الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورة نسخ لصق

جمال الدين بوزيان

2011 / 2 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


فاجأتنا ثورة تونس، و فرحنا بها، و لم نكد ننتهي من متابعة تداعيات ما بعد الهروب، حتى انتقلنا لمتابعة ثورة أخرى مفاجئة بمصر، و فرحنا بالتنحي أيضا، و انتقلنا لمتابعة ثورة أخرى نبحث عن مكانها المحتمل.
الأغلبية قالت الجزائر و اليمن، لكن الثورة و التغيير ليسا نسخ لصق، اتركوا الأمور تسير بعفوية و بطريقة طبيعية، نحن لسنا في مسلسل تلفزيوني، انتهينا من أحداث مصر لننتقل لمشاهدة أحداث الجزائر، و كأن الأمر أصبح تسلية لدى البعض، نعم للتغيير الطبيعي الذي ينادي به كل الشعب و ليس المفتعل، أحترم أغلب الجزائريين الذين خرجوا يوم الـ12فيفري 2011، لكن ما العمل إذا لم يلتف الشعب حولهم؟ سوف يلتف عاجلا أم آجلا، لكن لا يجب التعامل مع الأمر على أنه واجب حدوثه مباشرة بعد الثورة المصرية، الاصطناع مرفوض في كل مظاهر الحياة حتى في الثورات. لا تقوم ثورة ما لم يقتنع بها الناس و بالمخططين لها، و حتى يتمكن الناس من طرد الخوف من داخلهم، الناس يبحثون عن ضمان لعدم العودة لسنوات الدم. لست هنا بصدد التنظير، للتنظير أساتذته. لكنه مجرد رأي مواطن جزائري لا يقل وطنية عن أي مواطن عادي، مواطن يبحث عن التغيير، أو بالأحرى ينتظر التغيير، و قد يشارك فيه، و هو فعلا يشارك فيه، لكن التغيير ليس بالضرورة سيناريو تونسي أو مصري تصوره الجزيرة و تستزرق منه هي و باقي الفضائيات، الشعب هو الذي يختار السيناريو و ليس الإعلام، و هو الذي يختار التوقيت المناسب لما يكون جاهزا.
مسيرة يوم 12 فيفري الموؤودة، كانت مختلفة عن احتجاجات الزيت و السكر التي كانت في مجملها أعمال تخريب و سرقة قام بها مراهقون و شباب مدمن، بـالــ 12 فيفري كانت مختلفة لأنها سلمية و ضمت أطيافا قليلة لكنها مختلفة و مثقفة و معروفة، فئات محبوبة و أغلبها مكروهة من الشعب نفسه، مثل الأحزاب التي فقدت المصداقية و الاحترام........
لكنها لم تكن مسيرة معدية، لم تنتقل العدوى لأي مواطن خارج العاصمة، مما يعني أن التوقيت المناسب للمسيرة لا يزال بعيدا، أو ربما بسبب أن السلطة الجزائرية تعرف جيدا أساليب التدجين و كسب الرضا و امتصاص غضب الشعب و لو مؤقتا.....
أريد مثلكم تغيير النظام الحالي، و توقيف مسرحية استقدام الرؤساء الواحد تلو الآخر، و أريد محاسبة الجنرالات و كل من يتحكم في الاستيراد و التصدير و الاستثمار، و سيأتي وقت كل ذلك، و هو حتما ليس 12 فيفري الماضي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تناور.. «فرصة أخيرة» للهدنة أو غزو رفح


.. فيديو يوثق اعتداء جنود الاحتلال بالضرب على صحفي عند باب الأس




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر تطورات القصف الإسرائيلي في جميع مدن ق


.. حماس: تسلمنا المقترح الإسرائيلي وندرسه




.. طالب يؤدي صلاته وهو مكبل اليدين بعدما اعتقلته الشرطة الأميرك