الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعب كسب جولته الأولى وبقت له جولات

سامح سعيد عبود

2011 / 2 / 12
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان



فى أول جولة من جولات معركته من أجل الحرية والمساواة، أجبر الشعب المصرى النظام على السقوط بعد أن افقده شرعيته لأكثر من مرة، هذه الشرعية المفروضة أصلا بالبلطجة والتزوير والإرهاب، هذه الشرعية التى ليس لها أى أساس لأنها منفصلة على إرادة البشر الخاضعين لها.. و قد ألحق الشعب الهزيمة بجهاز الشرطة وبالحزب الحاكم و مليشيات أرهابه من البلطجية وأجهزة إعلامه،على التوالى، و استطاع بذكاء فطرى وعفوى شل القوة القمعية للجيش ليجبره على اسقاط النظام والإقرار بالشرعية الثورية ..بالرغم من خطورة أن يلتف الجيش وهو أحد أركان النظام المنهار على تلك الشرعية، بعد انحصار الطاقة الثورية للجماهير المنتفضة.
برهن الشعب بتلقائية دون وجود أى زعامات وقادة، قدراته على أن يقرر مصيره بنفسه، وأن ينظم ويدير شئونه بلا سلطات متعالية عليه، وفد كانت ملحمة اعتصام ميدان التحرير التى استمرت ثمانىي عشر يوما ، واشترك فيها مئات الألوف من المصريين، دليل على أن السلطة المتعالية هى التى تفسد الناس، وهى التى تخلق الجريمة والفوضى والعنف لتبرر وجودها وامتيازاتها، ففى ميدان التحرير تجسدت الإدارة الذاتية والتعاون الطوعى فى الإعاشة وحفظ الأمن والنظافة، وظل ميدان التحرير أكثر الأماكن فى مصر آمانا رغم غياب أى سلطة قمعية داخله،و برغم الزحام الشديد لم تحدث أى جرائم سرقة أو تحرش جنسى أو تعارك بين الناس، أما فى خارج الميدان فقد حافظ الناس على الأمن فى أحيائهم بأنفسهم فى ظل الانفلات الأمنى المدبر من الشرطة.
أثبت أفراد الشعب وجماعاته أنهم ليسوا مجموعة من القصر غير الجديرين بتحمل المسئولية،وبرهنوا عن عدم حاجاتهم للأوصياء والقيمين والقادة والزعماء من أى نوع، واثبتوا عن عدم حاجاتهم لأجهزة القمع التى تحد من حريتهم باسم الحفاظ على أمنهم ومصالحهم.وانهم قوة لا تستطيع أن تقف أمام إرادتهم الموحدة أعتى أجهزة القمع.
فى الجولات التالية من معركة الشعب من أجل الحرية والمساواة ، وحتى يصل للنصر الكامل فإنه لابد وأن تنتقل تجربة ميدان التحرير إلى كل حى ومدينة وقرية، و إلى كل موقع عمل خدمى أو إنتاجى، على السكان أن يشكلوا لجانهم الشعبية للإدارة الذاتية للأحياء والمدن والقرى المنتخبة تلك اللجان المنتخبة من السكان، وعلى العمال أن يشكلوا اللجان العمالية فى منشئات الإنتاج والخدمات المختلفة خاصة أو عامة أو حكومية بالإنتخاب، وعليهم أن يديروا أحيائهم وقراهم و أماكن عملهم ويلبوا احتياجاتهم المختلفة عبر قواعد التعاون الطوعى والإدارة الذاتية ، واكتساب هذا الحق وانتزاعه والمحافظة عليه فى مواجهة كل محاولات إعادة النظام القديم، وعلى الناس فى كل حى ومنشأة أن يؤسسوا جمعيات استهلاكية تعاونية لتوفر لهم احتياجاتهم من السلع المختلفة فى مواجهة ارتفاع أسعار السلع وشحها.
كما أنه من المهم عقد علاقات طيبة مع الجنود ومساعدتهم على الاختلاط بالجمهور لمنع استخدامهم من طرف القيادات العسكرية لقمع الاحتجاجات الاقتصادية والسياسية التى سوف تنشب فى الجولات القادمة من الثورة وهذا ينسحب على صغار العاملين بالشرطة غير المتورطين في جرائم القتل والتعذيب والرشوة والفساد لجرهم الى ميدان المطالب الاجتماعية والتمرد على قياداتهم بما يساهم في شل هذا الجهاز القمعي.
و فى النهاية فإن أهم انتصارتنا المرحلية تتلخص بوضوح فى ديمقراطية جذرية تتضمن حقوق المواطنة و المشاركة الشعبية فى السلطة واللامركزية الإدارية وحقوق وحريات الإنسان السياسية والمدنية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية.و هو ما يجب أن نتمسك به فنحن لم نضحى بدماء شهداءنا من أجل أن يحل ديكتاتور محل ديكتاتور آخر ولتكن تلك آخر دول المماليك والفراعين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من أجل إنجاح الثورة
الحسين المغربي ( 2011 / 2 / 12 - 20:53 )

أريد أن أوجه للثوار نداء صريحا و هو : لا تتركو الثورة يعبث بها الجيش.

لقد ظل الجهاز العسكري المصري طيلة 47 سنة في خدمة النظام الديكتاتوري بعد حرب أكتوبر ، و من الصعب جدا أن نجد عسكريين ديمقراطيين لأنهم إعتبروا أنفسهم طيلة هذه المدة فوق الشعب رغم احترامه لهم.

فحذار ، حذار من وضع الثقة في الجهاز العسكري ، لأن عميد المخابرات -سليمان يستطيع أن يدوخ العسكريين و يقوم بعمله لصالح المخابرات الإمبريالية و الصهيونية.

عليكم باحتلال ميدان التحرير رمز ثورتكم.


2 - الصراع تدور حول السلطة السياسية !
سمير نوري ( 2011 / 2 / 12 - 21:17 )
اخ عزيز سامح عاشت اياديك مقالة جيدة و في اتجاه الصحيح،وبوجهة نظري لا يزال لم يطخ الموضوع بشكل جذري ، لان الموضوع الآن حول السلطة السياسية ، واسقطت السلطة الدكتاتور و لكن لا يزال النظام الدكتاتوري و مؤسساتها في مكانها وهذا يحتاج الى ادامة الثورة لكنس الدكتاتورية كليتا، وكما تبين انك ليس لديك شك بان الجيش و الشرطة هما مؤسستان قمعيتان ضد الجماهير وبعكسى ادعائات البعض بان الجيش هو صديق الشعب. و لكن السلطة يجب ان تتكون رؤيا واضحة حوله و الا الثورة تفقد افاقها اي الأدعاء بالسلطة السياسية من قبل الثورة و هذا يشكل محور القضية و اني ارى اليسار في البلدان العربية لا يتطرق لهذه الموضوع او يتحدث عنها على انه هذا طابو للبرجوازية والقوى - االديموقراطية الموالية للغرب او للاسلام السياسي لا اعرف لماذا الشيوعيون و اليسار لا يطرحون السلطة السياسية ما هو العائق في وقت ان القضية مفتوح الآن على مصراعيهاو انك تطرقت الى الجان الشعبية و اللجان التعاونية هذا لا بأس بها و لكن هذا لا يشكل السلطة السياسية و الأدعاء اليها ، بدون الادعاء لاستلام السلطة من قبل قوى الثورة و اليسار و الطبقة العاملة مصر الثورة؟؟؟؟؟


3 - نشد على ايديكم
خالد سليمان حمه ( 2011 / 2 / 12 - 22:20 )
نشد على ايديكم على هذا التحليل نعم مازال مؤساسات القمع قائمة يريدون اللتفاف على ثورة الشعب

اخر الافلام

.. ما ردود الفعل في إسرائيل حول تهديد بايدن بوقف إمدادات الأسلح


.. مقتل 4 أشخاص في غارة إسرائيلية على جنوب لبنان • فرانس 24




.. ألعاب باريس 2024: استقبال رسمي وشعبي -مهيب- للشعلة الأولمبية


.. الشرطة الأمريكية تفض اعتصاما مؤيدا لفلسطين بجامعة جورج واشنط




.. أنصار الله: استهدفنا 3 سفن في خليج عدن والمحيط الهندي وحققنا