الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هاجس مبارك

فالح الحمراني

2011 / 2 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


ارغام شعب مصر حسني مبارك على التنحي على السلطة بثورة شعبية تاريخية شاركت بها كل الشرائح والطبقات الاجتماعية، بات يقض كل كراسي الحكم العربية سواء الجمهورية وما يسمى بالجمهورية الملكية التي تستعد لتوريث كرسي الحكم للابن او للحليف الاقرب وللملكيات غير الدستورية. ان عدوى الثورة المصرية حتما ستنتقل اجلا ام عاجلا الى الدول العربية وليس وحدها، الاخرى.لقد تجاوزت الشعوب في ظل افضل مؤثرات العولمة، حاجز الخوف من سلطات الامن الاستخبارات، وتوصلت الى قناعة بانها فعلا وحقا صانعة التاريخي، وانها مالكة الثروات والسلطة ومن دونها لايمكن ان يجري تقرير شئ، كما خدعتها الطبقات والبطانات التي استفردت بالحكم في العالم العربي، ومارست الاساليب الوحشية لقمع الشعوب وتطلعاتها.
ان التطورات التي شهدتها في مصر انتشرت الى خارج البلد، وجرت خلفها الدول الاخرى. ان ممهدات الثورتين التونسية والمصرية كانت قائمة في العديد من بلدان المنطقة.فلكل دولة عربية مشاكلها وهناك اشكالية تحوم حول طبيعة بعض الانظمة السياسية الشائخة، وطالت الجميع الازمة الاقتصادية ولدى شباب اغلبية الدولة فرصة للتعاطي مع الانترنت.
ووفقا لكل السيناريوهات فان الشرق الاوسط ق يلتهب. وثمة توقعات ان الاضطرابات ستعم في الجزائر. وبعد تونس ومصر جرت المظاهرات المعادية للحكومات تقريبا في العديد من الدول العربية.وخرج الشعب في الاردن مطالبا يتغيير النظام السياسي، وخاصة ان يجري تعين رئيس الوزراء بالانتخابات. وفي صنعاء طالب 20 ألف شخص باستقالة الرئيس علي عبدالله صالح الذي يحكم البلاد طيلة 32 عاما.
ومن اجل ان لا يكون مصيرهم مثل مصير حسني مبارك، فان بعض الزعماء العرب ارعوا باتخاذ التدابير الوقائية لكي لا يسمحوا لاتساع الثورة في بلدانهم. وقام الملك الاردني عبدالله الثاني بحل الحكومة ، وكلف رئيس الوزراء الجديد.
من دون شك ان كافة هذه الاجراءات هي اجراءات مؤقتة. ان على الحكومات العربية ومن اجل ان لا تسمح باشتعال الثورات الخضراء القيام باجراء اصلاحات سياسية، وتعزيز الضمان اجتماعية والمؤسسات الديمقراطية. ومن هنا فان الجميع سيواجهون مفارقات صعبة، نظرا لان الشعوب العربية غير مستعدة للديمقراطية.وان الاصلاحات السياسية في البلدان العربية قد تؤدي الى زعزعة الاستقرار في داخل البلد الواحد او في المنطقة باسرها. فمثلا اذا وافق ملك الاردن على تلبية مطالب المحتجين ووافق على ان يعين رئيس الوزراء منتخب، فهناك احتمال كبير من اجراء الاردن تغيرات على سياستها من النزاع الفلسطيني ـ الاسرائيلي.ولا يُستبعد توتر الوضع : فان الزعماء الفلسطينون، وفي حال حصولهم على مناصب حساسة يمكن ان يكرروا احداث 1972 ويحاولون من جديد تحويل الاردن الى دولة فلسطينية.
ان الامكانية الوحيدة لتجنب الوقوع في مثل هذه المفارقة، يكمن بتشجيع مؤسسات الدولة في البلدان العربية، والتفكير العلماني الكوني الواسع، بيد ان تحقيق ذلك يتطلب سنوات طويلة،








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - د. الصديق فالح الحمراني موضوع رائع
عبد الوهاب المطلبي ( 2011 / 2 / 14 - 17:35 )
ارق التحيا اليك استمتعت بقراءة الموضوع
لك اطيب واسعد الاوقات

اخر الافلام

.. تحدي اللهجات.. مقارنة بين الأمثال والأكلات السعودية والسورية


.. أبو عبيدة: قيادة العدو تزج بجنودها في أزقة غزة ليعودوا في نع




.. مسيرة وطنية للتضامن مع فلسطين وضد الحرب الإسرائيلية على غزة


.. تطورات لبنان.. القسام تنعى القائد شرحبيل السيد بعد عملية اغت




.. القسام: ا?طلاق صاروخ ا?رض جو تجاه مروحية الاحتلال في جباليا