الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى فارسنا الاسود في البيت الابيض طالما ان ظلام المشرق انجلى

مروان حمود

2011 / 2 / 12
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


بقـيت الإدارة الأمريكية, كما كل إدارات العـالم, في إتعـقـاد مسـتمر طيلـة أيام الثـورة المصرية, تراقـب وتتدارس وتبحث عن السيناريوهات, بتفـاؤل تارة وبتشـاؤم تارة أخرى, الأمر ليس مسـتغـربا فمصر هي الأسـاس الذي يبنى عـليـه المشـرق برمتـه, وكل حـدث في مصر يقـود إلى أحداث في عموم المنطقـة, وثـورة مصر كشـفـت حقـيقـة مهمـة جـدا, وهـي أن الإسـلام السـياسـي وبالتالـي التطرف و"الإرهـاب" لايشـكل أساس وعي وثقافـة شـعوب المشرق, بل أن ثورتي تونس ومصر أطهـرتا أن أساس الوعـي والثقـافـة في هـذه المنطقـة يقـوم على قيـم التحرر والمدنيـة والإنفـتاح, أي على رفض الإنغـلاق والشموليـة.

الحقـائـق الآتيـة مـن شـوارع المشـرق فـنـدت إعـتقـاد أن الأصوليـة والتطرف الإسلامي هو الذي سيسود في عـموم دول المشرق في حال تحولهـا إلى الديمقراطيـة, بل إنني أرى أن تلك الحقائق قد حـررت العالـم كله مـن كابوس الإرهـاب والتطرف, الذي هيمـن بسلبياته على مجمـل السياسـة الدوليـة, إذ وفقـا لحلكـة ظلام هذا الكابوس تخلى الغـرب (أوربا والولايات المتحـدة) عن أهـم قيمه, وفي مقـدمتهـا حـرية الإنسـان والشعـوب, وتناسـى حـقيقـة أن الإسـتقرار لايمكـن أن يتجـذر ويعـم بـدون الديمقـراطيـة.

الآن وهـاهـو العـالـم يشهـد أن "المشـارقـة" مسـالمون ويرفـضون الإسـتبداد والشمولية وأنهـم رفـضوا أن يكونون وقـودا لمعـارك وحـروب الأقـليــة (دعـاة الدولـة الإسـلاميـة) ضـد الأغـلبيـة (الدولـة المدنيـة), أجــد أن من الملـح والضروري أن تتفـاعـل الإدارت الغـربيـة, وفي مقـدمتهـا إدارة الـ"تشـينج", إيجـابيـا وأن تتخـذ القـرار الشـجاع والبـدء بترجمـة فـوريـة لــه. فالتغـييـر كان اساس حملات السـيد أوبامـا الإنتخـابيـة, والسـبب الرئيس في نجـاحـه ليس بـ"إقـتحـامــه" للبيـت الأبيض فـقـط, بـل بدخـولـه قـلوب الملايين داخـل الولايات المتحـدة وفي العـالـم كلــه, وكلنـا يتـذكـر أن أكـثر مـن مليون إنسـان إحـتشـدوا بميـدان بـرانـدنبورغ في برلـين لرؤيتـه ولسـماع كلمتـه, فـالشـعـوب,بمــا فـيهـا شـعـوب المشـرق, ضاقـت ذرعـا بهـيمنـة تجـار السـلاح واللاإسـتقرار (صانعـي تـنظـيم القـاعـدة وحمـاة أنظمـة الإسـتبداد) على مقـاليد حكـم وإدارة الولايات المتحـدة وغـيرها, فأوان التغـيير إذا حـان والظروف أصبحـت مؤاتيـة لإحـداثـه, وخـصوصا في المشـرق.

المشـرق (مهـد الحضارات) يطرق أبواب تحـرره ويعـلـن (وفـقــا لما تناقلتـه الكميرات والميكرفونات من شـوارع تونس ومصر) أن لامكـان للتطرف والإسـلام السـياسـي في وعـي الغـالبيـة في دولـه وأمصاره, والحـقائـق تـؤكـد أن "الإرهـاب" ليس أكـثر مـــن إبتكــار و "بعـبــع" أريـد بــه حـمايـة أباطـرة الفـساد والإسـتبداد, بهـدف تحـقـيق مزيـد من الإحتكـار وبالتـالـي مزيـد من النهـب. عـليـه اجـد أن الظرف مناسـب جـدا ليترجــم السـيد أوبـامـا ( الذي أسـميتـه هنـا الفارس الأسـود لإعـجابي الشـديد بـه وليس لأي شـئ آخـر) أقـوالـه (التغـيير) إلى فـعــل, أي أن ينحـاز إلى الشـعـوب و"يـديـر" ظهــره للـدكتـاتـوريـات .... فالشـعـوب المشـرقيـة بحـاجــة إلى أصـدقــاء وصداقـات وليـس إلى أعـداء وعـداوات, فـهـل أجــاد أوبـامـا قـراءة درسـي تونـس ومصر... وهـل سـتخرج جلسـات إدارتـه بقـرارات تـدعــم ال"تشـينـج" المشـرقي.... لابــد مـن التفـاؤل... فالمشـرق تحـرر مـن السـلبيـة والخـوف والعـالم يتحـرر مـن "بعـبــع" الإرهـاب.

Marwan Hammoud
Vienna








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الشعوب تحقق مصيرها بنفسها اذا ارادت
اسماعيل ميرشم ( 2011 / 2 / 13 - 03:02 )
فعلا عهد اوباما يختلف عن سابقاتها بخصوص حقوق الانسان والمجتمع المدني والعدالة الاجتماعية ومن مصلحة الشعوب العربية والشرق الاوسطية النظال وبالطرق العصرية السلمية لكسب تاييد ادارة اوباما الى جانبهم كما حصلت مع ثورة الشعب المصري حيث اكتشفنا النقيض الملوك والسلاطين العرب كانوا يدعمون مبارك ويحثونه على التمسك بالسلطة رغم خطورة الموقف جدا. واطلقوا-شيوخ السعودية- على الشباب المصري الثائر المدافع عن حقوقه الانسانية ب-الغوغائ- بينما اوباما كان يراقب الوضع على كثب ويدعمهم معنويا مما كانت لها الاثر الواضح في انجاح ثورة الشباب وسقوط النظام رغم عدم معرفتنا بماوراء الاحداث ولكن اعتقد اية مساحة للتغيير لمصلحة الشعب يجب ان يقيم ايجابيا ومنطقيا

اخر الافلام

.. كيف يتصرف الألمان عندما يمرضون؟ | يوروماكس


.. لمى الدوري: -العراق يذخر بالمواقع الأثرية، وما تم اكتشافه حت




.. الهدنة في غزة على نار حامية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مسلسل المانغا - بون- : وحدة تسافر عبر الزمن وتحي الموتى




.. -طبيب العطور- بدبي.. رجل يُعيد رائحة الأحبة الغائبين في قارو