الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليسار المغربي ودرس الخضراء والكنانة

كريم اعا

2011 / 2 / 12
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


اليسار المغربي ودرس الخضراء والكنانة
بين عشية وضحاها، صارت تونس ومصر محور اهتمام العالم أجمع، وقبلة تصلي نحوها جميع القوى السياسية في بلد يشهد له التاريخ بمقاومة الظلم والاستعمار والاستغلال. أصبحت تونس ومصر أمل العامل المقهور، مثلا للفلاح المستعبد، للطالب الثوري، للتلميذ اليافع، للكادح والمعطل، ولكل محب لقيم التحرر والانعتاق من الظلم والاستغلال والاضطهاد.
أصبحت شبحا لكل دكتاتور، غولا يهدد جميع الرأسماليين، صخرة تتهشم عليها آمال الجشعين والوصوليين.
صارت منارة لكل المناضلات والمناضلين، وكابوسا لكل الثوار الخاملين اليائسين.
منهما الحياة تخرج بالمعاناة والشقاء، وبالدماء الزكية التي أبت الذل والخنوع.
تونس لازالت تبحث عن ذاتها.
شعب لا يزال يتظاهر احتجاجا على الأوضاع القديمة التي تقاوم الجديد، وتتفنن في تحريف الزخم الجماهيري عن وجهته الصحيحة.
رجعية لازالت متمسكة بمواقعها ومتخندقة وراء مؤسسات قمعية أريد لها أن تستمر وتتأبد. ظلاميون يتململون ويسارعون لاحتلال مواقع متقدمة في طابور الهبة الجماهيرية، محاولين إلباس الانتفاضة لبوسا إسلاميا عبر توجيه النقاش إلى كون النظام كان عدوا للدين واستهدف تونس المسلمة وبالتالي حان الوقت لإرجاع الأمور إلى نصابها، أو بالتركيز على ولاء النظام للصهيونية وكمخططاتها الاستعمارية.
يساريون يصارعون الزمن لتدارك اللحظة التاريخية وتمكين العمال وحلفائهم من استثمار هاته الانعطافة النوعية.
برجوازية صغرى ومتوسطة تتشبث بالسقف الليبرالي وتحذر من تجاوزه.
لم تعد المسألة ترتبط بالتظاهر في الشارع من عدمه بل برفع الشعار السليم والسعي لتعبئة الشعب حوله، وبالقدرة على مواكبة الروح المبدعة للجماهير وخلق أشكال تنظيمية قادرة على حمل الشعب، وفي مقدمته عماله وفلاحيه وكادحيه، إلى مقدمة المسرح السياسي.
اليسار الجذري ينقصه شيء أساسي بعد الحسم في مسألة الشعار السليم، وهو الجرأة على المطالبة بالسلطة للشعب، عبر التنظيمات التي أفرزها -اللجان الشعبية-.
أما الشيء الثاني فقدرته على تنظيم نفسه للاصطفاف إلى جانب الشعب في قضاياه، واحتلال الصفوف الأولى في معاركه وتظاهراته.
قوى التغيير الجذري مطالبة أكثر من أي وقت مضى بالجرأة والمبادرة إن أرادت مواكبة الزخم الجماهيري الكبير الذي أبان عن قدرة الشعب، وفي مقدمته عماله وشبيبته على التضحية ونكران الذات.
لقد صدقت مقولة لينين مرة أخرى: يجب أن يسبق التنظيم الحركة الجماهيرية وإلا لن يستطيع استثمار الانتفاضة أو العصيان حين يصير واقعا.
إن الامبريالية تحاول أن تبقي سقف المطالب في حدود الانتخابات بشكلها البرجوازي، وتهدد الشعب بدوامة العنف والنهب: اختر بين السقف المعروض والحرب الأهلية والفوضى.
الفزاعة الظلامية في المستودع وسيحين دور رفعها لا محالة.
أحد أكبر العوائق أمام اليسار الجذري هو التواصل مع الجماهير في ظل هيمنة وسائل الإعلام الامبريالية والرجعية. فلن ننتظر منهم غير التعتيم الإعلامي، وفتح منابرهم لأعداء الثورة الطبقيين، فلم تعد الامبريالية رضيعة اليوم بل أصبحت عجوزا راكمت تجارب كثيرة، وتعرف كيف تناور وتقاتل.
المجد للشعوب بكل من تونس ومصر، الخلود للشهداء الذين أناروا ليل الديكتاتوريات الحالك. فأحسن درس استفدنا منكم هو الأمل في شعبنا المغربي والإيمان بقواه التي أبان عبر التاريخ أنه زاخر بها، وعسى أن يتحمل المناضلون والمناضلات التحرريون مسؤولياتهم التاريخية ويعودوا إلى المياه الطبيعية لنشاطهم. لم يعد هناك متسع من الوقت للمهاترات والسفسطة، فالزمن زمن التحام بالجماهير وفرز تنظيمات ذاتية تكون نواة لسلطتها القادمة.
الخوف كل الخوف أن تخفت أصواتنا أمام زعيق الجوقة الرجعية وخدامها الانتهازيين والوصوليين، حينها لن يسامحنا شهداء الخضراء والكنانة، ولن نكون قد استوعبنا الدرس التاريخي العظيم الذي سطروه أمامنا.
المعركة ابتدأت للتو ولن تنتهي عما قريب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الامازيغ
سميح الامازيغي ( 2011 / 2 / 13 - 00:34 )
ولن تنتهي حتى تعتبروا
ومن نكون؟
لسنا يسارا ولا يمينا،اننا ابناء هذه الارض ونريد ان نسير اوضاعنا وواقعنا حسب تطلعاتنا التي تنسجم مع آفاق الانسان المنبثق من تباشير العهد الذي يسير هذا العالم.كنا ولازلنا مرتبطين بالارض وابناء الارض،فمرحا بكم في البيت بعدما تصرفتم بعقوق اردناه ماض لن نجتره، ولكم الاختيار!..

اخر الافلام

.. استعدادات دفاعية في أوكرانيا تحسبا لهجوم روسي واسع النطاق


.. مدير وكالة المخابرات الأميركية في القاهرة لتحريك ملف محادثات




.. أمريكا.. مظاهرة خارج جامعة The New School في نيويورك لدعم ال


.. إطلاق نار خلال تمشيط قوات الاحتلال محيط المنزل المحاصر في طو




.. الصحفيون في قطاع غزة.. شهود على الحرب وضحايا لها