الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإرهاب وأسراره وما يدور من حوله / الجزء الرابع

جميل جمعة

2011 / 2 / 13
عالم الرياضة


ولتوضيح جميع ماذكر آنفا وليصبح بمقدور القارئ فهم حقيقي لمعنى الإرهاب نتطرق قليلا إلى الأركان الأساسية والجوانب القانونية والواقع الخفي الذي يقف وراء كل مايجري ويدور خلف الكواليس بهدف ديمومة واستمرارية حالة الفوضى هذا من جهة ومن جهة أخرى ليدرك القارئ الكريم وبقناعة ذاتية دون تأثير خارجي ليكون جديرا وجريئا باتخاذ الموقف وتتوفر لديه القدرة في فضح جميع هذه الأعمال والجهات الداعمة والممولة والحاضنة للإرهاب وأن نعلم جيدا بأنه ليس هناك إنسان يولد إرهابيا أو بالوراثة أو العدوى بل نشا وتوسع بالشكل الذي نسمعه ونراه في أيامنا هذه وخطط له بطريقة مدروسة منذ عقود مضت وأنشأت له أماكن ومناطق لتأهيل وتدريب الإرهابيين وتعددت أساليبها والاهم من ذلك أن نكون على مستوى من الوعي والمعرفة لتجنب الوقوع في نفس الخطأ الذي تمارسه هذه الجماعات حينها نكون قد قدمنا خدمة لهم لتحقيق مآربهم وتنفيذ مخططاتهم إن شئنا أم أبينا , وهنا أرى انه من الضروري ذكر بعض المعلومات الخاصة والمتعلقة بموضوع الإرهاب بشكل عام والجانب القانوني بشكل خاص والأخذ بمبدأ حدوثه ومن هذه المبادئ التي تقوم عليها عمليات الإرهاب حيث يؤخذ الإرهاب على الموضوع ومحل وقوعه : الخلاف والعداء بين طرفي النزاع والذي يتبناه أصحاب الحق أو الطلب وكثيرا ما يكون معنويا كالدين والحقوق وحرية الرأي الخ.أما المبدأ الثاني فيقوم استنادا على الموقع الجغرافي الذي وقع فيه الإرهاب ويؤخذ تسميته من المكان الذي وقع فيه وعلى سبيل المثال الإرهاب البري والجوي والبحري وحين التحدث عن الإرهاب علينا معرفة أنواعه وإشكاله لفهم ومعرفة أسبابه وأهدافه فهناك: الإرهاب البيئي (البري البحري والجوي ), الإرهاب الديني والعرقي , الإرهاب العلمي والإعلامي , الإرهاب السياسي ,الإرهاب الدولي , الإرهاب البايولوجي ,والإرهاب الالكتروني.
الإرهاب البيئي :
وهذا النوع من الإرهاب هو من أقدم أنواعه على وجه المعمورة التي أرهبت البشرية مثل الكوارث الطبيعية الزلزال والبراكين والبرق والشمس والرعد وغيرها ,ثم الحيوانات المفترسة في الوقت الذي لم يتمكن الإنسان بوسائله البدائية مقاومتها التي كانت تؤثر على مجرى حياته وأركانها ولاتزال مصدر قلق لدى الإنسان حتى في وقتنا الحاضر بالرغم من أن هذا القلق قد قل كثيرا بعد أن بدأ الإنسان يعيش جماعات مستقرة في الأماكن التي تتوافر فيها عناصر الحياة كالماء والأكل بعدها وبتغير مجرى وأسلوب الحياة حيث نمت وترعرعت فكرة الحيازة والتملك للأشياء القيمة بدأ الإنسان يستعمل قوته لحيازتها وتملكها في غياب القوانين وسندات الملكية ماعدا طريقة وأسلوب الحيازة باستعمال القوة ضد الطرف الآخر واستمر ذلك على مستوى الفرد ثم الجماعة أو القبيلة وحتى الدول بعد نشوئها وفي يومنا هذا حين أصبح الاقتصاد الشغل الشاغل للدول مع التقدم الصناعي والتطور الالكتروني اللذان يؤمنان لها هذه الغزوات في الأسواق الدولية.
وحول الإرهاب البحري والذي جاء متأخرا بعد أن بدا الإنسان ركوب البحار والأنهر وتنقله عبر المحيطات واكتشاف مناطق جديدة خصبة وطبيعة أجمل للاستيلاء عليها واستعمارها.وهذا النوع من الإرهاب قد يحدث في البحر ويختلط بالإرهاب البري عندما يستهدف القراصنة السفن في البحار والأهالي على اليابسة بهدف السلب والخطف أو القتل رجال ونساء. أما الإرهاب الجوي فقد ظهر منذ العصر الحديث وفي أواخر القرن التاسع عشر للميلاد وكأنه الناقوس الذي أيقظ العالم بخطورته محذرا بالخطر المرعب لاستحالة النجاة منه حال حدوثه.
الإرهاب الديني:
وكما نعرف عن الدين بأنه تسامح ومحبة ونبذ الشر والحقد فالتعصب الديني الأعمى انحراف عن مقاصده السامية وهذا لايرضى الله ولا البشر لان الإنسان ذو طابع اجتماعي مما يميزه عن باقي مخلوقات الأرض ,ولا ننسى أن حرية المعتقد وممارسة الشعائر الدينية حق طبيعي للجميع وأقرته كافة المنظمات والهيئات الدولية والإنسانية والجميع يعلم عدد الضحايا الأبرياء الذين سقطوا نتيجة الخلافات وإثناء المعارك الدينية المختلفة فيما بينها وكذلك مابين جماعات دينية واحدة ولاذنب لهم سوى معتقدهم وللأسف الشديد مازالت قائمة ليومنا هذا فنرى هذه النزاعات المتطرفة والأصولية حتى بين أبناء الدين الواحد وكما ذكرنا بان الدين هو محبة وتسامح إذا فلكل معتقد الحرية وحق ممارسة شعائره وطقوسه بما لايخالف الآداب والأخلاق العامة فهو حق طبيعي لايجوز التعرض له والمساس به أو وضع العراقيل إمامه أو التقليل من هذه الحقوق لهذا المعتقد أو ذاك بسبب الانتماء الديني , فجميع هذه الممارسات تعتبر إرهابا ضد الدين والمعتقد مهما كانت أهدافه والجهة المستهدفة. (الدين لله والوطن للجميع) وعليه فقد حان الوقت لاستخدام لغة التقارب والحوار بدلا عن لغة الاختلاف والتباعد ولنلتحم جميعا بروح الإنسانية تسودها المحبة والتسامح من اجل توفير حياة أفضل للبشرية في زمن يهدد فيه العالم في تعميق وتوسيع رقعة الخلاف بين الإطراف الدينية المختلفة دون استثناء/اذكر بيت من قصيدة الشاعرة ردينه الفيلالي حين قالت :عندما سألوني ( أي ديانة اتبع الإسلام أم المسيحية فأجبت باني اعبد ربي بكل الأديان السماوية)/ .
والجميع مدعوون وفي هذه الفترة بالذات للعمل وبيد واحدة وهدف واحد وهو الوصول إلى طاولة الوفاق في عبادة رب واحد اله الجميع والتآخي كما أمرتنا به الشرائع السماوية وأقرته جميع الهيئات الدولية والإنسانية.
الإرهاب العرقي :
لو استعرضنا جميع الكتب السماوية والنظريات العلمية حول تكوين الإنسان وكيفية تجسده لوجدنا تباينا واختلافا فيما بينها ولكن هذا يقودنا إلى القول :أن الإنسان أينما كان موقعه أو شكله أو لونه له نفس القيمة والمستوى والتقدير الإنساني بغض النظر عن كافة الأوصاف الجزئية الأخرى , فلا يجوز لأي مخلوق بشري إن ينتقص أو يحتقر أو يساء إليه اوشرع قوانين تنتقص من حقوقه الوطنية وهذه التصرفات مشينة بحق الإنسانية جمعاء وتعد إرهابا بحق البشرية ماديا أو معنويا ,ويقول احد الخلفاء الراشدين: ( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ) إن التعصب العرقي ونظرته الفوقية المتعالية مرض اجتماعي خطير يهدد كيان المجتمع البشري وخلاصة القول : كل من اضطهد إنسانا بسبب جنسه أو لونه أو بسبب عرقه يعد إرهابيا لأنها صورة مروعة تذهل العقل ولابد من مكافحتها ولايمكن السكوت عنها محليا ودوليا لأنه كارثة جماعية .
الإرهاب العلمي والإعلامي :
لقد بدأ هذا النوع من الصراع بين العلم النير والجهل الأعمى فاصطدم العلماء والمفكرين برجال الدين والسلطة الذين لايقرون بالحقائق الواضحة والجلية وبدأ أصحاب القرار آنذاك يكافحون الفكر والعلماء باتهامهم بالكفر والشعوذة وهذا يمثل الإرهاب العلمي الذي مورس ضدهم على شكل أحكام تتراوح بين التعذيب أو السجن لمدة غير معروفة أو الموت بهدف المنفعة الشخصية مما أدى إلى تأخير حضارة البشرية وعرقلة تقدمها في الوقت الذي كان الإنسان بأمس الحاجة وطموحه إلى المعرفة وهذه الأعمال كلها أدت إلى إمراض البيروقراطية وانحراف العدالة وظهور الطبقات الغنية على حساب الطبقة المسحوقة وفي الآونة الأخيرة ومع تقدم وسائل الإعلام وسعة المواصلات والعولمة والسرعة في إيصال المعلومات إلى المكان المقصود مما خفف هذا النوع من الإرهاب اللعين بالإضافة إلى تعاون الدول الداعية للحريات الفردية وحماية الصوت الحر لاسيما الصحافة لما لها من دور عظيم في كشف الحقائق مع ممارسة الحرية الإعلامية بأسلوب لايخرج عن القواعد العامة لهذه المهنة النبيلة من اجل كشف الحقيقة وإحقاق الحق بأمانة وإخلاص .
الإرهاب السياسي:
لقد بدا هذا النوع من الإرهاب بعد تشكيل وظهور الدول النظامية الإمبراطوريات والممالك والسلطة والقيادة وكان الإمبراطور أو الملك أو الحاكم وخاصة إذا كان الرئيس الروحي والمدني في نفس الوقت وكان في بعض الأحيان أشخاص يساعدوه ما يعرفون بالمستشارين الذين يختارهم من بين البارزين في المجتمع من الأقوياء وذوي النفوذ حسب تركيبة المجتمع , إن قادة مثل هذه الأنواع من الأنظمة لايمكن استمرارها ودوامها إلا بقوة الحديد والنار التي تلهب وتحرق قلوب الأحرار متمسكين بالحكم مهما كان عدد الضحايا من الشعب وأصحاب الأغلبية أو الأقلية المغلوبة على أمرها ولازالت هناك الكثير من هذه الممارسات من قبل الأنظمة الدكتاتورية ضد معارضيها وهذه الأعمال جميعها تدخل في قائمة الأعمال الإرهابية ومنها مصادرة الحريات والاعتقال والسجن والتصفيات الجسدية وكل هذا يجري من اجل الحفاظ وحماية سلطتها الغير المشروعة . والخلاصة: أن الإرهاب السياسي هو منع ومحاربة المواطن من ممارسة حقه المشروع بطرق بوليسية, تعسفية, قمعية, إرهابية.
الإرهاب الدولي:
لصعوبة هذا الموضوع وعدم وضوح خطوطه وثوابته وعدم إمكانية فصله عن باقي الأنواع المتشابهة والمتشابكة معه حيث حاول الكثير من الدول تحديد ماهيته مدا وجزرا مع المصلحة السياسية أو الفائدة الاقتصادية , هنا لابد من وضع قواعد وضوابط يستند إليها عند الحاجة من اجل وصف الوقائع بشكل دقيق وأن تعريفه هو التعريف العام للإرهاب مع إضافة بعض الخصوصيات التي يتميز بها (هو الخطر الجسيم والمروع الذي بهدد سيادة دولة أو دول أو شعوبا كليا أو جزئيا بأساليب مخالفة للقوانين الدولية والإنسانية من قبل دولة أو دول أخرى )وتختلف بعضها عن بعض تبعا للمكان والظرف المحيط بكل حالة ونتيجة ذلك تقع أعمال إرهابية بصورة خفية تحت تعتيم إعلامي متعمد ومخالف للقانون حيث لايجوز ممارسة أعمال إرهابية ضد المواطنين بأية ذريعة مها كانت . في الوقت الذي يعيش العالم في مرحلة تتعاظم فيه خطورة انتشار أسلحة الدمار الشامل حيث هناك حقيقة ويعرفها الجميع بان بعض الدول تحاول وتسعى لتصنيع وامتلاك هذه الأسلحة بقصد استخدامها للأغراض الغير السلمية ولكن الخطر القائم هو الكم الهائل من هذه الأسلحة التي تمتلكها الدول العظمى بهدف المواجهة لأي هجوم مفترض الوقوع مما جعل هذه الدول تتسارع في سباق التسلح الذي كلف ويكلف العالم مبالغ باهظة على حساب الدول الصغيرة والفقيرة والمتخلفة وكذلك الغنية وهنا يتساءل المرء هل من الصحيح والعدل في اتهام الدول التي تسعى لامتلاك هذه الأسلحة بالإرهابية ونغض الطرف عن الدول الأخرى التي تمتلك هذه الأسلحة إي الدول العظمى ألا نكيل بمكيالين ...؟ في حين أن الجميع يعلم والتاريخ يشهد بان هذا السلاح استخدم ولأول مرة في الحرب العالمية الثانية من قبل أمريكا وما سببته من إضرار مروعة ومرعبة ومدمرة للبيئة والبشرية على حد سواء ولازالت الكثير من المجتمعات تعاني من أثاره إلى يومنا هذا بالرغم من مرور أكثر من نصف قرن أليس هذا إرهاب دولة بجميع أشكاله وأنواعه مجتمعة بالإضافة إلى أننا لانعلم إلى أي مرحلة بلغ هذا السلاح من التطور إذا أخذنا في الحسبان فترة سباق التسلح بين الدول العظمى لنتصور اليوم حجم هذه الكارثة المروعة علما بان ثلث هذا السلاح المتوفر الآن يكفي لفناء كافة الكائنات الحية من على وجه الأرض أي نهاية العالم إذا هذا هو الإرهاب الدولي الحقيقي الذي يهدد العالم بأسره لذا فان الوعي الفردي للمخاطر التي تواجه الإنسانية والبيئة لهو قمة الرقي البشري المتحضر والشعور بأعلى درجات المسؤولية تجاه عالمنا وللوصول إلى هذه الحضارة يتطلب جهدا لايستهان به لخلق المنطلق الذاتي للشعور بالمسؤولية والعمل هن اجل درع وتجنب الكارثة وليكؤن شكلا هرميا نحو إقامة مجتمع مثالي وحضاري يعيش في امن وسلام يتماشى مع مستجدات العصر وعلى كل فرد منا القيام بدوره لبلوغ الهدف
الإرهاب البايولوجي والكيمائي:
الجميع يعلم ما للعلم والبيئة من فوائد جمة تساهم في رفع مستوى المعيشة للفرد وتوفير الرفاهية والسعادة شريطة أن يتجه هذا العلم وتطوره باتجاه ايجابي وتحقيق الغايات النبيلة المنشودة منه.وللأسف الشديد (ما كل ما يتمنى المرء يدركه ).
د. جميل جمعة فبراير 2011
إلى اللقاء في الجزء الخامس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيقاف ثلاثي الزمالك 4 مباريات بسبب أزمة السوبر وغرامة مالية


.. خسائر مالية كبيرة يتكبدها نادي مانشستر يونايتد بسبب إقالة ال




.. تأجيل مواجهة فالنسيا وضيفه ريال مدريد بسبب الفيضانات


.. التونسي وليد بوضيفة البطل العالمي الوحيد في رياضة الغطس بالع




.. وزير الرياضة لليوم السابع: شكرا الإمارات والدولة المصرية على