الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السودان يحترق

أمينة النقاش

2004 / 10 / 7
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


في لقاء مهم دعتني إليه الدكتورة إجلال رأفت رئيسة لجنة السودان بحزب الوفد، وشارك فيه ممثلون لمعظم أحزاب المعارضة في مصر، تحدث الصادق المهدي رئيس حزب الأمة السوداني حديثا مستفيضا حول ما يجري في دارفور، فأضاء بحديثه المرتب المنطقي الحافل بالمعلومات، كثيرا من جوانب تلك الأزمة، وقدم اقتراحات مهمة بشأن الأزمة السودانية، جديرة بالمناقشة والأهم أنها جديرة بسرعة التنفيذ . وأهمية حديث الصادق المهدي لا تأتي فقط من أنه زعيم إكبر الأحزاب السودانية، وأكثرها تأثيرا في الساحة السودانية، بل أيضا لأن إقليم دارفور يعد تاريخيا منطقة نفوذ تقليدي لحزب الأمة، هذا فضلا عن أن شهادته تكتسب في هذا الوقت بالذات الذي يتعرض فيه السودان لتهديدات جدية بفرض عقوبات دولية عليه وعلي نظامه، ويتسع فيه نطاق الحرب الأهلية وتهدد بالانتقال من الغرب إلي الشرق وربما الوسط، بعدما جري في الجنوب، تكتسب هذه الشهادة مصداقية عالية، ليس فحسب لأنه معارض للنظام الحاكم في الخرطوم، بل لأنه مفكر ومراقب سياسي ذو صوت مسموع في دوائر النخب الغربية التي تؤثر في استصدار القرارات التي يجري اتخاذها من قبل الأمم المتحدة بشأن السودان، والتي تنطوي خطورتها علي أنها تصدر من الباب السابع لميثاق الأمم المتحدة وهو ما يعني أنها ملزمة، ويترتب علي عدم تنفيذها فرض عقوبات من بينها تنفيذ تلك القرارات بالقوة إذا لزم الأمر .

قال الصادق المهدي إن الحكومة السودانية احترفت الحسابات الخاطئة، وتصورت أن العالم الخارجي يرضي عنها بعد توقيع اتفاقية السلام مع جون قرنق وسيغمض عينه عما يجري في دارفور، وهو ما لم يحدث، وأكد أن المنظمات غير الحكومية الدولية لعبت الدور الأساسي في الكشف عما يجري في دارفور، وأن تلك المنظمات تلعب في مجتمعاتها الغربية دورا كبيرا في صنع القرار، ووصف المهدي عمليات تهجير مليون مواطن من قراهم في الإقليم وعمليات القتل وحرق القري التي تسعي خلالها الحكومة السودانية لتغيير التركيبة القبلية لدارفور، بأنها جرائم حرب وانتهاك واضح لحقوق الإنسان، لكنه نفي أن تكون إبادة جماعية كما تقول الإدارة الأمريكية.

وقال الصادق المهدي إن السودان في خطر وأنه يواجه الآن مشكلة التدويل، وأن الدور المصري الرسمي والشعبي غائب أو لعله غير كاف، وأن أول المضارين من خطر التدويل هي دول الجوار وعلي رأسها مصر.

الخروج من هذه الورطة أمر ممكن بشروط حددها المهدي في أن تشكل الحكومة السودانية إدارة غير قابلة للطعن في استقلاليتها لإدارة دارفور وإقامة حكومة وطنية تضم كافة القوي السياسية في السودان، لتمهد لعقد مؤتمر قومي دستوري لبحث مستقبل الحكم في السودان علي غرار النموذج الذي جري في جنوب أفريقيا.

وجاءت مقترحات الصادق المهدي لخلق حركة شعبية مصرية لمساندة السودان وشعبه وحكومته للخروج من المأزق الراهن لافتة للانتباه، حيث دعا إلي تشكيل هيئة شعبية مصرية من كل الأحزاب والقوي السياسية والنقابات والاتحادات الجماهيرية، تقوم بزيارة السودان والالتقاء بكل القوي السياسية السودانية التي حثها علي الإسراع بالعودة إلي الوطن ونقل النضال من أجل الديمقراطية إلي الداخل، وإنشاء صندوق لتمويل نشاطها وإصدار صحيفة باسمها تنير الشعبين المصري والسوداني بكل ما يجري في السودان وتقدم دعما سياسيا لكل الجهود التي ترمي إلي الحفاظ علي وحدة السودان، عبر نظام فيدرالي غير مشوه كما هو حادث الآن في السودان.

اقتراح الصادق المهدي طموح للغاية، لكنه ضروري، وقد قبل به المشاركون في الندوة والمشاورات تجري الآن لتشكيل هذه الهيئة، بعد أن تعهد المسئولون عن صحف الأحزاب، بأن تكون منبرا لنشاطها في مراحلها الأولي.

لو احترق السودان، فمصر لن تنجو من الحريق.. هذا تحذير من زعيم حزب الأمة علينا أن نأخذه مأخذ الجد ليصحو الطرف الرسمي من سباته، وينشط الطرف الشعبي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا تلوح بإرسال قوات إلى أوكرانيا دفاعا عن أمن أوروبا


.. مجلس الحرب الإسرائيلي يعقد اجتماعا بشأن عملية رفح وصفقة التب




.. بايدن منتقدا الاحتجاجات الجامعية: -تدمير الممتلكات ليس احتجا


.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة تغلق شارعا رئيسيا قرب و




.. أبرز ما تناولة الإعلام الإسرائيلي بشأن تداعيات الحرب على قطا