الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مبارك والالتفاف حول الانتفاضة!

زينب رحيم

2011 / 2 / 13
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


مع بدء الاضرابات العمالية،اعلن وزير خارجية نظام مبارك بان الجيش سوف يتدخل عندما يكون هناك مغامرون! كانت هذه احدى السيناريوهات المطروحة والمستبعدة قبل تنحي مبارك من الحكم ،وكان ايضا هناك ايحاء بان حسني مبارك سيسلم السلطة الى الجيش وكان هذا هو الارجح لانهاء الوضع المتأزم للسلطة . كان مبارك ومع بدء الانتفاضة من يوم 25 يناير يحاول باي شكل من الاشكال يحافظ على أمن واستقرار نظامه كنظام الطبقة البرجوازية قبل كل شيء فكان يعمل جنبا الى جنب مع جهاز قمعه الذي هو الجيش وضمن اطار سياسات امريكا والغرب في الترويج للديمقراطية . فسياساته لم تكن قط في تضاد مع جيشه فحيادية الجيش كان من حيادية مبارك فمع بداية الانتفاضة ظهر يخطب بالناس انه مع حرية الرأي والديمقراطية فالناس لهم الحق في المظاهرات والاحتجاجات، لكن عندما وجد رد الشعب له بكلمة ارحل وباصرار وتزايد اعداد الملتحقين بالانتفاضة ، والجموع المنتفضة تشكل تهديدا فعليا لسلطته لم يتوانى عن استخدام ابشع اشكال القمع وبمساعدة الجيش. فالجيش كان يقوم باعتقالات لقيادي المظاهرات وتعذيبهم داخل السجون وضرب المتظاهرين بالرصاص المطاط والرصاص الحي واستخدام الغازات المسيلة للدموع و....الخ ومبارك يعطي الاوامر لبعض المرتزقة للدخول لميدان التحرير وهم يمتطون الخيول والجمال حاملين الخناجر لسحق وضرب المتظاهرين تاركين ورائهم قتلى والاف من الجرحى امام الجيش ودون تدخل الجيش ، فالجيش محايد!
يمنع الجيش المتظاهرين الذين يخرجون من ميدان التحرير لجلب الطعام والماء للدخول اليها ثانية بقصد فرض الحصارعليهم .الجيش محايد !
ومع دخول الانتفاضة اسبوعها الثاني وقيام نائب مبارك عمر سليمان بدعوة احزاب المعارضة المتكالبة والانتهازية للحوار ، يبدأ الجيش بحث المنتفضين في ميدان التحرير للذهاب الى منازلهم حفاظا على اقتصاد البلد . الجيش محايد!
يضرب الجيش مدرسة وبالاسلحة الثقيلة ،بانزال الدبابات في مدينة 6 اوكتوبر محل وجود اللجان الشعبية للانتفاضة . الجيش محايد!
وكانت بيانات الجيش يركز على انه يلعب دور الانضباط لحماية مكتسبات وطموحات الشعب ! ويبقى الضامن للانتقال السلمي نحو الديمقراطية!
فنظام مبارك مع عموده الفقري الذي هو الجيش كانوا يعملون بكل السبل لكسر الانتفاضة ويستخدمون نفس المحتوى من الخطابات والبيانات التي تتماشى وسياسات امريكا والغرب ،فالجيش اذن لم يلعب دور الوسيط الخير كما تروج له بعض الصحف البرجوازية . ويظهر الرئيس الامريكي اوباما ليشكر الجيش على تمالك نفسه في عدم استخدام العنف مع الشعب المصري ! نظام مبارك بوزرائه وجيشه وامريكا كانوا في نفس اللعبة السياسية لالتفاف حول الانتفاضة .
خسر مبارك اللعبة بتنحيه عن السلطة امام غضب وسخط وصمود الشعب المحتج لكنه بقى امينا لامريكا لاخر للحظة بتسليمه السلطة لجيشه.
والجدير بالذكر ان امريكا في البدء كان يلح على تنحي مبارك لاحداث الانتقال السلمي للسلطة وللحفاظ عاى امن واستمرار النظام الرأسمالي في مصر لكن مع تعنت مبارك واعطائه التنازلات تل والاخر وبدعوة نائبه لاحزاب المعارضة للحوار (وخصوصا وان مبارك كان الخادم الامين للنظام الراسمالي الامريكي والعالمي ) قد غير من هذه اللهجه واخذ يقول :على مبارك الابتعاد عن القصر الرئاسي للكف عن توتير الامور والذهاب للعلاج ولكن وبعد دخول الانتفاضة اسبوعها الثالث ،وبدء الاضرابات العمالية وتوسع نطاقها،وتصاعد موجة الاحتجاجات واصرار المعتصمين في ميدان التحرير على رحيل مبارك ، بدأت امريكا تشدد الضغوطات على مبارك وتقول (على نظام مبارك ان يطرح خطة واضحة للانتقال السلمي والسلس للسلطة) لان الاحتجاجات اخذت تهدد امن واستقرار النظام الرأسمالي برمته في مصر فباستمرارالانتفاضة وبدء الاضرابات العمالية ، كانت الانتفاضة تاخذ مجرا آخر تماما ومثلما رأينا كانت مطلب الشعب باكمله رحيل مبارك ثم اصبحت رحيله وثروته ومع الاضرابات العمالية التي كانت تهدد بشل اقتصاد البلاد كانت مطاليب كتحديد الحد الادنى للاجور ، هيكلة الاجور مع الاسعار واطلاق كافة الحريات كحرية الاضراب ، وحرية التظاهر حق التجمع والتنظيم ....تبرز على السطح وتاخذ الصدارة وبتبلور نضالات الطبقة العاملةوالكادحين وفي مثل هذه الاوضاع تبرز مطلب الاصرار عاى تحقيق العدالة الاجتماعية و كيفية الغاء الفوارق الطبقية وخصوصا والطبقة العاملة المصرية لها تاريخ حافل بالنضالات وخصوصا نضالاتها في العقد الاخير من هذا القرن ، نضالات عمال المحلة (معمل الغزل والنسيج) وصلت ذروتها في عام 2008 قد هددت عرش نظام مبارك فلم تكن بقليلة ولم تخمد الا بقمع نظام مبارك وبدبابات جيشه. فمطاليب الانتفاضة وحتى اسليب النضال كانت تتبلور نحو دك عرش الطبقة البرجوازية في السلطة .
فامريكا كانت في غنى عن ذلك وخصوصا لما لمصر من اهمية وموقع في العالم العربي فتطور احداث الانتفاضة بالاتجاه الذي ذكرناه كان ينذر بناقوس خطر حدوث تغيرات جذرية في مجمل نمط النظام السياسي والاقتصادي لمصر وما يكون له من تبعات على انظمة العالم العربي وبالتالي على العالم كله ،فلهذه الاسباب كان السيناريو الاول مستبعدا.
فما يريده امريكا والغرب اليوم هو الاستقرار للنظام الراسمالي، لايريدون له اي نوع من التزعزع!فهل هذا ممكن والملايين الساحقة تعيش تحت خط الفقر والحرمان وتعاني من القمع والاستبداد؟
لقد نجحت الانتفاضة في تحقيق مطلبها الاول في رحيل مبارك الذي هو مبعث فخر وفرح ونهوض لكل انسان يعيش الظلم والاظطهاد والقمع والاستبداد و لا زالت مطاليب الشعب في احداث التغيير الجذري في بنيان النمط السياسي والاقتصادي للنظام في مسيرتها، وتحقيق الحرية بكافة اشكالها والعدالة الاجتماعية مرهون بتنظيم جماهير الطبقة العاملة وبعاطليه عن العمل والكادحين لانفسهم اكثر فاكثر وولوجهم في الميدان السياسي في مواجهة اجندات الاتجاهات البرجوازية.
زينب رحيم
12-2-2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أمام إسرائيل خياران.. إما رفح أو الرياض- | #مراسلو_سكاي


.. استمرار الاعتصامات في جامعات أميركية.. وبايدن ينتقد الاحتجاج




.. الغارديان: داعمو إسرائيل في الغرب من ساسة وصحفيين يسهمون بنش


.. البحرين تؤكد تصنيف -سرايا الأشتر- كيانا إرهابيا




.. 6 شهداء بينهم أطفال بغارة إسرائيلية على حي الزهور شمال مدينة