ونتمعن
محمد أبو الطيب ( 2011 / 2 / 12 - 15:07 )
استتباعا لما ذكرته سابقا
لا أعتقد بأن الأخ الكريم يجادل في ما سبق ذكره - اللهم إذا كان يخالف ذلك وهذا أمر آخر لا أتمناه صادقا
مع ذلك، وانطلاقا من نظرة نقدية إيجابية، في سياق الحديث لا خارجه، نعيب على القناة كونها لم تغطي جوانب الثورتين العظيمتين ويتجلى في العديد من الشعارات الثورية التي طرحت المناهظة للتعبية وأمريكا وإسرائيل وللاستغلال الرأسمالي ولم تغطي الأدوار الطلائعية للجان الشعبية وشبه قيام للسلطة الشعبية الموازية ومطالب الجماهير الانتقالية
حتى في أسوء الحالات وكما قال يوما لينين -ولمعلومات الأخ الكريم - لنتعامل مع الشيطان حتى، من أجل المهام الثورية العظيمة والبقية تأتي بإذن الشعوب وإرادتها حتما


4 - قراءة متربصة
أحمد الجاويش ( 2011 / 2 / 12 - 16:45 )
لا شك أن أي إعلام مهما إدعى الإستقلال فله أجندته ورغم تحفظي على الجزيرة في بعض النواحي إلا أن أستطيع القول أن موقفك من قناة الجزيرة وبالذات في هذا الوقت التى ساندت ثورة التحرر المصرية في غياب البديل ولولاها لكنا في برامج المطبخ وتحميل كود ألعاب الفديو موقفك هذا ليس برىء و ينم عن عدم إنصاف ورؤية ما للقناة وما عليها فهل ينكر أحد ريادتها في تغير شكل الإعلام العربي بما يخدم مصالح الشعوب .
أين القراءة الموضوعية أين العدالة أين الإنصاف !!! ؟


5 - وماهي مصلحتها من تحرر الشعوب العربية؟
إيمان المصرية ( 2011 / 2 / 13 - 06:29 )
وهل ساندت الجزيرة الثورة المصرية من أجل عيون الشعب المصري؟؟. القناة التي تقع بجوار أكبر قاعدة أمريكية لها أجندة مشبوهه.. فأجندتها تجاه مصر واضحة منذ أن إستبدلت طاقم إدارتها -والذي كان يضم الكثير من العراقيين- بعد سقوط بغداد, بطاقم آخر من حماس يرأسه وضاح خنفر للتعامل مع الملف المصري.. فشلوا أيام الحرب على غزة في فتح المعابر والتخلص من أهل غزة في سيناء إستجابة للتوجيهات الإسرائيلية. فإنتهزوا فرصة الثورة المصرية لتسريع الإطاحة بمبارك ولتلميع الإخوان ومساعدتهم للإستيلاء على الحكم.. أرجو من المصريين الحذر ثم الحذر. إستغلوا الجزيرة ولا تدعوها تستغل ثورتكم لتحقيق أهداف اجندتها المشبوهه, والتي تخفي شعار من النيل للفرات حق لإسرائيل

اخر الافلام

.. الشرطة تقتحم جامعة كولومبيا لتفريق المحتجين| الأخبار


.. مؤشرات على اقتراب قيام الجيش الإسرائيلي بعملية برية في رفح




.. واشنطن تتهم الجيش الروسي باستخدام -سلاح كيميائي- ضد القوات ا


.. واشنطن.. روسيا استخدمت -سلاحا كيميائيا- ضد القوات الأوكرانية




.. بعد نحو 7 أشهر من الحرب.. ماذا يحدث في غزة؟| #الظهيرة