الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الموقف الأمريكي من انتفاضة مصر ... مصالح لا قيم

محمد بهلول

2011 / 2 / 13
القضية الفلسطينية


قد لا نأتِ بجديد إذا قلنا أن موقف الإدارة الأمريكية منذ بداية الحركة الاحتجاجية في مصر يتسم بالغموض والإرباك، ولعل ما هو معلن "أي الانتقال السلس للسلطة" يعتبر موقفاً متأرجحاً يمكن لكل طرف ولا سيما أطراف الصراع في مصر "الانتفاضة ـ النظام ـ الجيش" أن يقرأه بطريقة مختلفة.
الحذر الشديد والغموض وإرسال مواقف مشفرة وأخرى واضحة، كلها صفات تؤكد بالملموس أن الإدارة الأمريكية لا تملك نظرة بعيدة المدى، ولا سياسة واضحة للتعامل مع ملف كان مطروحاً بقوّة، وإن لم يكن أحداً يتوقع أن ينفجر بالطريقة التي شهدناها ونشاهدها، إذ كان مغفوراً لأشخاص متابعين أو حتى لأحزاب وقوى سياسية أو مجتمعية عدم الإبصار بما حدث، فإنه بلا شك غير معقول من الدولة العظمى، قد يكون الفشل استخبارياً بالدرجة الأولى، وهذا الفشل الذي يتجدد بشكل مضحك كل يوم، ولا سيما مساء الخميس (10 شباط/ فبراير) حيث أكد رئيس وكالة الاستخبارات (C.I.A) أنه يملك معلومات مؤكدة عن تنحي الرئيس مبارك ومغادرته البلاد، إلا أن مسار الأحداث عاكس معلومات وتقدير الإدارة الأمريكية وأجهزتها الاستخبارية، بمعزل عن الفشل الاستخباري، فإن الفشل هو سياسي وإستراتيجي.
الإدارة الأمريكية بارتباك مواقفها وسياساتها ومحاولاتها الدوران في الوسط، كلها عوامل تنذر بتراجع جاد للدور الأمريكي في المنطقة، فخسارتها النظام الذي قدّم ولا زال على استعداد لتقديم كل ما يلزم، ولو على حساب شعبه لحماية المصالح الأمريكية في المنطقة، وأبرزها سياسياً وأمنياً "إسرائيل"، والحد من النفوذ الإيراني، أما اقتصادياً؛ النفط والأسواق والأموال العربية، وبخسارتها للبديل المتوقع أياً يكن، تكون قد خسرت بلداً هو الأهم، ودوره مؤثر وحاسم، لا بل قيادي في المنطقة.
من المؤكد أن الإدارة الأمريكية وبشكل يعاكس قيم شعبها، تسعى إلى الحفاظ على سلة مصالحها في المنطقة، أو على الأقل الحد من خسائرها المتوقعة، لذلك كانت تأمل ومنذ اليوم الأول لانطلاقة حركة الاحتجاجات؛ من الالتفاف على مطالبها والدوران في عملية تجميل للنظام، عبر إقدام الرئيس على التنحي واختيار شخص آخر "من داخل البيت" تحت شعار فترة انتقالية، من المتوقع أن تتحول إلى فترة دائمة، إلا أن رأس النظام ولحسابات شخصية على الأغلب؛ لم يتجاوب مع المطلب الأمريكي، وجاء مسار الأحداث ليعاند الإدارة الأمريكية مرة أخرى، عبر تحول الحركة الاحتجاجية، وعلى مدار ثماني عشر يوماً إلى انتفاضة شاملة، وربما وبدون تسرع أو انفعال أو رغبة إلى ثورة واعية حقيقية، لها برنامجها الواضح والمبلور والملموس، وطنياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً، ولها أدواتها وهياكلها التنظيمية، بحيث أن الانتفاضة كانت قادرة على تسيير تظاهراتها المليونية، في الأيام والأوقات التي تريد، وعلى تطوير الشعارات والأهداف يوماً بعد يوم، وأحياناً ساعة بساعة، حتى بتنا وخلال فترة زمنية لا تقاس أمام سلة أهداف متكاملة |(برنامج) واستعدادية وشمولية جماهيرية لم يكن يتوقعها، أو يتنبأ بها حتى أشد المتفائلين رومانسية ثورية في هذا العالم.
الإدارة الأمريكية خسرت مرتين خلال الأيام الماضية، وبدت وكأن كل الأوراق تنزع منها، مرة على يد رأس النظام، ومرة أخرى على يد الانتفاضة ... "التغيير" لم يعد عنوانه "رحيل الرئيس" بل "رحيل النظام".
الإدارة الأوبامية التي عجزت وتراخت أمام ضغوط نتنياهو من أجل تجميد مؤقت للاستيطان، ستعجز بلا ريب أمام الشعوب العربية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد ما حدث لناطحات سحاب عندما ضربت عاصفة قوية ولاية تكساس


.. المسيرات الإسرائيلية تقصف فلسطينيين يحاولون العودة إلى منازل




.. ساري عرابي: الجيش الإسرائيلي فشل في تفكيك قدرات حماس


.. مصادر لـ-هيئة البث الإسرائيلية-: مفاوضات إطلاق سراح المحتجزي




.. حماس ترد على الرئيس عباس: جلب الدمار للفلسطينيين على مدى 30