الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(لسّه الأغاني ممكنة).. إنتصرت ثورة الأغاني... وعادت مصر حرة

كريم بياني

2011 / 2 / 12
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


لا انهزام.. ولا انكسار.. ولا خوف ولا.. ولا حلم نابت في الخلا..
كلما كانت الحناجر في ميدان التحرير تصدح بالغناء وتأتي الأنغام شجية وبعيدة من خلف زمن أراد الاشرار سرقته وتلويثه، كنت اتذكر فلم المصير وأغنية الفنان محمد منير (علّي صوتك بالغنى.. لسّة الأغاني ممكنة) وأتساءل بخوف وقلق.. ترى هل يمكن أن تحدد الأغاني هذه المرة ملامح مصيرٍ؛ أراد الشباب تقريره؟ مرت الساعات والأيام وبلغ التوتر ذروته وأنتصرت الإرادة ودوت في السماء هزيج الاغاني والتكبير والتهليل والزغاريد وتحول الخوف والقلق الى دمعة فرح وحسرة على الدماء الزكية التي صنعت تلك اللحظات التاريخية.
الفرحة العارمة التي عمت جميع المدن العربية من نواكشوط والى الخليج عقب اعلان إنتصار ثورة الشباب في مصر؛ تعكس استفحال حالة القمع والكبت والظلم والفساد التي يعيشها هذه الشعوب في ظل أنظمة القمع والاستبداد الفاسدة، الجاثمة على صدور الجماهير التي رأت في انتصار الثورة المصرية بارقة أمل؛ بأن التغيير آت وأن الاغاني لازالت ممكنة. فهذا الدكتاتور الذي سقط وبكل أوصافه وصفاته الكريهة، من طاغية وفاسد وظالم و فيروس ليس هو الاخير ولن يكون الاخر في هذه المنطقة الموبوئة بالفساد.
أنّى شئت فولّ وجهك، الحال هو ذاته والممارسات هي ذاتها.. حزب واحد متسلط.. يقوده رئيس بليد، يغتصب الدولة بكل مكوناتها، يتخذ من الوطن بكل خيراته ملكا مشاعا له ولعائلته وقبيلته ويعامل المواطنين كالعبيد. نعم.. ولِّ وجهك أنّى شئت.. فلن ترى إلا أنظمة فاسدة وأحزابا متسلطة وزعماء مرضى.. عقلاً وبدناَ، كروشهم ممتئلة وعقولهم فارغة خاوية.
أياماً عديدة عشناها خوفاً وقلقاً.. فمصر ليست تونس. موقعها، ثقلها، تحالفاتها، أمن جارتها الشمالية وثلاثون عاما من الفساد والنهب وشراء الذمم والافواه وألاقلام.. ثلاثون عاما من الاقصاء والارهاب والتجويع، كلها سوف تشكل ضغطا وسوف تعطي للنظام أملا بالخلاص، فحتى ساعاته الاخيرة بقي الدكتاتور على اتصال مستمر بأصدقائه الاسرائليين الذين لم يخدمهم احد مثله؛ يستجدي منهم الدعم والضغط على امريكا كي تتدارك الامر وتنقذه هذه المرة، لكن فاته ان الذين يقفون في ساحة التحرير وفي جميع شوارع المدن المصرية هم جميع فئات الشعب على اختلاف معتقداتهم وأفكارهم واعمارهم وكلهم كان صوتا هادرا كالشلال.. وإرادة لا تلين (الشعب يريد اسقاط الرئيس) فلم يكن بأمكان أية قوة حتى ولو كانت أمريكا أن تقف في وجه هذه الارادة الشعبية.. وهذا هو الدرس الذي يجب أن يفهمه جميع الزعماء في هذه المنطقة.. لقد فهم بن علي سريعا هذا الدرس، لكن حسني مبارك كان من البلادة والغباء الشديدين، لم يستطع معهما إستيعاب الدرس.. ولا أظنه لحد الان قد استفاق وفهم. لكن على الباقين أن يفهموا.. إذا كان فيهم من لم يفهم بعد، يجب أن يحسموا أمرهم من الان، لأن ساعة الامتحان والحساب آتية لامحال.
لقد ولّى زمان الانقلابات العسكرية وامتطاء ظهور الدبابات واحتلال قصور الرئاسة ومحطات الاذاعة.. في عصر الانترنيت والجزيرة؛ هكذا تكون الثورات.. دعوة صغيرة على الفيسبوك تنزل الآلاف من الشباب الى ميدان التحرير وقناة فضائية تنقل صوت وصورة هؤلاء الشباب وتنحاز الى قضيتهم وتقف الى صفهم لتفضح الاسلوب الهمجي والبدائي والقمعي الذي حاول به أجهزة النظام المسعورة كتم هذا الصوت وتشويه هذه الصورة. فكان صوت الاغاني أشجى ودوي الهتافات أعلى والصورة أضحت أزهى. حتى قنوات الاطفال هنا في الغرب كانت تنقل للأطفال ـ وكأنها تريد أن تعلم أطفالها هذا الدرس الحضاري ـ كيف أن هؤلاء الثوار في ميدان التحرير يغنون معاً ويرقصون معا وينظفون الساحة والشوارع معا، يقتسمون لقمة الخبز ورشفة الشاي معا.. ثم يصلون مسلمين واقباط معا ويرسمون اللوحات على الشوارع وكيف كان الاطفال يشاركون أهلهم التواجد والبقاء في الساحة.. كانت هذه هي الصورة الراقية والحضارية التي نقلها اجهزة الاعلام الغربية عن هذه الثورة، فلم يكن هنالك أي مجال للألتفاف عليها أو مواجتها لا من جانب أمريكا ولا غيرها من الدول، الشعب أراد وكانت إرادته هي المنتصرة ومصر عادت حرة.
هنا فرحة ستظل الاجيال استحضار بهائها على مر التاريخ، وهناك دكتاتور بليد آخَر انحدر به السقوط الى مزابل التاريخ والنسيان. ونحن بانتظار المزيد من حالات السقوط.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قذائف إسرائيلية على غزة في أول أيام العيد بالرغم من إعلان -ه


.. جزيرة إيطالية توفر إقامة مجانية لثلاث ليالٍ ولكن بشرط واحد




.. حريق هائل يدمر فندق ماريسفيل التاريخي في ولاية كاليفورنيا


.. جبهة لبنان – إسرائيل.. مخاوف من التصعيد ودخول إيران ومساعٍ ل




.. هل تنضم إيران إلى حزب الله في حرب شاملة مع إسرائيل؟| #الظهير