الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قف أنت في العراق بلد الحضارات...! هنا لا دولة ولا قانون

هفال زاخويي

2011 / 2 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


على الجدران ...في نقاط التفتيش ، على واجهات الدوائر ، تستقبلك يافطات مكتوبة بخط كبير (الكل يخضع للقانون)...(لا أحد فوق القانون) ... هذه مثالية تشبه مثالية أفلاطون مع فارق (أن أفلاطون لم يضحك على الذقون ، أما هنا فهم يضحكون على الذقون) (ويجب أن لا ننسى فارق الفهم والعمق فأفلاطون كان متواضعاً فكرياً أما هنا فسترى فطاحل الفكر الإنساني)، ان الضحك على الذقون هنا يحدث هنا بأسم ( الديمقراطية والدين والقومية)، الديمقراطية العرجاء العوراء المصابة بأنفلونزا الفساد المالي والإداري ، يجب أن تكون ديمقراطية مريضة لإنها فرضت بالقوة ، الديمقراطية هنا يجب أن تموت ،إذ لا يمكن لهذه البدعة أن تستمر فهي تتعارض مع منظومتنا القيمية البديعة والرائعة ، لكن هنا يظهر الكذب والدجل والنفاق بجلاء ، أوليست هذه الديمقراطية من وراء الفساد المالي والإداري والسياسي وحتى الإجتماعي ، أليست هي وراء الثراء الفاحش للمسؤولين ؟ أليست هي وراء استثمار الملايين من الدولارات ووراء شراء العقارات والمنازل الفخمة على سواحل البحار والمحيطات من قبل الأبناء المدللين لأولياء أمورنا ...فلماذا تكون الديمقراطية محل هجوم شرس من قبل الوطنيين من القومجية والاسلامويين ...؟ ألم تقدم هذه الديمقراطية خدمات جليلة لهم ،فلماذا هي بدعة كافرة ؟ولماذا يرفضون الديمقراطية كمبدأ للحياة (على حد قول سياسي إسلامي) ، لكنهم يؤمنون بها كآلية للوصول الى الحكم؟!
من بمقدوره أن ينكر ان العراق بلد ينخر الفساد في جسده؟ من بمقدوره أن ينكر ان العراق عبارة عن اقطاعيات سياسية وحكم عوائل وأحزاب راديكالية دينية وقومية، من بمقدوره ان ينكر ان (الأخوة الأعداء) انما يتقاتلون على السلطة والمال فحسب ؟ أين الأحزاب الدينية من قاعدة (العدالة)؟ ، أين الأحزاب القومية من نضالات مواطنيهم ؟ أين ذهبت تلك التضحيات والدماء والأرواح ، هل تحولت إلى دولارات ليستثمرها الإنتهازيون ؟ وغدت تلك الدماء مجرد كلمات في قصائد حزينة يغنيها مطربون بائسون مازالوا مؤمنين بمباديء الثورة ؟ عجيب أمرنا نحن ... فنحن كمواطنين أيضاً مازلنا نرقص وبكل صدق على أنغام وايقاعات تلك الأغاني الحزينة ؟
لقد اختفت ملامح الدولة تماماً من العراق بعد أن كانت تلك الملامح مشوهة أصلاً ، وغدا القانون (نكتة مقرفة وسخيفة) في بلد يسمونه بلد القوانين ، كم نخدع أنفسنا عندما نرى ذلك البائس ومسلته البابلية ، ونتبجح أمام الدنيا وأهلها بأننا بلد القانون والكتابة والحضارات؟ أليست الحضارة تتجسد في الأفعال ؟ فلنمنح مثالاً واحداً للعالم يسعفنا ويقنع الآخرين بأننا فعلاً ننحدر من حضارة عملاقة؟
يا حكومة بلد الحضارة والقوانين والكتابة ... أنتم يا ساسة العراق ، هل تؤمنون بالحضارة والقوانين والكتابة ؟
- هناك حضارة راقية جداً مع ظاهرة المزابل وأكوام النفايات والمجاري التي تفيض بالمياة الآسنة ، والشوارع التي تغرق في الطين في بغداد وغيرها من المدن.
- تتجسد الحضارة ويتجسد الوعي وتتجسد مقولة القادة والزعماء والرؤساء في العراق انه (لا أحد فوق القانون) عندما نرى في شوارع بغداد سيارات المسؤولين الحزبيين والحكوميين الفارهة المظللة المدججة بالأسلحة وهي تضرب كل شيء اسمه (قيم) عرض الحائط من خلال الرعب الذي ينشرونه من خلال ممارسات حماياتهم وابواق سياراتهم ...هذه الظاهرة نشاهدها في افلام الرعب في أفلام هوليوود فقط.

الأمثلة الأخرى متخمة برائحة الحضارة التي تفوح من مجاري العاصمة بغداد لذا سأتركها.

ملاحظة : الساكت عن الحق انتهازي ومستفيد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عن الحق الساكت
راستي البدراني ( 2011 / 2 / 13 - 17:13 )
ترى أستاذي الكريم وبأم عينك ولكل من ذهب إلى سوريا ومصر و و و بان جمين الذين يعملون في الأعمال الغير شريفة هناك وعلى حساب كرامتهم ( مع فائق احترامي وتقديري للشرفاء والمحترمين ،حصرا) وانك تتذكر يوم أمس كل هؤلاء كانوا مثل الزعاطيط بيد رجال البعث ساكتين على الحق وكانوا يشاركون بعض المرات في الاجرام والقتل مرات أخرى ، لذا فيا صديقي العزيز إن يومهم قريب إنشاء الله كما جاء يوم الدكتاتوريين المستمرين في الانتشال ، وأنهم لا يدركون بان عقوبة خيانة الأمان ليست سهلة كما يتصورها .... وشكرا

اخر الافلام

.. تحدي اللهجة السودانية والسعودية مع اوسا وفهد سال ??????????


.. جديد.. رغدة تتحدث عن علاقتها برضا الوهابي ????




.. الصفدي: لن نكون ساحة للصراع بين إيران وإسرائيل.. لماذا الإصر


.. فرصة أخيرة قبل اجتياح رفح.. إسرائيل تبلغ مصر حول صفقة مع حما




.. لبنان..سباق بين التهدئة والتصعيد ووزير الخارجية الفرنسي يبحث